محتويات
مفهوم النظرية الواقعية الدفاعية
النظرية الواقعية الدفاعية؛ هي نظرية سياسية عُرفت في بادئ أمرها من قبل عالم السياسة كينيث وولتز في نظريته "فهم السياسة الدولية"، حيث اعتبر أنّ النظام الهيكلي الفوضوي الدولي يُساعد على الحفاظ على سياسات معتدلة ومتحفظة من أجل المحافظة على تحقيق الأمن واستمراره، وقد برزت هذه النظرية من المدرسة الواقعية الجديدة.[١]
مقومات النظرية الواقعية الدفاعية
تعتمد النظرية الواقعية الدفاعية على عدة مقومات، أهمها النقاط الآتية:[٢]
- محاولة الحفاظ على الأمن التي تقوم بها الدول تقوم على أساس الهيمنة وبسط النفوذ الواسع، حيث تُؤكد أنّ التوسع العدواني كما روج له الواقعيون الجدد يُزعج نزعة الدول للتوافق مع نظرية توازن القوى، ممّا يُقلل من ضمان أمن الدولة.
- التأكيد على وجود نزعة الصراع بين الدول، كما تُؤكد على أنّ هذه الطاقات المبذولة في سبيل هذا الصراع تُعتبر طاقات متفرقة.
- الاعتماد على العوامل الهيكلية لتفسير حالة الصراع الدائرة بين الدول، مثل: القضايا الأمنية وأفكار نخبة المجتمع وتصورات عن أسباب اندلاع هذه الصراعات في العالم.
- الإقرار بأنّ طبيعة النظام الدولي غير المنتظمة تُشجع الدول على تبني سياسات دفاعية رادعة، على أنّ الدولة قد لا يكون شغلها الشاغل الاستيطان والتوسع بقدر حاجتها للبقاء في هذا النظام الدولي الكبير وإثبات وجودها فيه.
الخصائص العامة للواقعية الدفاعية
يتبنى الواقعيون الدفاعيون وجهة نظر معينة حول العلاقات السياسية بين الدول، ولوجهة النظر هذه خصائص تتمثل في النقاط الآتية:[٣]
- التأكيد على التأثير المباشر الذي تفرضه الطبيعة البشرية على العلاقات السياسية، حيث يعتبرها الواقعيون أنانيةً مباشرةً.
- التأكيد على غياب الحكومة الدولية، ممّا يُساهم في خلق حالة من الصراع المستمر بين الدول، حيث تُصبح القوة والأمن هما الهدفان الأساسيان لكل الصراعات.
- الإقرار بأنّ هذه السياسة دائرة لا مجال لوجود الأخلاق فيها.
الواقعية في القرن العشرين
نشأت الواقعية في القرن العشرين إبان انتهاء الحرب العالمية الأولى، وقد كانت ترنو إلى خلق حالة من السلام للحفاظ على العالم من دمار جديد، وقد أيقنوا أنّ إيجاد نظام دولي شامل قد يُساعد في الحد من الصراعات المدمرة في العالم، وقد كانت النتيجة هي إنشاء عصبة الأمم عام 1920م، وإبرام اتفاق كيلوغ برياند عام 1928م، وهو ميثاق يحظر الحرب وينص على تسويات سلمية بين الدول.[٣]
بعدها بأعوام قليلة اندلعت الحرب العالمية الثانية ملقية كل ما سبق من اتفاقات سلمية دولية ومن مباحثات في عصبة الأمم على قارعة الطريق، وقد كان هذا بمثابة صدمةً للواقعية المثالية آنذاك، على أنّ نهاية الحرب أنتجت مرةً أخرى ما يُسمى الآن بالأمم المتحدة، والتي نهجت نهج عصبة الأمم إلى حد ما.[٣]
أمّا في خمسينيات وستينيات القرن العشرين تعرضت الواقعية الكلاسيكية لتحدي مجموعة من علماء السياسة الذين عمدوا إلى تقديم منهجية جديدة أكثر واقعية من سابقتها، وهي المعروفة بالواقعية الجديدة.[٢]
المراجع
- ↑ احمد محمد وهبان، النظرية الواقعية وتحليل السياسة الدولية من مورجنثاو إلى ميرشايمر"دراسة تقويمية"، صفحة 35-36. بتصرّف.
- ^ أ ب "النظرية الواقعية"، جامعة اهل البيت، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت شكري محمد (25/6/2015)، "تطور اتجاهات المدرسة الواقعية في تليل العلاقات الدولية"، الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2022. بتصرّف.