مفهوم عتبة الفقر

كتابة:
مفهوم عتبة الفقر

عتبة الفقر

تُعرفُ عتبةُ الفقرِ أيضاً باللغة الإنجليزيّة بِمُصطلح (Poverty Threshold)، ويُطلقُ عليها أيضاً مسمّى خطّ الفقر، وتعتبرُ من المصطلحاتِ الاقتصاديّة التي ترتبطُ بمفهوم الفقر العامّ، وتُشيرُ إلى أقلِّ مستوى من المستويات المعيشيّة التي تضمنُ للإنسان البقاءَ على قيدِ الحياة، وأيضاً تُعرفُ بأنها المقياسُ الاقتصاديُّ الخاص بالفقرِ، والذي يساهمُ في تحديدِ نقطةِ الصفر من مُعدل دخلِ الأفراد، والتي يتمكنُ عندها كلُّ فردٍ من المحافظة على حياته، من خلال توفير أساسيّات الحياة له، مثل: المأوى، والماء، والطعام.


يعتمدُ قياسُ عتبةِ الفقر في الدُولِ على طبيعةِ الموارد، والمصادر التي تؤثّرُ على القطاعِ الاقتصاديّ، ومعدلات دخلِ الأفراد، والناتج المحليّ الإجمالي الذي يساهمُ في توفير الدعم لمجموعةٍ من الحاجاتِ الأساسية للسُكان، مثل: توازن أسعار الطعام الأساسي، كالخُبزِ، والطحين، والقمح، والعدس، وغيرها التي تُعتبرُ جزءاً رئيسيّاً من طعامِ الأفراد، وأيضاً قدّرت الأمم المتحدة أنّ الأشخاصَ الذين يصلُ دخلهم اليومي إلى دولارٍ، ونصف الدولار فإنهم يصنّفون من الأفراد ضمن عتبة الفقر.


تاريخ عتبة الفقر

إنّ الدراساتِ الأولى حولَ مفهومِ عتبة الفقر تعودُ إلى القرنِ العشرين للميلاد، حيثُ وضعَها عالمُ الاجتماع تشارلز بوث، والتي أشارتْ إلى أنّ المبلغَ الماليّ الذي يكفي لأسرةٍ مكونةٍ من أربعةِ أفرادٍ يجبُ أن يصلَ إلى 40 دولاراً أي 10 دولاراتٍ لكلّ فردٍ يوميّاً في المُتوسّطِ الحسابيّ العامّ للدخل، وفي حالِ لم يحصلْ الفرد على هذه القيمة من المصروف، أو الدخل فإنّه يصنفُ ضمنَ عتبةِ الفقر.


وضع الباحثُ السويسري سيبوم راونتري دراسةً حول عتبة الفقر، والتي ربطها برسمِ خطٍ يُحدّد فيه النسبة المئوية التي تشيرُ إلى مُعاناةِ الأفراد من الفقر، وطبّق هذه الدراسة على سُكانِ مُجتمع مدينة نيويورك، وتوصلَ إلى أن ما نسبة 28% من سكان المدينة غير قادرين على الحصولِ على أساسيات الحياة اليومية، أو التأمين الصحي المُناسب لضمان حمايتهم من الإصابة بالأمراض، أي أنهم يعيشون تحت عتبة الفقر، وساهمت هذه الدراسةُ في توعيةِ دُول العالم بمخاطر الفقر، ومحاولة البحث عن حُلولٍ تساهمُ في ضمانِ توفير الحياة المُناسبة للسُكان.


أنواع الفقر

وفقاً للدراساتِ والأبحاثِ الاقتصاديّة والمالية التي اهتمتْ الأممُ المتحدة بمتابعتِها، قُسّمَ الفقرُ إلى الأنواع التالية.


الفقر المطلق

هو الفقرُ الذي يشيرُ إلى المُتطلباتِ التي تُوفرُ للإنسان أدنى حدٍ من أساسيّات الحياة، وسبب إطلاق كلمة مطلق عليه مرتبطٌ بطبيعةِ الثقافة الاستهلاكيّة السائدة في المجتمعات؛ إذ لكلّ دولةٍ من دول العالم عتبةُ فقرٍ تختلفُ عن الدُولِ الأُخرى، لذلك يتأثرُ الفقر المُطلق بطبيعةِ هذه العتبة، والتي تحددُ النسبة المئويّةَ التي تشيرُ إلى مُعاناةِ الأفراد من الفقر المطلق.


الفقر النسبيّ

هو الفقرُ الذي يرتبطُ بنسبةٍ معيّنةٍ، أي أنه يعتمدُ على طبيعةِ دخل الأفراد، فمثلاً عائلةٌ مكونةٌ من 6 أفراد، ويعملُ من ضمنهم فردٌ واحدٌ فقط، ويحصلُ على راتبٍ يغطي 50% من الحاجات الأساسيّة للعائلة، عندها يطلق على أفرادها مسمّى فقراء، أي نسبة الدخل تؤثرُ على مستوى معيشةِ الأفراد، فكلّما ارتفعت نسبة الدخلِ ساهم ذلك في توفير الحاجاتِ الأساسيّة للأفراد، ممّا يؤدّي إلى جعلِهم يبتعدونَ عن عتبة الفقر، والعكس صحيح.

4490 مشاهدة
للأعلى للسفل
×