مقاصد الشريعة الإسلامية

كتابة:
مقاصد الشريعة الإسلامية

مفهوم الشريعة الإسلامية

تُعرَّف الشريعة في اللغة أنّها مورد الماء، فالعرب لا تقول عن مورد الماء شريعة إلّا إذا كان دائمًا غير مقطوع،[١] ثمّ استعملته العرب للدلالة على الطريق المستقيم، فكأنّهم قد جمعوا بين المعنيين بجامع السلامة؛ ففي الماء سلامة الإنسان من الهلاك، وفي الطريق المستقيم سلامة الإنسان من الضياع والضلال،[٢] واصطلاحًا أصبحت الكلمة تدلّ على الطريق الذي اختاره الله -سبحانه- لعباده المسلمين المؤمنين به ليُخرجهم به من الظلمات إلى النور، فالشريعة هي الدين الذي ارتضاه الله -تعالى- للمسلمين، فشرّع لهم من خلاله الحلال والحرام، وبيّن لهم الأوامر والنواهي وغير ذلك، يقول -تعالى- في سورة الجاثية: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}،[٣] وسيتحدّث هذا المقال عن مقاصد الشريعة الإسلامية.[١]

مقاصد الشريعة الإسلامية

قبل الحديث عن مقاصد الشريعة الإسلامية ينبغي معرفة معنى هذا المفهوم؛ أي: مفهوم مقاصد الشريعة الإسلامية، فالمقاصد تعني الأهداف، وبذلك يكون معنى مقاصد الشريعة الإسلامية هو الأهداف التي تسعى لتحقيها الشريعة الإسلامية في حياة الناس، وتُقسم مقاصد الشريعة الإسلامية إلى مقاصد عامّة ومقاصد خاصّة، فالمقاصد العامة هي عموم مصالح الناس التي تسعى الشريعة إلى تحقيقها من خلال جملة الأحكام التي جاءت بها الشريعة، وأمّا الخاصّة فهي الأهداف التي تسعى الشريعة إلى تحقيقها ولكن في نطاق خاص من الحياة، كنظام الأسرة أو المجتمع أو النظام السياسي وإلى ما هنالك؛ وذلك عن طريق الأحكام الخاصة التي جاءت بها الشريعة لكلّ قسم من هذه الأقسام على حدة، فتنقسم مصالح الناس من حيث أهميّتها في الشريعة الإسلامية إلى ثلاثة أقسام، وهي: الضّروريّات التي لا يستغني الإنسان عن وجودها بحال من الأحوال، والحاجيّات وهي التي يؤدّي غيابها إلى مشقّة في حياة الناس اليوميّة واختلال في نظام حياة الناس العام، ولكن دون زوال هذا الأمر من أصوله، والتحسينيّات وهي الأمور الكماليّة إن صحّ التّعبير كالاهتمام بجمال اللباس وإعداد الطعام وإلى ما هنالك من العادات الحسَنَة في حياة الإنسان.[٤]

وهناك أيضًا ما يُعرف بالكلّيّات الخمس التي توليها الشريعة الإسلامية اهتمامًا خاصًّا وكبيرًا في حياة الإنسان؛ إذ إنّها أهمّ ما يصلح به حال البشر، كحفظ النفس والمال وغيره، ويُطلق على ذلك اسم الكليّات الخمس، أو الضروريات الخمس، وهي:[٤]

  • حفظ الدين: وحفظ الدين من أهمِّ مقاصد الشريعة الإسلامية، فالدّين طريق الإنسان لمعرفة الحقّ عزّ وجلّ، والدين هو الذي يمنح الفرد الطمأنينة والسكون، وهو الذي يمدّ الإنسان بالضمير والوجدان، ويساعده على نشر الخير والفضيلة؛ ولذلك كلّه وأكثر قد أولى الإسلام الدين عناية خاصّة، ولذلك كان الدين ضرورة في حياة الناس؛ فالدين هو الفطرة التي فطر الله -تعالى- الناس عليها، قال تعالى في سورة الروم: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}،[٥] وقد شرع الإسلام وسائل لحفظ الدين، ومنها:
    • وسائل حفظ الدين من ناحية الوجود:
      • ترسيخ الاعتقاد بأصول الإيمان وأركانه، فمن مقاصد الشريعة الإسلامية ترسيخ الإيمان في نفس الرجل المسلم، وأركان الإيمان هي ستّة معروفة، وهي الإيمان بالله تعالى، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشرّه، فيقول تعالى في سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}.[٦]
