مفهوم نظرية الذات في علم النفس

كتابة:
مفهوم نظرية الذات في علم النفس

الذات من منظور نفسي

يمكن القول إنّ الذات هي حالة وسيطة بين بيولوجيا الفرد والعالم من حوله،[١] وهي مجموع العقائد والأفكار التي تخصّ نفس الإنسان، وباختصار يمكن القول إنّ الذات هي مجموع إجابة الإنسان عن السؤال الذي قد يطرحه على نفسه وهو: من أنا، فالإجابة على هذا السؤال هي الذات بكلّ ما تحمله من أفكار وأخلاق وتصرّفات ومعتقدات وفلسفة، ويشمل مفهوم الذات كلًّا من الماضي والحاضر والمستقبل، ويمكن القول أيضًا إنّ الفضل يرجع في إشاعة مفهوم الذات وظهوره لكل من عالم النفس الأمريكي كارل روجرز وزميله العالم الأمريكي أيضًا أبراهام ماسلو، فهما من أشاعا هذا المفهوم في الغرب ليصل بعدها للبلاد العربيّة، ويرى روجرز أنّ كلّ واحد يسعى للوصول إلى الذات المثاليّة، وهذه النظريّة أُطلق عليها اسم نظريّة الذات، وسيقف هذا المقال بشيء من التفصيل مع نظريّة الذات في علم النفس من حيث المفهوم والتطور ومن وقف عليها بعد روجرز وأيضًا سيقف هذا المقال مع الانتقادات التي وُجِّهَت لها.[٢]


مفهوم نظرية الذات في علم النفس

إنّ مجال الإرشاد النفسي هو ميدان واسع لعرض النظريات والتجارب التي قد رسمها العلماء سابقًا وقالوا بها وأقرّوها إلى حدّ ما، وكذلك كانت نظريّة الذّات فقد تحدّث حول هذه النّظريّة علماء كثر، ويكاد هذا الميدان يغصّ بتلك النظريّات، ولكنّ النّظريّة التي اشتُهِرَت من بين نظريّات الذّات كانت نظريّة الذات التي قال بها عالم النفس الأمريكي كارل روجرز؛ كونه هو الذي كان له نصيب الأسد من هذه النظريّة حتى اشتُهِرَ هو بها أكثر من زميله أبراهام ماسلو.[٣]


وقبل الحديث عن نظريّة كارل روجرز حول الذات ينبغي الوقوف قليلًا مع مؤسّس هذه النظريّة وواضعها وهو كارل روجرز؛ فربّما كان في ذلك طريقًا لفهم النظريّة على نحو أفضل، فقد ولد روجرز في شيكاغو في الولايات المتّحدة الأمريكيّة سنة 1902م،[٣] وكان ترتيبه الرابع بين إخوته الستّة،[٤] وقد نشأ في أسرة صارمة جدًّا من جهة الأخلاق وملتزمة جدًّا من جهة الدين، ومن هنا يمكن القول إنّ روجرز لا حياة اجتماعيّة له خارج أسرته، فكانت مرحلة الطفولة التي مرّ بها كارل روجرز تتّسم بالعزلة عن العالم المحيط وكثرة القراءة؛ فقد عوّض عن عزلته بكثرة القراءة، فكان يقرأ كلّ ما يقع تحت يده من كتب.[٥]


ونتيجة لهذه العزلة صار روجرز يعتمد على نفسه من خلال تجاربه الخاصّة، وفيما بعد التحق روجرز بالجامعة بكليّة الزراعة، ولكنّه ما لبث أن غيّر تخصّصه نحو العلوم الدينيّة المسيحيّة، فالتحق بمعهد اللاهوت الوحدوي في نيويورك، وهذا التحوّل يأتي نتيجة طبيعيّة للتنشئة الدينيّة التي خضع لها روجرز وهو صغير بإشراف والدَيه، فصار روجرز يعدّ نفسه ليكون قسًّا من قساوسة الدّيانة المسيحيّة، أو النصرانيّة على نحو أدق.[٥]


وفي سنته الثالثة انتُخبَ ليكون من بين الحضور في مؤتمر اتحاد الطلبة المسيحي العالمي الذي كان مقرّه العاصمية الصينيّة بكّين آنذاك، وفي المؤتمر لاحظ أنّ هنالك عقائد مختلفة في نفس الدين، وكذلك حصل أمامه أمرٌ أثار استغرابه وهو أنّ الطلبة الألمان والفرنسيّين كانت البغضاء بادية بينهم مع أنّهم ينتمون لديانة واحدة، وهنا يمكن القول إنّ كارل روجرز قد برقت أمامه نقطة التحوّل التي ستقلب حياته رأسًا على عَقِب، وتُحوِّل مجاله العلمي من مجال إلى مجال آخر مختلف عن سابقه تمامًا.[٥]


