مفهوم التناص الأدبي

كتابة:
مفهوم التناص الأدبي

المتعاليات النصية

يُطلقُ مفهوم المتعاليات النصية على مجموعةٍ من العلاقات النصيّة التي تجعل نصًّا ما يتعالق مع نص آخر بشكلٍ ضمنيّ أو تصريحيّ، وتكون هذه العلاقات النصيّة متناظرة بشكل مباشر أو غير مباشر، ويدخل في مفهوم المتعاليات النصية ما يحدث من استشهاد بأقوال أو أبيات شعرية أو نصوص أدبية معروفة كالأمثال عند التمثيل على ذكر شيء ما باب الاستحضار أو المشابهة، حيث يكون بين هذه النصوص الأدبية حضورٌ داخل بعضها البعض ما يخلق حالة من التزامن في الأفكار أو الأنماط اللغوية أو الصور الفنية، ويرتبط مفهوم التناص ارتباطًا وثيقًا بمفهوم المتعاليات النصية، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن مفهوم التناص الأدبي.

مفهوم التناص

يشير مفهوم التناص إلى أحد أهم المصطحات النقدية التي ترتبط بتفاعل النصوص الأدبية مع بعضها وما يترتب على ذلك من دلالات في سياق النصوص الأدبية ذاتها، وفي علم النقد الحديث اختلط مصطلح التناص الأدبي مع مجموعة من المصطلحات ذات العلاقة بالنصوص الأدبية التي يتم كتابتها مثل: السرقات الأدبية، والاقتباسات، والتضمينات، إلا أن هذه المصطلحات تبتعد عن جوهر التناص الأدبي إذ إن الكُتّاب الذين تنشأ نصوصهم في إطار هذه المصطلحات يعملون على الانطلاق من نصوص محددة من أجل الوصول إلى نصوصهم، وقد يستوعب النص الواحد عددًا غير محدد من النصوص الأخرى ليتناصَّ معها، وقد ورد هذا المصطلح النقدي بأسماء أخرى في علم النقد الأدبي من أهمها: المتناصة، والتناصية، والنصوصية، والتفاعل النصي. [١]

أشكال التناص الشعري

قد تتخذ التناصية العديد من الأشكال المختلفة فيكون تعانق النصوص مع بعضها البعض متدرجًا أو متفاوتًا، وهذا الأمر يقود إلى وجود أشكال يمكن أن للتناصّ أن يكون عليها، وهذه الأشكال هي: [١]

  • التطابق: في هذا النمط تكون النصوص متماثلة في النتائج الوظيفية للنص الأدبي وفي خصائصه البنيوية.
  • التفاعل: في هذا النمط تحدث حالة من التفاعل بين نصٍّ وآخر فيكون النص الجديد قد تكيّف على النص الذي تفاعل معه مع مراعاة حفظ أهداف الكاتب ومقاصده في كتابة النص الأدبي.
  • التداخل: في هذا النمط تحدث حالة من الممازجة بين النصوص الأدبية مما يخلق حالة من الصلة بين النصين المتمازجين.
  • المجاورة: أو ما يطلق عليه نمط التحاذي، وفيه تكون الجمل اللغوية في النصوص الأدبية في حالة من المجاوَرَة أو الموازاة على أن يحتفظ كل نص ببنيته ووظائفه وهويته الأدبية الخاصة.
  • التباعد: أو ما يطلق عليه أسلوب التقاصي، وتقوم في هذا النمط بعض التقابلات بين النصوص الأدبية التي تختلف عن بعضها البعض ولا تنتمي إلى النوع الأدبي نفسه.

التناص عند جوليا كريستيفا

عُرِفَت التناصّية في بداياته في اللغة الفرنسية على يد الناقدة الفرنسية بلغارية الأصل جوليا كريستيفا، حيث انطلقت الناقدة من مبدأ أن النص الأدبي لا يُكتَب من الصفر وإنما يكون لأي نص أدبي سوابق ينطلق منها ويتشكّل عليها، ليتم التوسع في هذا المفهوم ليصل إلى أن النص المادي لا يمكن أن يكون إلا جزءًا من نص عام، وهذا ما مهَّد إلى التحول من مفهوم البنيوية في النص الأدبي إلى ما بعد البنيوية، وقد تحدثت الناقدة الفرنسية عن هذا المصطلح النقدي في كتابها "نظرية الجماعة" وفي كتاب "سيميوطيقا: أبحاث من أجل تحليل دلائلي" الذي تم نشره في عام 1969م، والذي يتكون من مجموعة من المقالات التي كُتِبتْ بين عام 1966 وعام1969. [١] [٢][٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت تناص, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
  2. المتعالقات النصية, ، "www.alnoor.se" اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
  3. التناص عربيًّا وغربيًّا, ،"www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
18569 مشاهدة
للأعلى للسفل
×