      • إقامة الإيمان على الدليل العقلي والحجة العلمية، ولذا كانت دعوة الإسلام إلى التدبّر والنّظر في ملكوت الله تعالى، يقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ}.[٧]
      • القيام بأصول العبادات وإقامة أركان الإسلام، كالصلاة والزكاة والحج وغيرها، فهذه الأعمال المفروضة تُوثّق الصّلة بين العبد وربّه، وتُرسّخ مفهوم الإيمان في نفس الإنسان، يقول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه جلّ وعلا: "وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، و ما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ...".[٨]
      • إجابة دعوة من يدعو إلى الله، وحماية تلك الدعوة وتوفير الأمن لمن حمَلَ تلك الأمانة على عاتقه، يقول تعالى في سورة آل عمران: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.[٩]
    • وسائل حفظ الدين من ناحية البقاء: ويُقصد بذلك الوسائل التي وضعتها الشريعة الإسلامية لحماية الدين بعد حصوله، وذلك لصونه وإزالة العوائق من طريق وصوله، وتزكية هذا الدين في نفوس الناس، ومن تلك الوسائل:
      • ضمان حرية الاعتقاد وحمايتها، فلا يُجبر الإسلام أحدًا على اعتناقه، ويسمح لمن يشاء أن يعيش داخل دياره، ويسمح لهم بتطبيق شعائرهم بحريّة، وحتى الجهاد في سبيل الله هو باب من أبواب ضمان حرية الاعتقاد، قال تعالى في سورة الحج: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}.[١٠]
      • تشريع الجهاد وذلك لتمكين الدين وحماية الاعتقاد وطرد للعدو، يقول تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.[١١]
      • تطبيق تعاليم الدين والالتزام بها بعد الاقتناع؛ ليظلّ للدّين أثره في نفس الإنسان وتبقى حيويته في النفوس، فكثيرًا ما يقترن الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم، يقول تعالى في سورة الكهف: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}.[١٢]
      • تشريع عقوبة المرتد؛ وذلك من أجل أن يكون الإنسان جادًّا في اعتناقه الإسلام، فإذا أسلم الإنسان ولم يكن مقتنعًا وارتدّ فإنّه يُحدِث بلبلة فكريّة وسياسيّة تؤدّي إلى اختلال استقرار المجتمع، وهذه السياسة دعا إليها المشركون في بداية دعوة الإسلام، قال تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.[١٣]
      • إقامة ما يشبه السياج من التحسينيّات والحاجيّات، كأداء الصلاة جماعة والعبادات النوافل وغيرها ممّا يساعد على تأصيل الدين وترسيخه في نفس الإنسان والمجتمع، وذلك يحقق الأنس والسكينة والخير للمجتمع وأفراده.
  • حفظ النفس: إنّ من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ نفس النسان، فقد شرع الإسلام عدة وسائل لحفظ النفس، ومنها:
    • حفظ النفس من ناحية الوجود: وذلك عن طريق تشريع الزواج للتناسل والتكاثر وإعمار العالم، وذلك من أولى مقاصد الشريعة الإسلامية، وتلك العلاقة الزوجيّة هي آية من آيات الله تعالى، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[١٤]
    • حفظ النفس من ناحية الاستمرار والدوام، ومن تلك الوسائل التي شرعها الدين في هذا المجال:
      • أوجبَ على الإنسان أن يمدّ نفسه بما يحفظ حياته من طعام وشراب وملبس ومسكن، فمن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ هذه النفس لما لها من أهمية في المجتمع.
      • أوجبَ على الدولة توفير الأمن العام للأفراد عن طريق إيجاد الأجهزة الكفيلة بذلك كالقضاء والشرطة وغيرها.
      • تشريع الرُّخَص إذا كان هناك أعذار توجب المشقّة.
