مفهوم اليوم الآخر والإيمان به

كتابة:
مفهوم اليوم الآخر والإيمان به

مفهوم اليوم الآخر

ما معنى اليوم الآخر، ولماذا سُمّي بهذا الاسم؟

اليوم هو واحد الأيّام، والآخِر هو ضد المتقدّم،[١] واليوم الآخر هو اليوم الذي تبعث فيه المخلوقات للحساب والجزاء، وهو يوم القيامة،[٢] ويدخل فيه ما كان مقدمةً له كالحياة البرزخية، وأشراط الساعة، وسُمّي باليوم الآخر لأنّه آخر أيّام الدنيا، أو آخر الأزمنة المحدودة أو لتأخره عن الدنيا،[١] فلا يوم بعده، وذلك أنّ أهل الجنّة يستقرّون في منازلهم، وأهل النار يستقرون في منازلهم، ولليوم الآخر أسماء عديدة، وهذا دليل على عظمته، ومن أسمائه: يوم البعث ويوم الحساب ويوم الوعيد، وغير ذلك.[٢]


مفهوم الإيمان باليوم الآخر

كيف يكون الإيمان باليوم الآخر وماذا يتضمّن؟

إنّ الإيمان باليوم الآخر هو التصديق الجازم واليقيني بحدوث كل ما أخبر به الله -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز، وكل ما أخبر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا سيكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وأحوال يوم القيامة وما فيها من البعث والحشر والصُحف والميزان والحساب والحوض والجنة والنار، وغير ذلك من الأمور الثابتة في القرآن أو السنّة النبوية.[١]


والإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، ولا يصحّ إيمان العبد إلّا بالإيمان بها جميعها،[١] فهو فريضة واجبة، وكثيرًا ما قَرَن الله تعالى بين الإيمان به سبحانه والإيمان باليوم الآخر في القرآن الكريم، فتحقيق هذين الركنين يعني الإيمان بالمبدأ والإيمان بالمعاد، فمن لا يؤمن باليوم الآخر لا يمكن أن يكون إيمانه كاملًا، لأنّ الإيمان بهذا اليوم هو الدافع الرئيس في العمل للآخرة، فالإنسان يعمل الصالحات رغبةً بالثواب ويترك المعاصي خوفًا من العقاب.[٣]


على ماذا يتضمن مفهوم الإيمان باليوم الآخر؟

والإيمان باليوم الآخر يتضمّن الإيمان بأمور عدّة، منها:

  • الإيمان بما يكون قبله ممّا يُعد مقدّمة له، كالموت وعذاب القبر وأشراط الساعة.[١]
  • الإيمان بالبعث، والبعث حق ثابت دلّت عليه النصوص الشرعية من قرآن وحديث، بالإضافة إلى إجماع المسلمين على حصوله.[٤]
  • الإيمان بالحساب والجزاء، فالله تعالى سيُحاسب العبد على ما قدّم من الأفعال، وهذا ثابت في القرآن والسنة والإجماع.[٤]
  • الإيمان بالجنة والنار وأنّهما المستقر الأبدي للعباد.[٤]


ماذا يترتب على الإيمان باليوم الآخر؟

للإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة ومنها ما يأتي:

  • الرغبة في فعل الطاعات والحرص عليها وتأديتها على أكمل وجه، بُغية نوال الثواب والجزاء الحسن في ذلك اليوم العظيم.[٥]
  • الخوف والرهبة من فعل المعاصي، وعدم الركون للذنوب والاستمرار عليها، خشية العقاب والحساب الشديدين في الآخرة.[٥]
  • التخفيف على المؤمن عن الأمور المستحبّة التي لا يتمكّن من الحصول عليها في الدنيا من خلال رجائه بتحقّق كل ما يرغب به في الجنة.[٥]
  • الصبر على المصائب واحتساب أجر ذلك الصبر وتلك المصيبة عند الله تعالى.[٥]
  • استشعار كمال العدل الإلهي، فهو لم يخلق الخلق عبثًا وسيُجازي الجميع على أفعاله، وفق مقتضى رحمته وحكمته.[٦]


كما يمكنك التعرّف على الدلائل التي تثبت وجود اليوم الآخر ووجوب الإيمان باليوم الآخر بالاطلاع على هذا المقال: أدلة الإيمان باليوم الآخر: الأدلة العقلية والنقلية


كما يمكنك الاستزادة حول مبحث الإيمان باليوم الآخر وحكمه بالاطلاع على هذا المقال: الإيمان باليوم الآخر

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج أحمد بن علي الزاملي، كتاب منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، صفحة 476-477. بتصرّف.
  2. ^ أ ب التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 89. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين، صفحة 105. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبد العزيز بن داود الفايز، كتاب الأحكام الملمة على الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 26. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث محمد بن إبراهيم الحمد، كتاب قصة البشرية، صفحة 82. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 240. بتصرّف.
6105 مشاهدة
للأعلى للسفل
×