مقاصد سورة الفرقان

مقاصد وأهداف سورة الفرقان

جعل الله -سبحانه وتعالى- سورة الفرقان عوناً لرسول الله لتشدّ من أزره،^[١]فكانت السورة ضمن المقاصد الآتية:^[٢]

• ذكر ما أنعم الله على رسوله وأمته من نزول القرآن الكريم.
• تنزيه الله -سبحانه وتعالى- عن الشريك والولد وما يُعبد من دونه.
• ذكر المشركين وتكذيبهم للأنبياء والرسل، وذمّهم، وبيان ما كانوا يطلبوه من أنبيائهم من المعجزات التي كذبوا بها أيضاً.
• بيان النعيم الذي يتمتع به أهل الإيمان في جنات النعيم، والذل والهوان والعذاب لأهل الكفر في نار الجحيم.
• إخبار الله -تعالى- للملائكة الكرام اتهديد أهل الكفر، وما سيحلّ من العذاب بهم، وذلك بعد أن لا تنفعهم أعمالهم ولا يقبلها الله -تعالى- عند وضع الأعمال في الميزان يوم القيامة.
• بيان ما سيكون به الكافرين يوم القيامة من حالة الندم التي تصيبهم، وشهادة أعضائهم عليهم بنطقها ضدّهم.
• انشقاق السماوات كمشهد من مشاهد يوم القيامة وأهواله.
• ذكر الترتيب والترتيل في القرآن الكريم.
• بيان حال مجموعة من الأمم السابقة التي كذّبت وكفرت بدعوتهم فكان مصيرهم الهلاك.

التعريف بسورة الفرقان

تعدّ سورة الفرقان من السور المكيّة في القرآن الكريم، نزلت بعد سورة يس والتي نزلت بعد سورة الجنّ، ومعلوم أنّ سورة الجنّ نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أثناء عودته من رحلة الطائف.^[١]

ويكون نزول سورة الفرقان في هذه الفترة، تحديداً ما بعد الهجرة إلى الحبشة وحداثة الإسراء والمعراج، وذلك في السنة العاشرة من بعثة رسول الله، وقد عرفت هذه الفترة بازدياد إيذاء قريش لرسول الله وأصحابه، والسعي في القضاء على رسول الله وعلى دعوته.^[١]

وجاءت سورة الفرقان تؤنس رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وتحطّ بأناملها على قلبه لتواسيه وتخفّف عنه، وتكون اطمئناناً وأماناً لقلبه حتى تدفعه في المضيّ أماماً في طريق دعوته، وهي من فضل الله ورعايته ولطفه على نبيّه محمد.^[١]

تسمية السورة ومناسبتها لما قبلها

افتتحت سورة الفرقان بالثناء على الله -تعالى- الذي أنزل القرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي جعله الله فرقاناً بين الحقّ والباطل، أنزله على نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون حجة وبرهاناً للعالمين من الجنّ والإنس، ولذلك سُميت السورة الكريمة بهذا الاسم،^[٣]وقال فيها -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).^[٤][٥]

وترتبط سورة الفرقان بسورة النور الواقعة قبلها بعدّة وجوه، منها ما يأتي:^[٣]

• اختتمت الآيات في سورة النور بذكر مالك الملك -سبحانه وتعالى- الذي خلق السماوات والأرض، ثمّ ابتدأت سورة الفرقان بتنزيه الله عن كل شريك وتعظيمه.
• الأمر في نهاية سورة النور بطاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ بينّت سورة الفرقان الدستور الذي تتم من خلاله هذه الطاعة وهو القرآن الكريم.
• ذكرت سورة النور ثلاثة أدلة لتوحيد الله -تعالى-، وهي خلق السماء والأرض، وإنزال المطر، وأحوال الحيوانات، ثمّ جاءت سورة الفرقان وذكرت مجموعة أخرى من المظاهر الدالة على توحيد الله، مثل الليل، والنهار، والظلّ، والرياح وغيرها.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 105، جزء 6. بتصرّف.
2. ↑ مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت :دار إحياء التراث، صفحة 223، جزء 3. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} وهبة الزحيلي (1991)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 1)، دمشق/ بيروت :دار الفكر / دار الفكر المعاصر ، صفحة 5، جزء 19. بتصرّف.
4. ↑ سورة الفرقان ، آية:1
5. ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 111، جزء 6. بتصرّف.