محتويات
مفهوم الحب والخوف والرجاء
يعد الحب والخوف والرجاء من العبادات القلبية التي يجب أن تجتمع في قلب المؤمن،[١] ومن كمال الإيمان أن لا يغلب إحداها على الآخر ليكون إيمانه صحيحاً ومتوازناً وفي الآتي بيان هذه العبادات الثلاث.
مفهوم المحبة
تعرف المحبة في اللغة بأنها نقيض البغض، وتدل على الثبات على الشيء والميل إليه لظن الخير فيه،[٢] معنى محبة الله -تعالى- معرفة العبد لله -تعالى- بأسمائه وصفاته، وأن يقبل على الله تعالى بالعبادة والذكر، والتزام طاعة الله -تعالى- بما أمر واجتناب عما نهى عنه.[٣]
وعلامة محبة العبد الله -تعالى- تتمثل فيما يأتي:[٤]
- طاعة الله -تعالى- بما أمر واجتناب عما نهى عنه.
- رجوع العبد إلى الله -تعالى- في سائر شؤونه وكثرة التوبة والاستغفار.
- أن يكثر العبد من شكر الله -تعالى- على كل ما أنعم عليه من نعم ظاهرة وباطنة.
- الصبر والرضا على كل ما قدره الله -تعالى- عليه.
- أن يكثر العبد من دعاء الله -تعالى-، ومناجاته في السر والعلن.
مفهوم الرجاء
الرجاء في اللغة هو الأمل وهو عكس اليأس،[٥] وهو أن يجتمع بالقلب طمأنينة بأن الأمر المحبوب كالمغفرة مثلاً لن يحرمك الله تعالى منه، ومع هذه الطمأنينة يسعى المسلم فيأخذ بأسباب المغفرة، فالرجاء طمأنينة مع محبة مع سعي لنيل ما ترجو خشية أن تحرم منه.[٦]
وكلما تمكن الرجاء من قلب المسلم كان حسن ظنه بالله تعالى، لذا كان السلف يفرحون أن حسابهم على الله تعالى وليس على والديهم،[٧] والرجاء والخوف بينهما تلازم فكلما زاد الخوف زاد الرجاء، فهما كجناحي طائر، وأحاديث الرجاء أضعاف أحاديث الخوف،[٨] والخوف والرجاء لا يفارقان حسن الظن بالله -تعالى-.
مفهوم الخوف
يعرف الخوف بأنه ما يصيب المسلم من كدر وانزعاج لتوقع الضرر،[٩] ويعرف أيضاً بالفزع، والذعر، والخشية والرهبة، فمن يخاف الله تعالى يفزع من احتمال أن يعاقبه الله تعالى في الدنيا أو الآخرة، لذا يبادر إلى الطاعة والعبادة والتقرب من الله -تعالى-.[١٠]
والخوف المطلوب هو الخوف الذي يدفع للطاعة ويحفز على العمل ويتحرى بسببه الحلال؛ لأنه سبب في الاستقامة في الدنيا والآخرة،[١١] فعلامات الخوف من الله تعالى تظهر بالمبادرة إلى أسباب النجاة، وترك المحرمات ولزوم الطاعات.
والخوف الواجب على العبد هو الخوف الذي يدفعه إلى فعل الفرائض وترك المعاصي والذنوب،[١٢] وعلى المسلم أن يخاف الله تعالى لعظيم قدرته قبل أن يخاف من عذاب الله تعالى وقبل أن يخاف من النار،[١٣] ولا يعد المسلم عابداً لله -تعالى- ومخلصاً في طاعته إلا إذا اجتمعت عبادة الخوف وعبادة الرجاء وعبادة المحبة لله -تعالى- في قلبه، وإن فقد إحداها فقد اختل إيمانه، فاجتماعها أمر لازم لا اختيار فيه.[١٤]
ركائز العبودية الثلاث: الحب والخوف والرجاء
ثبت عن أهل العلم التحذير من إفراد أحدهما عن الآخر. فالذي يعبد الله تعالى برجاء دخول الجنة فهو كالعامل المستأجر الذي لا يعمل إلا إذا نال الأجر على عمله، ومن عبد الله تعالى خوفاً من النار فقط فهو كالعامل الذي لا عمل إلا إذا هدده رب العامل بالعقوبة.[١٥]
ومن أهل العلم من قال: من عبد الله بالرجاء وحده فهو من أهل الإرجاء؛ لأنهم يغلبون الرجاء على سائر العبادات، ومن عبد الله تعالى بالخوف وحده فهو من الخوارج؛ لأن الخوارج يغلبون الخوف على سائر العبادات، ومن عبد الله -تعالى- بالحب وحده فهو زنديق؛ لأنه لا يرجو جنة لا نار، ومن عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو موحدٌ مؤمن.[١٥]
ومن أهل العلم من شبهه عبادة الله تعالى بالخوف والمحبة والرجاء بأن الحب كالمركبة والرجاء هو القائد للركب، والخوف هو الموجه.[١٦]
المراجع
- ↑ إبراهيم بن سعد أبا حسين، معجم التوحيد، صفحة 139. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين ، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ مجدي الهلالي، الجيل الموعود بالنصر والتمكين، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ أبو بكر محمد زكريا، الشرك في القديم والحديث، صفحة 1091. بتصرّف.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ مجدي الهلالي، كيف نحب الله ونشتاق إليه، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ مازن بن محمد بن عيسى، الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع، صفحة 639. بتصرّف.
- ↑ الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 181. بتصرّف.
- ↑ أبو بكر محمد زكريا، الشرك في القديم والحديث، صفحة 1084. بتصرّف.
- ↑ مجدي الهلالي، الجيل الموعود بالنصر والتمكين، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ مازن بن محمد بن عيسى، الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع، صفحة 538. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 210. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 137. بتصرّف.
- ^ أ ب إبراهيم بن سعد أبا حسين، معجم التوحيد، صفحة 139. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 354. بتصرّف.