هنا كتب روجرز إلى والديه أنّه قد غيّر نظرته تجاه البروتستانتيّة التي تؤكّد أنّ الكتاب المقدّس معصوم من الخطأ وأنّه يدعو إلى التسامح وعدم التعصّب، وأخبر والديه في هذه الرسالة أنّه قد حرَّر نفسه من أسلوبهما في الحياة وأنّ المرء يجب عليه أن يعتمد على خبراته الشخصيّة في الحياة، ووجهة نظره هذه تشكّل حجر الأساس في نظريّته الشخصيّة تجاه الفرد والذات والشخصيّة، ثمّ في عام 1924م تزوّج بفتاة كان يعرفها منذ الطفولة، والتحق بعدها بجامعة اللاهوت الاتحاديّة في نيويورك وهناك تعرّف على النظريّة الليبراليّة في الدين.[٥]


وانتقل بعد ذلك إلى كليّة دار المعلّمين في جامعة كولومبيا في نيويورك وهناك التقى بجون ديوي ووقع تحت تأثيره ومنه تعلّم علم النفس الإكلينيكي، فنال فيه درجة الماجستير سنة 1928م، ثمّ الدكتوراه سنة 1931م، وأثناء دراساته العالية عمل مقيمًا في معهد توجيه الأطفال، وبعد أن نال درجة الدكتوراه انضمّ إلى هيئة العاملين في معهد روشستر وصار مديرًا له فيما بعد، وعام 1940م صار أستاذًا في جامعة ولاية أوهايو، وتدرّج بعدها بالتدريس في عدّة جامعات، وقد أجرى خلال مدّة تدريسه دراسات نفسيّة كثيرة مستفيضة حول كثير من الأمراض النفسيّة من بينها مرض الفصام "الشيزوفرينيا"،[٥] وفي عام 1946م انتُخِبَ مديرًا لرابطة علماء النفس الأمريكيّين.[٦]


أمّا فيما يخصّ نظريّته الخاصّة بالذّات المعروفة بنظريّة الذات فهي إحدى النظريّات التي يمكن تصنيفها تحت باب الإرشاد النفسي؛ أي: العلاج النفسي، وترى نظريّة الذات الخاصة بكارل روجرز أنّ ذات الفرد تتكون وتتحقّق من خلال النمو الإيجابي لها، وتتمثّل في بعض العناصر كصفات الفرد وقدراته والمفاهيم التي تتكوّن داخله نحو ذاته والآخرين وتجاه المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، فهي إذًا تمثّل صورة الفرد وجوهر حياته، ومن هنا كان فهم الإنسان لذاته له الأثر الأكبر في سلوكه من حيث الانحراف أو السواء.[٧]


فرضيات نظرية الذات

وقد قامت هذه النظريّة أساسًا لمعالجة حالة الاغتراب التي تعانيها مجتمعات الحضارة المعاصرة،[٨] ولهذه النظريّة عدد من الفرضيّات الرئيسة وضعها كارل روجرز، وفيما يأتي بيانها تفصيلًا:[٧]

  • يرى روجرز أنّ لكلّ إنسان حقٌّ كاملٌ في الاختلاف عن غيره في السلوك والرّأي والمفاهيم.
  • يرى روجرز أنّ لكلّ إنسان الحقّ في التّصرّف بما تمليه عليه معتقداته ومبادئه، وبذلك سيكون سلوكه وتصرّفاته متوافقةً مع أفكاره.
  • يرى روجرز أنّه يجب على الإنسان ألّا تتعارض حرّيته مع حرّيّات الآخرين، بمعنى أن تقف حيث تبدأ حريّة الآخرين، وأن تكون متوافقة مع القوانين العامّة.
  • يرى روجرز أنّه يجب على الإنسان أن يكون مسؤولًا عن تبعات سلوكه وتصرّفاته ما دام قد اختارها بحرّيته.


