مقاصد الطهارة

كتابة:
مقاصد الطهارة

مقاصد الطهارة

يعدُّ دين الإسلام دين النظافة والطهارة، فقد شرع الله -تعالى- العبادات وجعل الطهارة شرطاً لها دلالةً على أهميتها، فما هي مقاصد الطهارة التي شرع الله الطهارة لأجلها؟ بيان تلك المقاصد فيما يأتي:


الامتثال لأمر الله تعالى

إنّ من أبرز مقاصد الطهارة: الامتثال لأمر الله -تعالى- والتذلّل والخضوع له، والانصياع لما أمر به من غير تخاذلٍ أو تكاسل، والتيقّن من أنّه -تعالى- لم يأمرنا بالطهارة ليشقُّ علينا؛ بل لأنّه الخالق والعالم بحالِ خلقه وما هم بحاجةٍ إليه.[١]


استعداد المسلم لأداء العبادات والشعائر التي تشترط الطهارة

اشترط الله -عزّ وجلّ- الطّهارة لأداء العبادات والشعائر، ومن أبرز هذه العبادات: الصلاة، والتي يقوم بها المسلم خمس مراتٍ في يومه وليلته، والطهارة تسبقُ العبادة؛ ففيها الاستعداد والتأهّب لأدائها، وقد شرع الله الوضوء للصلاة في أبرز أعضاء الجسم الظاهرة وذلك تعظيماً له -عزّ وجلّ- عند الإقبال عليه، فما الصلاة إلا لقاءٌ به -تعالى-، وكذلك الغُسل بعد الجنابة، فيُقبِلُ المسلمُ على عبادته نظيفاً، طاهراً، مستعدّاً للقاء الله -عز وجل-.[٢]


طهارة المسلم ونقاؤه من آثار الحدث والنجس

إنّ من مقاصد الطهارة كذلك أن يكون المسلم طاهراً، نقيّاً، نظيفاً في غالب أوقاته من أنواع النّجاسات، وهي ما يأتي:[٣]

  • النجاسة الحُكمية وتسمّى أيضاً: الحَدَث، وهو كلّ فعلٍ من الأعضاء يمنع من أداء الصلاة، ويستوجب الطّهارة لأداء العبادة، كنواقض الوضوء والجنابة.
  • النجاسة الحقيقية وهي: النّجس، وهو كلّ مستقذرٍ عَيناً؛ أي ملموساً يمنع صحة الصلاة، كالبول، والغائط، والدم، ويستلزم أن يقوم المسلم بإزالته والتطهّر منه ليتمكّن من أداء عبادته.


شعور الجسم بالنشاط والحيوية

لا شكَّ أنّ المحافظة على الطهارة وإبقاء الجسد نظيفاً باستمرار بالاغتسال الدّوري، والوضوء عدّة مرات في اليوم؛ يُسهم بتطهير الجسم ماديّاً من النجاسات والأدران، ومعنوياً من الكسل والفتور، و يحقّقُ مقصداً عظيماً للطهارة، وهو الشعور بالحيوية والنّشاط؛ فتصبحُ النّفس صافية، متيقّظة، متأهّبة للقاء الله -عزّ وجلّ- في العبادة، وهي بكامل استقرارها الرّوحي والنّفسي، ومتعطشةً لمناجاة ربّها.[١]


أهمية الطهارة

تتلخّص أهمية الطهارة فيما يأتي:[٤]

  • الطّهارة هي شطر الإيمان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ والحمدُ للَّهِ تملأُ الميزانَ وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للَّهِ تملآنِ - أو تملأُ - ما بينَ السَّماواتِ والأرضِ والصَّلاةُ نورٌ والصَّدقةُ برْهانٌ والصَّبرُ ضياءٌ والقرآنُ حُجَّةٌ لَكَ أو عليْكَ . كلُّ النَّاسِ يغدو فَبائعٌ نفسَهُ فمُعتقُها أو موبقُها)،[٥] وقيل المقصود بالإيمان هنا: الصلاة، فالطهارة نصف الصلاة؛ أي أنّها شرطٌ لصحّتها، فلا صلاة بغير طهور.
  • الطّهارة شرطٌ لقبول العبادة، فعن عمران بن الحُصَين -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يقبلُ اللهُ صلاةً بغيرِ طهورٍ ولا صدقةً من غلولٍ).[٦]
  • الطهارة مفتاح الصلاة، فلا بُدَّ للمسلمِ أن يكون طاهراً للشروع في صلاته، وإلّا فلا يجوز له البدء في الصلاة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مِفتاحُ الصلاة الطُّهورُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التَّسليم).[٧]


ملخص المقال: شرع الله -تعالى- الطهارة لمقاصد عديدة فصّلها المقال، منها: الامتثال لأمر الله -تعالى-، واستعداد المسلم لأداء العبادات، وطهارة جسم المسلم مادياً، ومعنوياً، وبثّ النشاط والحيوية به، كما لخّص المقال أهمية الطهارة بنقاطٍ يسيرة.


المراجع

  1. ^ أ ب محمد حجازي (1413)، التفسير الواضح (الطبعة 10)، بيروت:دار الجيل الجديد، صفحة 487، جزء 1. بتصرّف.
  2. أبو المظفر السمعاني (1992)، كتاب الاصطلام في الخلاف بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة (الطبعة 1)، صفحة 113، جزء 1. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة 10)، دمشق:دار الفكر، صفحة 301، جزء 1. بتصرّف.
  4. سعيد حوى (1994)، كتاب الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام (الطبعة 1)، صفحة 259، جزء 1. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:270، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  6. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:233، رجاله رجال الصحيح.
  7. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:8174، حسن.
9430 مشاهدة
للأعلى للسفل
×