مفهوم الهوية في الفلسفة

كتابة:
مفهوم الهوية في الفلسفة

مفهوم الهويّة في الفلسفة

الهويّة في الفلسفة هي حقيقة الشيء المطلقة، والتي تشتمل على صفاته الجوهريّة التي تميّزه عن غيره. كما أنها خاصيّة مطابقة الشيء لنفسه أو مثيله، ومن هنا فإنّ الهويّة الثقافيّة لمجتمعٍ ما تعتبر القدر الثابت والجوهري والمشترك من الميّزات والسمات العامة التي تميّز كل حضارةٍ أو مجتمعٍ عن الآخر.


هويّة الشعوب والأمم

من المستحيل أن نجد شعباً من غير هويّة، وهذا الأمر يدحض زعم (داريوس شايغان) الذي قال عن الهويّة بأنها عبارة عن صورةٍ مغلوطة للذات.


أثبتت الدراسات السوسيولوجيّة أنّ لكلّ مجتمع أو أمّه عدداً من الخصائص، والسمات الاجتماعيّة، والمعيشيّة، والنفسيّة، والتاريخيّة المتماثلة، وهذه السمات تعبّر عن كيانٍ ينصهر فيه أفرادٌ منسجمون ومتشابهون بتأثيرٍ من هذه الميّزات والخصائص التي تجمع ما بينهم.


من منطلق هذا الشعور القومي فإن كلّ فردٍ يستمد إحساسه بالانتماء والهويّة، ويشعر بأنه ليس مجرّد فكرةً نكرة، وإنما هو مشتركٌ مع مجموعةٍ كبيرة من الأفراد في عددٍ من المعطيات والأهداف والمكوّنات، إضافةً لانتمائه إلى ثقافةٍ مركبة من جملةٍ من الرموز والمعايير والصور، وفي حالة انعدام هذا الشعور بالانتماء من قبل الفرد نتيجة عددٍ من العوامل سواء كانت داخليّة أو خارجيّة، فإنه ينشأ في أعماقه ما يطلق عليه اسم (أزمة الهويّة) والتي ينتج عنها أزمة وعي تؤدي إلى ضياع تلك الهويّة بشكلٍ نهائي معلنةً نهاية وجوده.


أجمع الباحثون على فكرة عدم وجود شعب دون هويّة، لكنهم اختلفوا في الشكل المحدّد لتلك الهويّة، ومن هذا المنطلق انتقد بعضهم ما يطلق عليه الشكل الميتافيزيقي المحدّد لهوية الشعوب والأمم، ويعمل على تقديم شخصيتها ضمن إطار نماذج مثاليّة أو تصوراتٍ استاتيّة دون النظر إليها كمجموعاتٍ حيّة تتميّز بالعديد من الاحتمالات الكاشفة عن ذاتها بعد عمليّة تحققها، وقام هؤلاء بطرح مقاربةٍ سيسيولوجيّة تظهر الهويّة على أنها تتغذى بالتاريخ لتشكل بعدها استجابةً مرنة متحولة مع تحوّل الأوضاع التاريخيّة والاجتماعيّة، ومن هنا يرون بأنّ الهويّة نسبيّة متغيرة مع حركة التاريخ والانعطافات التي يتعرّض لها.


جدليّة ثبوت الهويّة أو تغيرها

طرحت مسألة ثبات الهويّة أو تغيّرها على محك النقاش والمساءلة، وقد أثبتت الجدالات العلميّة أنّ هويّة أية أمةٍ أو مجتمع ليست أمراً سرمديّاً أو ثابتاً – وفق رؤية المفكّر المغربي محمّد عايد الجابري – بل هي مرتبطة بكافة المؤثّرات الخارجيّة، إضافةً للتداول العلمي للثقافات والأفكار، ولارتباطها بالصراع على السلطة، وهذه الصراعات تؤثّر عليها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر لعبة التوازنات والمؤثّرات الخارجيّة المحيطة.


فيديو ما هي الهوية؟

لمتابعة المزيد شاهد الفيديو


==


المراجع ==

6115 مشاهدة
للأعلى للسفل
×