اهتمامات نظرية الذات

وقد حدّد روجرز -أو غيره- اهتمامات هذه النظرية -أي نظرية الذات- في تسع عشرة قضية تلخّص مجمل اهتمامات هذه النظرية، ولأنّ في ذكرها جميعًا إطالة في الكلام وأخذه إلى غير مجراه فإنّه سيُكتفى بذكر أبرز تلك القضايا، وذلك فيما يأتي:[٧]

  • إنّ كلّ فرد من الأفراد موجود في عالم متغيّر من الخبرات، وهو يمثّل المركز لهذا العالم، وذلك العالم المتغيّر هو المجال الظاهري ويمثّل مجموع خبرات الفرد، وهذا العالم جزء منه فقط شعوري، ومعظمه لا شعوري، ولكن ينبغي العلم أنّ هذه الخبرات قد تصبح شعوريّة عند الحاجة؛ إذ إنّها توجد في منطقة الشعور أساسًا.
  • إنّ الفرد يستجيب للمجال كما يدركه ويختبره، غير أنّ هذا المجال الإدراكي لا يمكنه أن يمثّل واقعًا لذلك الفرد؛ يعني أنّ المثيرات الداخليّة والخارجيّة ليست هي واقع الفرد، ولكنّ استجابته لهذه الخبرات هي ما يمكن أن يكوّن واقع الفرد، وهي ما يمكن أن يحدّد سلوك الفرد، ولعلّ ما يؤيّد هذه النظرة هو استجابات الأفراد المختلفة لموقف واحد.
  • إنّ الفرد يستجيب للمجال الظاهري على أنّه كلٌّ مُنظَّمٌ؛ أي: إنّ الفرد يرفض فكرة تجزئة المجال الظاهري، ويؤكّد أهميّة دراسة الاستجابات الكلّيّة، يعني مجموع الخبرة.
  • إنّ سلوك الفرد أساسًا هو محاولة موجّهة نحو هدف معيّن وهو إشباع الحاجات التي يختبرها الفرد ويدركها في مجاله، وهذا لا يناقض الفكرة التي تقول إنّ للفرد دافعًا واحدًا؛ فإنّه مع وجود حاجات كثيرة إلّا أنّ كلًّا منها يخدم النزعة الأساسية للفرد من أجل تحقيق ذاته.
  • إنّ كلّ سلوك موجّه يصدر عن الفرد يصاحبه انفعال يُسهّل للفرد تلك المهمّة، وتختلف شدة ذلك الانفعال تبعًا لما يحمله الموقف من أهميّة بالنسبة للفرد.
  • إنّ الذات تتمايز في المجال الإدراكي الكلي، ويمكن القول إنّ الذات هي مجموع الخبرات التي تعود كلّها إلى شيء واحد هو "الأنا".
  • إنّ التوافق النفسي يتوفّر عندما يصبح مفهوم الذات في وضع يسمح للخبرات الحسيّة والحشويّة كافّة بأن تصبح في مستوًى رمزيٍّ، وعلى علاقة ثابتة ومنسّقة مع مفهوم الذات.


تطور نظرية الذات

لقد تطوّرت نظريّة الذات لكارل روجرز بعد اشتغاله بالعلاج الممركز حول العميل أو المريض، وهو علاج غير توجيهي نما -في السنوات التي أعقبت الحرب- في جامعة شيكاغو، وقوام هذه النظريّة هو السماح للمريض بأن يتحدّث إلى المعالج -أو المرشد- بنفس الطريقة التي يتحدّث فيها الموكّل إلى محاميه، فيكون جالسًا ووجهُه مقابلٌ لوجه المرشد، وبذلك يكون دور المرشد أو المعالج أقلّ من المعتاد.[٣]


ويكون العلاج الأكبر هو من نصيب المريض نفسه؛ بمعنى أنّه يعالج نفسه بنفسه والمرشد أو المعالج يدير هذا العلاج من خلال تهيئة جوٍّ دافئ يشعر فيه المريض بحرية الكلام، ومن خلال هذا الكلام يتوصل المريض إلى فهم ذاته، والمعالج حينها يحاول بين حين وآخر تجلية بعض العبارات التي نطق بها المريض من خلال تكريرها أو التشديد عليها لكي تأتي بنقاط لها دلالاتها، وبذلك يكون المريض هو معالج نفسه عن طريق أسلوب التكلّم.[٣]


ومن هنا يمكن القول إنّ روجرز يعتقد أنّ الفرد يمكنه أن يصل إلى فهم نفسه عندما تُهَيَّأ له الظروف الملائمة، وهذا الاعتقاد ينبع من أنّ الخبرات غير المحرّفة هي سبب الأمراض النفسيّة، فمثلًا الطفل الصغير الذي يزعج أخاه الصغير إذا قيل له باستمرار "أنت ولدٌ سيِّئ" ستسيطر عليه فكرة أنّه ليس سيّئًا ولا يؤذي أخاه، مع أنّه في الحقيقة هو كذلك، ولكنّ فكرة نيل استحسان والديه تسيطر عليه وتجعله يعيش في داخله صراعًا مع العبارة التي تُقال له باستمرار، فهو يحاول التخلّص منها ويحاول أن يكون إنسانًا صالحًا في عيون أهله وذويه، ولكنّ طبيعته من الداخل لم تتغيّر وهو ما يزال يُزعج أخاه.[٣]