      • الحفاظ على كرامة الإنسان كمنع سبّه أو شتمه أو قذفه، ومنع نشاط الإنسان غير المُسوّغ، وبذلك يضمن الإسلام كامل حرّيًات البشر كالفكر والإقامة والتنقّل وإبداء الرّاي وغيرها، يقول تعالى في سورة الأحزاب: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.[١٥]
      • منع قتل النفس سواء بيد الإنسان نفسه أو بيد غيره، قال تعالى في سورة النساء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}،[١٦] وكذلك قال تعالى أيضًا في سورة المائدة: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.[١٧]
      • أوجبَ القصاص في حال القتل العمد، والديّة والكفّارة في حال القتل الخطأ، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}،[١٨] وكذلك قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.[١٩]
      • إعلان الجهاد لحماية المستضعفين وحفظًا للنفوس، يقول تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}.[٢٠]
      • أوجَبَ على المسلم إنقاذ حياة من قد يُقتل ظلمًا، أو أن يدفع عنه الخطر إن استطاع.
      • تشريع دفع الخطر عن النفس، كأن يدفع الإنسان عن نفسه الموت ولو كان ذلك سيسبب موت المعتدي إذا ثبُتَ له أنّ ذلك المعتدي يريد قتله.
  • حفظ العقل: من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ العقل وصونه؛ فالعقل مناط التكليف والمسؤوليّة في الشريعة الإسلامية، ولذا كان من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ العقل؛ إذ بالعقل يختلف الإنسان عن الحيوان، وهو مكرمة من الله -تعالى- خصّ بها الإنسان، ورفعه عن الحيوانات، فكان الإنسان خليفة الله على الأرض، والإنسان حامل أمانة الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ}،[٢١] ولذلك فقد سنّ الإسلام القوانين اللازمة التي تحمي العقل وتحفظه، ومنها:
    • حرَّمَ الإسلام كلّ ما من شأنه أن يضرّ بالعقل أو يذهب به، كالخمر والحشيش وغير ذلك، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[٢٢]
    • شرع العقوبة الرادعة لمن يتناول المسكرات.
    • ربّى الإسلام العقل على الاستقلال في النظر والفَهم، وجعل ذلك من مقاصد الشريعة الإسلامية، فذمّ التقليد القائم على حجّة واهية، قال تعالى في سورة الأنبياء: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ}.[٢٣]
    • دعا الإسلام إلى تنمية العقل ماديًّا ومعنويًّا، ماديًّا عن طريق الغذاء الجيّد، ومعنويًّا عن طريق طلب العلم والمعرفة، يقول تعالى في سورة طه: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.[٢٤]
    • رفع الإسلام مكانة أهل العلم، وكرّم أولي العقول من الناس، قال تعالى في سورة الزمر: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ}.[٢٥]
    • عمِلَ الإسلام على تحرير العقل من سلطان الخرافة، ولذلك فقد حرّم السحر والشعوذة والدجل، وكذلك منع العقل من الخوض في الأمور والمسائل الغيبيّة بلا دليل واضح، وعَدَّ ذلك محض مضيعة وهدر للوقت بلا طائل، يقول تعالى في سورة غافر: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[٢٦]
    • تدريب العقل وحضّه على الاستدلال المثمر في التعرّف إلى الحقيقة والوصول إليها، وذلك من خلال طريقين شقّهما الإسلام أمام الفرد المسلم، والإنسان عامّة إذا أراد سلوك هذا الطريق، وذلك من خلال:
      • وضع الأسس الصحيحة للنّظر والاستدلال العقلي الصحيح للوصول إلى اليقين والاعتقاد، ولذلك شدّد الإسلام على مسألة التّثبّت من الأمر قبل اعتقاده، يقول تعالى في سورة الإسراء: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.[٢٧]
      • دعوة الإسلام إلى التّدبّر في ملكوت الكون ونواميسه؛ لتأمّل ما فيها من دقّة وترابط، واكتشافها، واستخدام التّمحيص الدّقيق والاستقراء للوصول إلى اليقين في الاعتقاد.
