مفهوم المواقع الأثرية

كتابة:
مفهوم المواقع الأثرية

المواقع الأثرية

خلَّفت الحضارات الغابرة خلفها العديد من الآثارات؛ التي بقيت شاهدة عليها، ودالَّة على ما كان يتميّز به أبناؤها من عمق في التفكير، وإبداع في العمارة، والفنون، وفلسفة حياتيّة عظيمة.


الآثار إجمالاً ليست حكراً على منطقة دون المناطق الأخرى، فهي موجودة في كافة أصقاع المعمورة، فلا تكاد تخلو دولة ما من معلمٍ أثري هام استطاع أن يُخلِّد حضارة، وإبداعاً، وعظمة.


يمكن تعريف الموقع الأثري على أنّه ذلك الموقع الذي يتضمّن الدلائل الأثريّة، والتي تتم دراستها، وفحصها من قبل المختصين في علم الآثار، ليتم الاستفادة منها لاحقاً، وتوظيفها في العديد من المجالات المختلفة، حيث تفيد المواقع الأثريّة بشكل رئيسي في التعرّف على سلوكات الأشخاص الذين تواجدوا يوماً ما في الموقع قيد البحث، والدراسة، أو أولئك الذين استفادوا منه في حياتهم اليوميّة، ممّا يساعد في التعرّف على طبيعة الحياة التي كانت سائدة قديماً.


البحث عن المواقع الأثرية

يعتبر البحث والتنقيب عن المواقع الأثرية من أهم الخطوات المؤدّية إلى اكتشاف الكنوز الأثريّة التي تتضمّنها هذه المواقع. المواقع الأثرية بشكل عام توجد إمّا على اليابسة، أو في أعماق البحار، والمسطحات المائية، ومن هنا فإنّ بعضها يمتاز بسهولة إيجادها؛ حيث تقع في مواقع بارزة من اليابسة، أو من أماكن التجمّعات البشريّة.


من جهة أخرى، فإنّ إيجاد بعض المواقع الأثريّة يحتاج من العلماء المختصين إلى اتباع الطرق العلميّة الدقيقة، وبذل مجهودات كبيرة في سبيل ذلك، ولعلَّ أبرز هذه الطرق: مسح المنطقة المُتوقع إيجاد موقع ما فيها سيراً على الأقدام، إلى جانب توظيف الوسائل التقنية الحديثة في ذلك؛ كالتصوير الجوي، والكواشف المعدنية، وغيرهما.


بعد اكتشاف الموقع الأثري، يقوم العلماء بتسجيل ملاحظاتهم حوله، كما ويقومون أيضاً بالتقاط الصور له، ثم رسم الخرائط، ثم يبدؤون بالتعمُّق أكثر في محتويات هذا الموقع بالطرق العلميّة.


المحافظة على المواقع الأثرية

إنّ واجب المحافظة على المواقع الأثريّة من العبث، والتخريب يعتبر من أولى الواجبات وأكثرها أهميّة، وهذا الواجب غير منوط بجهة معيّنة دون الجهات الأخرى، حيث يقع على عاتق الجميع.


لعلَّ الدول، والحكومات هي أكثر الجهات تحمُّلاً لمسؤوليّة المحافظة على المواقع الأثريّة التي تقع ضمن حدودها، وذلك من خلال عملها الدوؤب على تنظيفه، وترتيبه، وتهيئته لاستقبال الزوار، إلى جانب تعريف العالم عليه؛ إحياءً له، وجذباً للسياح.


كما أن المواطنين مسؤولون أيضاً عن المواقع الأثريّة، وذلك من خلال عدم العبث بها، أو تخريبها؛ خاصّة وأنّ هذه المواقع تعتبر إرثاً وطنيّاً هامّاً، وحسّاساً، ويجب ألا تكون في أي وقت من الأوقات عرضة لأنواع العبث المختلفة.

5858 مشاهدة
للأعلى للسفل
×