وبذلك يعيش هذا الطفل صراعًا داخليًّا يُسفِرُ عن قلقٍ وذاتٍ منقسمة، وبذلك تكفّ تلك الشخصيّة عن النمو على نحوٍ صحيحٍ حتى يُحَلَّ ذلك الصراع الذي يعيشه الطفل، ويعتقد روجرز أنّ الفرد إذا مُنِحَ فرصةً لتحقيق ذاته فهو سيتحرّك إلى الأمام بأسلوبٍ قابلٍ للتّكيّف،[٣] وفي علم النفس المعاصر تطوّر مفهوم الذات؛ إذ أصبحت الذات تعني أمرين: الأوّل هو الذات بوصفها موضوعًا؛ أي المشاعر والاتجاهات والمُدركات والميول، والثاني هو الذات بوصفها عمليّة وحركة وأفعال ونشاطات، يعني باختصار هي مجموعة من النشاطات والعمليّات كالتفكير والإدراك والتّذكّر.[٩]


مستويات الذات عند فيرنون

يُعدّ فيليب فيرنون أحد علماء النفس المعروفين وكان من العلماء الذين تركوا بصمة في مجالات شتّى، لعلّ أهمّها النظريّات المتعلّقة بالذّكاء البشري أو الذكاء الإنساني،[١٠] والنظريّات المتعلّقة بالاختبارات والمقاييس التربوية والنفسيّة، ومن آراء فيرنون في ذلك المجال أنّ القدرات العقليّة تنتظم تسلسليًّا، فتكون القدرات الذهنيّة العامّة في القمّة ثمّ تنحدر منها مهارات أكثر نوعيّة،[١١] وبالعودة لموضوع الذات فإنّ فيليب فيرنون قد قسّم الذات إلى مستويات مختلفة، وهي كالتالي:[١٢]


  • المستوى الأعلى من الذات: وهذا المستوى يتكوّن من العديد من الذوات الاجتماعيّة العامة، وهي التي يعرضها الفرد على المعارف والمتخصّصين النفسيّين،[١٢] ويُقال لهذا المستوى كذلك "الذوات الاجتماعية" أو "الذوات العامة".[١٣]
  • الذات الشعوريّة الخاصّة: وهذه الذات يدركها الفرد ويُعبّر عنها لفظيًّا، ولا يكشفها سوى لأصدقائه المقرّبين جدًّا عادة.[١٢]
  • الذات البصيرة: ويتحقّق الفرد عادةً من هذه الذات عندما يُوضع في موقف تحليلي شامل، ومثل هذا يحدث عادة في عمليّة الإرشاد النفسي أو في عمليّة العلاج النفسي الممركز حول المريض.[١٢]
  • الذات العميقة أو الذات المكبوتة: وهذه الذات يمكن الوصول إلى صورتها بوساطة التحليل النفسي.[١٢]


ومن ذلك يظهر أنّه يمكن تحقيق تقدّم في الإرشاد والعلاج النفسي في حال أصبحت الذات الشعوريّة الخاصّة مقتربة أكثر من الذات الفعّالة، ويرى بعض الباحثين أنّ معظم محتوى الذات الخاص يتكوّن من أمور غير مرغوب بها اجتماعيًّا، كبعض التجارب المؤلمة والأمور المحرّمة والمحرجة والمعيبة وغير ذلك، فلا يمكن إظهارها أو كشفها أو ذكرها أمام الناس، ومن هنا كان من الممكن أن يُقال عن الذات إنّه عالم خاص يحيا فيه المرء مع نفسه.[٩]


فلا يعلم عنه أحد أكثر ممّا يعرف هو عن نفسه، ومن هنا كان الضمير وكان وجوده في الحياة أمرًا مهمًّا؛ إذ هو وحده من يقف حدًّا فاصلًا بين السالب والموجب في حياة الإنسان، أو يمكن القول إنّه يقف بين الجيّد والرّديء من الأمور التي يمكن للإنسان فعلها في حياته، فتكون قوّة الضّمير في أنّه قد يردع المرء عن أمرٍ لا يمكن لأحدٍ أن يعلم به ما دام محتفظًا بذلك الأمر في قرارة نفسه ولم يُطلع أحدًا عليه.[١٢]


