مقاصد سورة الصافات

كتابة:
مقاصد سورة الصافات

سورة الصافات

سورة الصافات هي السورة السابعة والثلاثون بحسب ترتيب المصحف الشريف، وهي السورة السادسة والخمسون بحسب نزول السور الكريمة، نزلت بعد سورة الأنعام وقبل سورة لُقمان، ترتيبها بالقراَن الكريم السابعة الثلاثون بعد سورة يس وقبل سورة ص، وهي سورة مكية، وعدد آياتها اثنتان وثمانون ومائة آية، لم يَثبت شيء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في تسميتها، حيث سُميت بهذا الاسم لوقوع اللفظ فيها بمعنى وصف الملائكة، ووقع ذات اللفظ في سورة المُلك بمعنى اَخر، وقيل أن من أسمائها سورة الزينة وذلك لذِكر الكلمة في السورة بقوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}[١]وفي هذا المقال سيتم توضيح مقاصد سورة الصافات وذِكر بعض القصص المذكورة فيها مع تفسير لبعض آياتها.[٢]

مقاصد سورة الصافات

تستهدف سورة الصافات إثبات وحدانية الله -عز وجل-، وفيها دلائل كثيرة على ذلك، حيث دلت على انفراد الله تعالى بصُنع المخلوقات العظيمة التي لم يصنعها أحد غيره، وهي العوالم السماوية بأجزائها وسُكانها، ومن مقاصد سورة الصافات أنها كبقية السور المكية تبني العقيدة بالنفوس وتُخلصها من شوائب الشرك، وتميزت بعلاجها لصور معينة من الشِرك التي كانت سائدة بالبيئة العربية الأولى.[٢]

ونفت السورة الكريمة ما قيل من سخافات بأن الملائكة إناث وأن التزاوج بين الله تعالى والجن أنجب الملائكة، ومن مقاصد سورة الصافات تناولها لجوانب العقيدة التي تناولتها السور المكية، حيث نصت على أن الشِرك هو السبب لعذاب المعذبين في ثنايا مشهد من مشاهد يوم القيامة، وتناولت السورة قضية البعث والحِساب والجزاء بعرضها مشهدًا مطولًا من مشاهد القيامة، كما وصفت حال المُشركين يوم الجزاء، ووصفت أحوال المؤمنين ونعيمهم، ومُذاكرتهم بما كان يجري بينهم وبين المشركين في الجاهلية ومحاولاتهم بصرفِهم عن الإسلام، كما جاء بالآية الكريمة، قال الله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ*قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ*يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ*أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ*قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ*فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ*قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ*وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}.[٣][٢]

ومن مقاصد سورة الصافات عرضها لقضية الوحي والرسالة وتنظير دعوة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- قومه بدعوة الرسل من قبله وكيف نصر الله الرسل من قبله ورفع شأنهم، كما وضحت قصص الرُسل نوح وإبراهيم وإسماعيل وموسى وهارون وإلياس ولوط ويونس -عليهم السلام- مع ذِكر مناقبهم وقوتهم في دين الله وكيف نجاهم الله من الكروب، كما برزت بالسورة قصة إبراهيم و ابنه إسماعيل -عليهم السلام- بقصة الذبح حيث برزت فيها الطاعة لله والاستسلام لأمره.[٢]

وجاء في مقاصد سورة الصافات وصف ما حل بالأمم الذين كذبوا الرُسل، وتنحي على المشركين، فساد معتقداتهم في الله ونسبتُهم إليه الشركاء وقولهم الملائكة بنات الله وقولهم بالنبي -عليه الصلاة والسلام- والقراَن الكريم، وكيف كانوا يودون أن يكون لهم كتاب، وجاء في ختامها تنزيه الله سبحانه وتعالى والاعتراف بربوبيته، والتسليم على رُسله. [٢]

الذبيح والفداء

وردت قصة إبراهيم وذبحه لابنه إسماعيل -عليهم السلام- في سورة الصافات وبين الله -عز وجل- الصورة بتفاصيلها، حيث أن النبي إبراهيم -عليه السلام- لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهِب لهُ ولدًا صالحًا، فبشره الله تعالى بغلام حليم وأسمه إسماعيل، فلما شبّ وسعى في مصالحه كأبيه، رأى النبي إبراهيم رؤيا في منامه بأنه يؤمر بذبح ابنه وهذا اختبار من الله -عز وجل- لنبيه بأن يذبح ابنه العزيز عليه، إبراهيم -عليه السلام- أجاب ربه وامتثل لأمر الله وسارع إلى طاعته، وعرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه من أن يأخذه قسرًا، وقال النبي إبراهيم: يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، فقال الغُلام الحليم إسماعيل: يا أبتِ أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فكان جوابه فيه طاعة لله تعالى ولوالده، فلما أسلما لأمر الله تعالى، ناداه الله تعالى كما ورد بالآية الكريمة: {وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}[٤]أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومُبادرتك إلى أمر ربك، وقال تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}[٥]ومعنى الآية الكريمة أن الله جعل فداء ذبح إسماعيل -عليه السلام- كبش أبيض أعين القرن وقيل أنه كبش قد رعى في الجنة أربعين خريفًا.[٦]

تفسير وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ

وردت في سورة الصافات اَية عظيمة كسائر بقية الآيات وهي قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[٧]وجاء بتفسيرها "وقفوهم" إي احبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم، "إنهم مسئولون" أي أنهم مسؤولون عما صدر منهم في الحياة الدنيا، يقال لهم توبيخًا وتعجيزًا "مالكم لا تناصرون" وتعني هنا لماذا لا ينصُر بعضُكم بعضًا كما كنتم بالدنيا "بل هم اليوم مُستسلمون" وجاء استسلامهم لأمر الله تعالى وحُكمه، حيث أنهم لا يستطيعون نصر أنفسهم.[٨]

شجرة الزقوم

شجرة الزقوم هي شجرة تنبُت في جهنم وهي طعام لأهل النار وذكرها الله تعالى في سورة الصافات وفي أكثر من موضع بالقراَن الكريم وهي شجرة ملعونة تخُرج في أصل الجحيم وشبهها الله تعالى برؤوس الشياطين وهذا التشبيه دليل على قباحتها كقباحة الشيطان، ووصف أهل النار وهم يأكلون منها، ويملئون بطونهم منها[٩] كما جاء في قوله تعالى: {أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ*إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ*إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ*طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ*فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}.[١٠]

المراجع

  1. ،سورة الصافات، آية: 6.
  2. ^ أ ب ت ث ج "مقاصد سورة الصافات"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  3. سورة سورة الصافات، آية: 50-57.
  4. سورة الصافات، آية: 104-105.
  5. سورة الصافات، آية: 107.
  6. "قصة الذبيح"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  7. سورة الصافات، آية: 24.
  8. "تفسير الربع الأول من سورة الصافات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019.
  9. "www.islamqa.info"، أخبار الأشجار، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019.
  10. سورة الصافات، آية: 62-66.
5342 مشاهدة
للأعلى للسفل
×