مفهوم الشخصية في الفن القصصي

كتابة:
مفهوم الشخصية في الفن القصصي

الشخصية في الفن القصصي

تعتبر الشخصية العنصر الأهم في الفن القصصي، فهي من تدور أحداث القصة حولها، وهي التي يوصل الكاتب من خلالها الأفكار للقارئ والمتلقي ونستخلص العبر والمعاني منها،[١]والكاتب يحرص في القصة على أن يضع شخصية تمتزج بين الحقيقة والخيال فلا يعبّر في القصة عن شخصية واقعية تمامًا بل يحاول المزج بين الواقع والخيال لإيصال المتعة والإقناع للقارئ.[٢]


يرى الكثير من الدارسين أنّ الشخصية أهم من الحبكة في الفن القصصي، مفسّرين ذلك بأن الشخصية ملازمة للموضوع وأن باقي عناصر القصة ما هي إلا أدوات تخدم الشخصية، الشخصية التي تجعلنا نغوص مع الدور الذي تلعبه في القصة فهي مختلفة باختلاف الموضوع القصصي والفكرة التي يتناولها الكاتب، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الشخصية في الفن القصصي قد تكون واحدة فقط أو شخصيات محدودة على عكس الرواية التي تتنوع في عدد شخصياتها بسبب طولها مقارنة بالقصة.[٣]


أنواع الشخصية في الفن القصصي

تختلف طبيعة الشخصية في القصة حسب الدور الذي تؤديه فلا يمكن أن تكون جميع الشخصيات ذات دور متشابه، إذ تحتاج القصة إلى الاختلاف حتى تصل إلى مستوى رفيع يجذب القرّاء، ويمكننا تقسيم الشخصيات حسب دورها في القصة وطبيعتها إلى عدة أنواع، وذلك كما يلي:


الشخصية الرئيسية

هي الشخصية التي يدور محور وموضوع القصة حولها، وهي التي تكون حاضرة في ذهن الكاتب عند إنشائه لهذه القصة والتي غالباً ما تكون صعبة البناء، وبسبب ذلك من الطبيعي أن يكون حضور الشخصية الرئيسية أكثر من الشخصيات الأخرى الهامشية. [٤]


الشخصية المساعدة

وتكون هذه الشخصية أقل تأثيرا في الحدث من الشخصية الرئيسية، ولكنها مع ذلك تساهم بشكل كبير في تطور الأحداث من خلال دورها مع بطل القصة. [٤]


الشخصية المعارضة

وقد نطلق عليها الشخصية المعيقة، وهي الشخصية التي يكون مسعاها الوقوف في وجه الشخصية الرئيسية وعرقلتها عن تحقيق أهدافها، فهو يمثل الصراع في القصة مع البطل. [٤]


الشخصية النامية

وهي الشخصية التي تتغير بتغير أحداث القصة ووقائعها فلا تبقى ثابتة بل هي نامية أي إنها تنمو تدريجياً من موقف لآخر، وهذه الشخصية كمّا سمّاها جيراند بالشخصية العميقة أي إن القارئ لا يستطيع إصدار حكم عليها في البداية لأنها تمتلك أكثر من بُعد يُكشف لنا بعد السير في أحداث القصة.[٥]


الشخصية البسيطة

ويمكننا تسمية هذا النوع من الشخصيات بالمسطحة، وهي تُعبر عن الشخصية التي لا يكاد يكون له أي وجود في القصة لا من بعيد ولا من قريب، فهي بسيطةٌ كونها تلزم حالة واحدة من الصفات لا تتغير مع تغير أحداث القصة على عكس الشخصية النامية، وتسمى أيضًا بالشخصية الجامدة.[٦]


أبعاد الشخصية في الفن القصصي

وتحتوي الشخصية في الفن القصصي على مجموعة من الأبعاد المختلفة التي ترتبط بالشخصية، وهي كالآتي:


البعد الجسمي

والمقصود بهذا البعد هو تشكيل الشخصية القصصية من الناحية الشكلية والخارجية والتي يمكن رؤيتها وملاحظتها، فهل الشخصية ذكرٌ أو أنثى، وفي أي مرحلة عمرية، وما هي مظاهرها الخارجية من طول أو قصر ولون بشرة أو ملامح وجه. [٧]


البُعد الاجتماعي

وهذا البعد متعلق بالفئة الاجتماعية للشخصية القصصية من مستواه الثقافي وهواياته، وهل هو غني أو فقير، أو هو من الذين يسكنون المدينة أو الريف. [٧]


البعد النفسي

يكشف لنا هذا البعد عن نفسية الشخصية من الداخل، من عواطف َومشاعر وسلوك تتصرف به الشخصية من هدوء وعصبية، والعوامل التي أدت للتأثير به وتغييره. [٧]

المراجع

  1. أماني الداود، مجلة الدراسات اللغوية، صفحة 25. بتصرّف.
  2. فهد زايد، الأساليب العصرية في تدريس اللغة العربية، صفحة 238. بتصرّف.
  3. فلاح محمود ، الشخصية المهمشة في مجموعة العشب القصصية لأنور عبد العزيز، صفحة 17. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ليديا راشد، فن القصة لدى بسمة النمري، صفحة 152. بتصرّف.
  5. فلاح محمود ، الشخصية المهمشة في مجموعة العشب القصصية لأنور عبد العزيز، صفحة 19. بتصرّف.
  6. فلاح محمود، الشخصية المهمشة في مجموعة العشب القصصية لأنور عبد العزيز، صفحة 19. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ليديا راشد ، فن القصة لدى بسمة النمري، صفحة 151. بتصرّف.
6369 مشاهدة
للأعلى للسفل
×