أهم الانتقادات الموجهة لنظرية الذات

ختامًا تقف هذه الفقرة مع أهمّ الانتقادات التي وجّهت لنظريّة الذات التي أسّسها ووضع حجر الأساس فيها عالم النفس الأمريكي كارل روجرز، ويمكن إجمال أهم الانتقادات التي وجّهت لهذه النظريّة في ثلاث نقاط رئيسة قد أجملها بعض الباحثين في بعض كتبهم، وسيأتي تفصيلها تاليًا:[١٤]


  • النقد الرئيس الذي وُجِّهَ للنّظريّة هو أنّها تقوم على أساس النمط الظاهراتي، وقد أثبتت شواهد كثيرة وجود عوامل دافعة للسّلوك ولم تكن في متناول الشّعور، بمعنى أنّ الفرد لا يستطيع أن يعبّر عنها بسبب وجود الدفاعات اللاشعوريّة المختلفة التي قد تعرّضها للتّحريف.
  • قد لوحِظَ أنّ المفحوصين من خلال سردهم لتجاربهم الذاتيّة قد لوحظَ أنّهم يخترعون تجارب وهميّة لكي يُخفُوا طبيعة تجاربهم الحقيقيّة، ولكي يضعوا صورة مثاليّة لأنفسهم، أو أن يكون السبب هو عدم معرفتهم كل الحقيقة عن أنفسهم، ومع ذلك فإنّ روجرز قد بقي متمسّكًا بأسلوبه مسوّغًا ذلك بأنّ أفضل طريقة ممكنة لفهم سلوك الفرد هو الإطار المرجعي الداخلي للفرد نفسه.
  • وقد وُجّه لروجرز نقدًا بسبب إخفاقه في الدّقّة في التّعبير وبخاصّة فيما يخصّ الذّات، ومن هنا يعلم المرء أنّ نظريّة روجرز لديها مشكلات فيما يتعلّق بدقّة المصطلحات والتّعريفات والأدوات المُستخدمة في التّقدير.
  • ومن المآخذ على نظريّة روجرز هو عدم وضوح طريقة دراسة الدافع نحو تحقيق الذّات بالإضافة لبعض الأسئلة فيما يتعلّق بالذّات المُثلى، والتّنافر بين الذّات والخبرة بوصفهما مقياسًا دقيقًا للعلاج النفسي، ومن هنا فقد أُثيرت حول هذه النظريّة أبحاثٌ كثيرةٌ حرّكت المياه الراكدة في ميدان الدّراسات النّفسيّة؛ إذ قد أجرى روجرز وزملاؤه بحوثًا نفسيّة أخرى حول هذه النظريّة، وأيضًا فقد أجرى آخرون أبحاثًا حول هذه النظريّة من أجل فحصها ومعرفة مدى قابليّة تطبيقها على أرض الواقع.

المراجع

  1. "ما هي الذات في علم النفس؟"، ar.sainte-anastasie.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
  2. "مفهوم الذات"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "نظرية الذات"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
  4. د. محمد إبراهيم عيد، مقدمة في الإرشاد النفسي (الطبعة 1)، القاهرة:مكتبة الأنجلو المصرية، صفحة 172. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج د. نبيل سفيان (2004)، المختصر في الشخصية والإرشاد النفسي (الطبعة 1)، القاهرة:دار إيتراك للنشر والتوزيع، صفحة 110. بتصرّف.
  6. "كارل روجرز"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت سهام إبراهيم كامل محمد، مفهوم الذات، المملكة العربية السعودية:بحث منشور على موقع أطفال الخليج، صفحة 11. بتصرّف.
  8. ماجد عرسان الكيلاني، أهداف التربية الإسلامية، صفحة 468. بتصرّف.
  9. ^ أ ب أ. د. صبحي عبد اللطيف المعروف (2012)، نظريّات الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي (الطبعة 1)، عمان - الأردن:دار الوراق للنشر والتوزيع، صفحة 13. بتصرّف.
  10. عبد المحسن سلمان شلش السراج، موسوعة أشهر علماء الذكاء الإنساني، صفحة 195. بتصرّف.
  11. سوسن شاكر مجيد، أسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، صفحة 294. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح أ. د. صبحي عبد اللطيف المعروف (2012)، نظريّات الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي (الطبعة 1)، عمان - الأردن:دار الوراق للنشر والتوزيع، صفحة 14. بتصرّف.
  13. الدكتور حامد عبد السلام زهران، التوجيه والإرشاد النفسي، صفحة 99. بتصرّف.
  14. د. نبيل سفيان (2004)، المختصر في الشخصيّة والإرشاد النفسي (الطبعة 1)، القاهرة:دار إيتراك للنشر والتوزيع، صفحة 122. بتصرّف.
10217 مشاهدة
للأعلى للسفل
×