مفهوم الفلسفة عند أفلاطون

كتابة:
مفهوم الفلسفة عند أفلاطون


بدايات الفلسفة

إن الفلسفة (Philosophy) تعني محُبة الحكمة، وهي يونانية الأصل واختصار لمقطعين فيلو (Philo)، وتعني حُب، وصوفيا (Sophy)، وتعني الحكمة، وينسب بعض المؤرخين هذا المصطلح إلى فيثاغورس، والبعض الآخر أرجعهُ إلى سقراط الذي وصف نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السوفسطائيين الذين يدعون الحكمة، ويرى آخرون أنه يعود إلى أفلاطون؛ حيث استخدمها في وصف سولون وسُقراط لينسب لهم صفةً تليق بمحبتهم إلى الحكمة.[١]


الفلسفة عند أفلاطون

عَرف أفلاطون الفلسفة بأنها عالم الأفكار؛ أي أنها الأساس اللاشرطي للظاهرة، فكانت الطريقة الفلسفية له تبدأ من الأفكار والمثل؛ ثم تنتقل بعدها إلى تمثيل الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع، وقد أشار أفلاطون في كتابهِ الجمهورية، بأن الفلسفة حقل معرفي خاص بأُناس متخصصين، وعقول عظيمة وفضيلتهم العدالة، ويحكمهم العقل.[٢]


تقسيمات المجتمع من وجهة نظر فلسفة أفلاطون

اقتصر مفهوم أفلاطون على الفلسفة الأرستقراطية، حيث قسم المجتمع اليوناني الأثيني إلى ثلاثة أقسام؛ وفقًا للأنفُس البشرية، نذكرها كما يأتي:[٣][٢]


النفس العاقلة

فضيلتها الحكمة، وتمثلها طبقة الحكام السياسيين، وهم الفلاسفة الأقلية في المجتمع.


النفس الغضبية

فضيلتها الشجاعة، وتمثلها طبقة الجنود والحراس.


النفس الشهوانية

فضيلتها العفة، وتمثلها طبقة عامة الناس في المجتمع.


علاقة فلسفة أفلاطون بالنقد الفلسفي

إضافةً لما سبق ذكره فقد عَرف أفلاطون الفلسفة بأنها الحكمة الفلسفية أي مواجهة المناقشة النقدية، فبينّ بأن الشخص الذي يتصرف على نحو صائب ليس بالضرورة يمتلك الحكمة الفلسفية؛ وإنما مواجهة هذا النقد بالصمود أمام الاستجواب، واشتهر أفلاطون بأسلوبه الخاص الجدلي (بالإنجليزية: Dialectic)؛ إذ إنّه يعتمد على نقد الآراء.[٤]


ويُشار إلى أنّه وجد موافقة وإجماعاً من العديد حتى في مجال الرياضيات والعلوم، الذين خضعوا للنقد الفلسفي رغم تطورهم الكبير؛ حيث إنّ الرياضيات تستند إلى فرضيات غير مفصلية، بحسب أفلاطون، وعندما فحص الافتراضات بشكل نقدي، وأوضح أن الفلسفة تهتم بالعلاقة بين الكيانات الأبدية وغير المتغيرة.[٤]


مميزات فلسفة أفلاطون

تميزت فلسفة أفلاطون التحليلية النقدية بدورها اللغوي، ووضوحها في إقامة الحجج والبراهين، إضافةً إلى أن الفلسفة التحليلية تساعد في المنطق الرسمي، والرياضيات والعلوم الطبيعية المختلفة، كما وتأخذ الأمور على مراحل؛ مما يساعدها على التركيز بأصغر المشاكل والتفاصيل، الأمر الذي يؤدي إلى إجابات لأسئلة أكبر، حيث تعد الفلسفة من أبرز أشكال البحث في هذا النقد الفلسفي الأفلاطوني.[٥][٢]


نبذة عن أفلاطون

ولد أفلاطون في أثينا (427 ق. م- 347 ق. م) وهو فيلسوف وحكيم يوناني، وحسب ما تم ذكره فإن اسم أفلاطون الحقيقي هو أرسطو قليس بن أرسطون؛ لكنه اشتهر بأفلاطون لضخامة جسدهِ، وذلك لأن كلمة أفلاطون باللغة اليونانية تعني الضخم والعريض، بينما تعد أسرته أرستوقراطية فقد مكنه ذلك من التعلم على يد السوفسطائيين، ومن ثم التحق ليُصبح تلميذ سقراط ومُخلد أفكاره.[٣]


كما اشتهر بأنه أحد أهم مؤسسي الفلسفة، ويرى آخرون أنه المؤسس الفعلي للفلسفة الغربية، وتتميز كتاباته بأسلوب المحاورات الممزوج بالسخرية والحكمة، فكان له عدة مؤلفات تشمل الشعر والفلسفة والمسرح، من أهمها؛ الجمهورية، السياسي، القوانين، لاخيس، ليزيس، بروتاغوراس، إيون، دفاع سقراط، أقريطون.[٣]

المراجع

  1. رجب بو دبوس، تبسيط الفلسفة، صفحة 15. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "Plato", history, Retrieved 31/3/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Plato"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Plato's Immortality of the Soul", Scandalon, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  5. " PROJECTS STORIES CONTRIBUTE PLATO’S APPROACH TO LIFE", Uplift, Retrieved 17/1/2022. Edited.
6625 مشاهدة
للأعلى للسفل
×