    • توجيه طاقة العقل من أجل استخلاص أحكام التشريع وأسراره، يقول تعالى في سورة النساء: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}.[٢٨]
    • توجيه طاقة العقل من أجل استخلاص الطاقات المادية في الكون، والاستفادة منها في بناء الحضارة، يقول تعالى في سورة الملك: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.[٢٩]
    • فتح باب الاجتهاد في الشريعة فيما لا نصّ فيه، وذلك في أحد أمرين:
      • معرفة مقاصد الشريعة الإسلامية واستخلاصها، واستخلاص الأهداف من هذه المقاصد، وكذلك استخلاص الأحكام الشرعية.
      • استنباط التشريعات والأحكام للحوادث التي تستجدّ في حياة الإنسان، وهذا المجال واسع يستند إلى عدّة مبادئ كالقياس والاستحسان والمصلحة وغير ذلك.
  • حفظ النسل: جعل الإسلام حفظ النسل من أهمّ مقاصد الشريعة الإسلامية، والمقصود بذلك هو حفظ النوع الإنساني الذي استعمر الأرض، وذلك لضمان استمراره إلى حين يفنى العالم ويحين يوم القيامة، ولذلك فقد شرع الإسلام الأسباب الآتية للحفاظ على النسل، ومنها:
    • إقرار شريعة الزواج، وجعلها الطريق السليم الوحيد للذكر والأنثى؛ فلا تكون علاقتهما محض علاقة غريزة حيوان، ولكنّها إلى جانب ذلك علاقة ترمي إلى ابتغاء الذرية الصالحة التي تساهم في إعمار الأرض، وإقامة الخلافة التي خلق الله -تعالى- الإنسان لقوم بأعبائها على الأرض، فذلك ممّا يندرج تحت مقاصد الشريعة الإسلامية.
    • العناية بتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة.
    • إقامة الأسرة على أسس سليمة؛ ذلك أنّها الملاذ الذي يتربّى في كنفه الجيل المُعوّل عليه في بناء الأمّة، ولذلك كان يجب أن يكون قوامها على الانسجام والتفاهم في أمور الحياة كافّة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[٣٠]
    • إيجاد المبادئ الأخلاقيّة والآداب التي تحيط العلاقة بين الذكر والأنثى؛ فذلك أدعى لتحقيق الأهداف السامية للعلاقة بين الجنسين، وأدعى لئلّا تعمّ الفوضى تلك العلاقة، فمثلًا أوجب الشارع غضّ بصر كلّ جنس عن الآخر لضمان عدم الوقوع في الفتنة، وكذلك فرض اللباس الساتر للجنسين، وأيضًا فقد حرّم الاختلاء بالمرأة الأجنبيّة لغير عذر قويّ وفي حالات الضّرورة القصوى؛ فاختلاء الرجل بالأجنبيّة يجب أن يكون بحضور أحد محارمها وإن كانت ملتزمة باللباس الذي يسترها، وكذلك أولى الإسلام البيوت حرمة عظيمة، فلا تُدخل ما لم يأذن صاحبها بذلك، قال تعالى في سورة النور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}.[٣١]
    • حرّم الإسلام الاعتداء على أعراض الناس، فحرّم الزّنا وحرّم قذف الأعراض، يقول تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}،[٣٢] وقال تعالى كذلك: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا}.[٣٣]
  • حفظ المال: من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ المال للإنسان؛ إذ إنّ حبّ التّملّك عند الإنسان أمرٌ فطريٌّ، وقد ضمن الإسلام هذا الحقّ للإنسان؛ فحمى حقّ الملكيّة الفرديّة وضبطها بضوابط وشروط لئلّا يطغى الإنسان على أخيه الإنسان ويختلّ نظام المجتمع القائم على العدل والمساواة، ومن تلك النّظم والضوابط كانت الزكاة التي تؤخذ من الأغنياء وتُعطى للفقراء، وكذلك الإرث والضمان الاجتماعيّ وغير ذلك، وقد شرع الإسلام بعضًا من التّشريعات التي تشجّع على اكتساب المال، وتصونه وتحفظه وتنمّيه، ومن تلك التشريعات:
    • إيجاد الوسائل التي تحفظ المال إيجادًا وتحصيلًا، ومنها:
      • الحث على السعي لاكتساب الرزق والمعيشة، وقد عدّ الإسلام الضربَ في الأرض لاكتساب المال بنيّةٍ صادقةٍ صالحةٍ ضربًا من ضروب العبادة لله تعالى، يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}.[٢٩]
      • رفع الإسلام من قدر العامل الذي يأكل من كسب يمينه وأعلى قدره، قال صلّى الله عليه وسلّم: "ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ -عليه السَّلامُ- كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ"،[٣٤] وكذلك قد ضمن الإسلام للعامل حقّه، فقال -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه: "قالَ اللَّهُ تَعالَى: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِهِ أجْرَهُ".[٣٥]
      • أباح الإسلام المعاملات العادلة التي لا ظلم فيها، وكذلك التي ليس فيها اعتداء على حقوق الآخرين؛ لذلك فقد أقرّ الإسلام أنواع العقود التي كانت موجودة قبل الإسلام، ولكن بعد أن نقّاها من الظلم الذي كان فيها، كعقود البيع والأجار والرّهن والشّركة وغيرها، وكذلك فتح المجال أمام أنواع جديدة تستحدثها الحياة الجديدة على ألّا يكون فيها ظلم أو إجحاف، أو أكل لأموال الناس بالباطل.
    • إيجاد الوسائل التي تحفظ المال بقاءً واستمرارًا، ومنها:
      • ضبط التصرّف بالمال في حدود المصلحة العامّة، وكذلك تحريم اكتساب المال بطريقة غير مشروعة، لذلك فقد حرّم الرّبا لما يلحقه من ضرر في المجتمع، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.[٣٦]
      • حماية أموال الآخرين وتحريم الاعتداء عليها بالسرقة والسطو وغيرها، ووضعَ العقوبة الرادعة لذلك، قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.[٣٧]
      • الحثّ على إنفاق المال بالطّرائق المشروعة، ومنع إنفاقه في الوجوه غير المشروعة؛ وذلك تحت قاعدة عظيمة هي أنّ المال لله تعالى، وأنّ الفرد مستخلفٌ فيه ووكيلٌ عليه، يقول تعالى: {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}.[٣٨]
      • وضع التشريعات التي تتكفّل بحفظ أموال الصغار واليتامى ومن لا يحسنون التّصرّف بأموالهم إلى أن يبلغوا سن الرّشد، وهنا يأتي دور ما يُعرف بالوصي، يقول تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا}.[٣٩]
      • تنظيم التعامل المادي على أساس الرضا والعدل، ومن هنا فقد قرّر الإسلام أنّ العقود لا تكون ماضية بين المتعاقدين ما لم تكن عن تراضٍ بينهم، ولذلك كان القمار حرام شرعًا، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}.[٤٠]
      • دعا الإسلام إلى استثمار المال وتنميته حتى يؤدّي وظيفته في المجتمع، ومن هنا حرّم الإسلام حبس المال وكنزه، قال تعالى: {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ}،[٤١] وبذلك يكون الإسلام قد حفظ المال وصانه عن الولوج في طريق الفساد، وبذلك تكون الشريعة قد صانت مصالح الإنسان الأساسيّة التي هي من أهمِّ مقاصد الشريعة الإسلامية.

خصائص الشريعة الإسلامية

بعد الوقوف على مقاصد الشريعة الإسلامية ينبغي الوقوف مع خصائصها، فإنَّ الشريعة الإسلامية قد أنزلها الله -تعالى- من عنده ليُبيّن للناس طريق العبادة الصافية التي لا زيغ فيها ولا ضلال، وكذلك ليتعلّم المسلمون طرائق التعامل مع بعضهم بعضًا ومع غيرهم من أصحاب الديانات والملل، وهذه كلّها لا يستطيعها الإنسان مهما حاول أو اجتهد، ولذلك كان هناك ما يُعرف باسم خصائص الشريعة الإسلامية، فمن خصائص الشريعة الإسلامية أنّها:[٤٢]

  • شريعةٌ ربّانيّة: فهي ليست مثل الدساتير التي تضعها الأمم الأخرى لتحكم الناس من خلالها.
  • معصومةٌ من الخطأ: وإن كانت الشريعة الإسلامية من عند الله -تعالى- فهذا يقتضي أنّه يستحيل الخطأ فيها، وتعالى الله عن الخطأ، بل هي معصومة محفوظة بحفظ الله -تعالى- لها، فيقول -تعالى- في سورة الحجر: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.[٤٣]
  • تخاطب القلب والعقل معًا: فتخاطب العقل والقلب معًا، وتستثير مشاعر الإنسان وأحاسيسه وتخاطب قلبه، فتُربّي فيه ملكة القناعة وتجعله ينفّذ ما جاء من نصوص الشريعة بحبّ.
  • شريعةٌ عالميّة: من خصائص الشريعة الإسلامية أنّها تخاطب الإنسان عمومًا بصرف النظر عن جنسه ولونه وعرقه، قال -تعالى- في سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}،[٤٤] فلم يقل للعرب أو للمسلمين، بل هي للعالمين، وكذلك في سورة الأعراف يقول تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}.[٤٥]
  • شاملةٌ لما يحتاج إليه الناس: من خصائص الشريعة الإسلامية أنّها قد رتّبت للنّاس كلّ حياتهم، فكما أنّها قد شملت المناحي التعبّديّة وطرائق العبادة، فإنّها أيضًا قد شملت الأنظمة السياسية والقضائية والمعاملات بين المسلمين والمعاملات مع أهل الديانات الأخرى وكذلك شؤون الأسرة الضيّقة والأسرة الكبيرة، وغيرها ممّا لا يتّسع المجال لذكره.
  • شريعةٌ مبنيّة على اليُسر ورفع الحَرَج: لقد قال الله -تعالى- في مُحكم التّنزيل: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}،[٤٦] وقد صحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه: " إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ".[٤٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "تعريف الشريعة، والفقه، وأصول الفقه."، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-01-2020. بتصرّف.
  2. "مفهوم الشريعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة الجاثية، آية: 18.
  4. ^ أ ب "مقاصد الشريعة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-01-2020. بتصرّف.
  5. سورة الروم، آية: 30.
  6. سورة البقرة، آية: 285.
  7. سورة الأعراف، آية: 185.
  8. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1640، حديث صحيح بمجموع طرقه.
  9. سورة آل عمران، آية: 104.
  10. سورة الحج، آية: 40.
  11. سورة البقرة، آية: 190.
  12. سورة الكهف، آية: 107.
  13. سورة آل عمران، آية: 72.
  14. سورة الروم، آية: 21.
  15. سورة الأحزاب، آية: 58.
  16. سورة النساء، آية: 29.
  17. سورة المائدة، آية: 32.
  18. سورة البقرة، آية: 178.
  19. سورة النساء، آية: 92.
  20. سورة النساء، آية: 75.
  21. سورة الأحزاب، آية: 72.
  22. سورة المائدة، آية: 90.
  23. سورة الأنبياء، آية: 24.
  24. سورة طه، آية: 114.
  25. سورة الزُّمَر، آية: 9.
  26. سورة غافر، آية: 56.
  27. سورة الإسراء، آية: 36.
  28. سورة النساء، آية: 82.
  29. ^ أ ب سورة المُلك، آية: 15.
  30. سورة الروم، آية: 21.
  31. سورة النور، آية: 27.
  32. سورة النور، آية: 2.
  33. سورة النور، آية: 4.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم: 2072، حديث صحيح.
  35. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2270، حديث صحيح.
  36. سورة البقرة، آية: 275.
  37. سورة المائدة، آية: 38.
  38. سورة الحديد، آية: 7.
  39. سورة النساء، آية: 6.
  40. سورة النساء، آية: 29.
  41. سورة التوبة، آية: 34.
  42. "خصائص الشريعة الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-01-2020. بتصرّف.
  43. سورة الحجر، آية: 9.
  44. سورة الفرقان، آية: 1.
  45. سورة الأعراف، آية: 158.
  46. سورة الحج، آية: 78.
  47. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 39، حديث صحيح.
6249 مشاهدة
للأعلى للسفل
×