مقاصد سورة سبأ

كتابة:
مقاصد سورة سبأ

سورة سبأ

سورة سبأ هي السورة الرابعة والثلاثون بحسب ترتيب سور القراَن الكريم، وهي السورة الثامنة والخمسون بنزول السور، حيث نزلت بعد سورة لُقمان وقبل سورة الزُمر، تقع بالجزء الثاني والعشرين وعدد آياتها أربع وخسمون اَية، تأتي بترتيب سور المصحف الشريف بعد سورة الأحزاب وقبل سور فاطر وهي سورة مكية، وسيتم تسليط الضوء في هذا المقال على مقاصد سورة سبأ، والتعريف بسبأ التي سُميت السورة باسمها، كما سيتم التعرف على ملكة المملكة، ويُختَم المقال بقصة وفاة النبي سُليمان -عليه السلام-.[١]

ما هي سبأ

عُرفت هذه السورة باسم سبأ ولم يُعرف لها اسم اَخر، وسبأ اسم رجل كان في جنوب جزيرة العرب وبالتحديد في أرض اليمن، وسُميت الأرض على اسم الرجل، وذكر الله تعالى قصة مملكة سبأ بالقراَن الكريم في سورتي النمل وسبأ، عندما كانت تحكُم هذه المملكة الملكة بلقيس التي وصفت بالراجحة جليلة العقل، بعدما نهضت بمملكتها خير نهوض، ودانت لله حيث اَمنت بالله الواحد القهار مع النبي سليمان -عليه السلام- وكان ذلك في زمان بني إسرائيل.[٢]

مقاصد سورة سبأ

مقاصد سورة سبأ التي تضمنتها السورة هي موضوعات العقيدة الرئيسة وهي التوحيد بالله تعالى، والإيمان بالوحي والبعث، وفصلت السورة الكريمة المقاصد إلى إبطال قواعد الشِرك وأهمها الشِرك بالله تعالى، وإنكار البعث، حيث بدأ الله تعالى السورة بدليل تفرده بالإلهية ونفي الإلهية عن الأصنام مع النفي بأن تكون الأوثان والأصنام شفعاء لمن يعبدها، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.[٣][١]

ومن أكبر مقاصد سورة سبأ التركيز على قضية البعث والجزاء، وإثبات إحاطة علم الله بما في السماوات والأرض، بالإضافة لإثبات صدق النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- فيما أخبر به وصدق ما جاء بالقراَن الكريم وفي ذلك إلزام الحُجة على منكري النبوة، وبينت السورة الكريمة معجزات أنبياء الله داود وسُليمان -عليهم السلام- كما جاء في قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ}.[٤][١]

وبينت السورة أن النعم تدوم بشكر الله تعالى، حيث النِعم يمنحها الله لعباده، وأن النِعم تتحول إلى هلاك ونِقم بحال أعرض الإنسان عن هدي الله -عز وجل-، وجاء من مقاصد سورة سبأ تهديد المشركين بما حل بالأمم السابقة من المشركين، حيث سلط الله عليهم البلايا في الدنيا وأعد لهم العذاب في الآخرة، فيما ضرب الله لهم المثل بمن شكروا نعمته واتقوه فأوتوا خير الدنيا والأخرة، وجاء بالسورة تحذير للإنسان من تغرير الشيطان، فهو العدو الأول للإنسان، وتوضيح على أن الجن لا يعلم بالغيب وأن الله تعالى وحده علام الغيوب.[١]

ووضحت أن الإيمان والعمل الصالح هما قِوام الحكم والجزاء عند الملك الجبار، وأن أقوى قوة بالأرض لا تعصم من بطش الله وما من شفاعة عنده إلا بإذنه، وذُكر بالسورة تبشير المؤمنين بالنعيم، ووعد المنفقين والمصدقين بالإخلاف ومن مقاصد سورة سبأ أن العودة للحياة بعد الوفاة لتدارك ما فات أمر محال.[١]

الملكة بلقيس

اشتهرت مملكة سبأ بغِناها، حيث كان أهل المملكة من تُجار العُطور والدُرر والبخور وغيرها، النبي والملك سُليمان -عليه السلام- علِم بأمر المملكة، فأرسل رسالة للملكة بلقيس بواسطة الهدهد، فقرأت ما جاء بالرسالة على قومها كما جاء بالآية الكريمة: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}،[٥] فقررت الملكة مشاورة وزرائها ومن حولها بالمملكة وبعد المشاورات وصلت لحل أن تُرسل للنبي هدية لتجنُب الحرب، حيث علِمت أن مملكة سُليمان -عليه السلام- لا تهُزم وأن جنوده من الإنس والجن والحيوانات بأشكالها.[٦]

النبي الكريم رفض الهدية وأصر على إرسال جيش لها، فقررت الملكة بلقيس أن تذهب للنبي بنفسِها حتى تتوصل معه إلى حل سلمي دون الحاجة لحرب، وبعد وصولها تفاجأت بأن عرش مُلكها عنده، وأعد لها سليمان الحكيم -عليه السلام- قصرًا من البلور فوق الماء وقال لها أدخلي الصرح فدخلت وأعلنت عن إسلامها وأسلم معها العديد من سكان مملكتها.[٦]

وفاة سليمان الحكيم

ذكر الله تعالى بسورة سبأ قصة وفاة النبي سليمان بن دواد -عليهم السلام- وجاء بالقصة دليل واضح على أن الجن لا يعلمون بالغيب حيث قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}،[٧]أي لما قضى الله تعالى بالموت على نبيه سليمان بن داود -عليهم السلام- كان متكئ على عصاه يراقب الجنَّ الذي سُخر لخدمته يصنعون ويعملون ما يشاء من محاريب وجفان وقدور وراسيات، فما دلهم على موت النبي إلا الأرضة وهي دويِّبة تأكل الخشب، حيث أكلت شيئًا من عصاه فخرَّ على الأرض، فوقف الجن عن العمل وعلموا وتيقنوا أنهم لا يعلمون بالغيب، حيث أنهم لو يعلموا بالغيب لأدركوا وفاة النبي قبل أن يخر على الأرض، ومن الدروس المستفادة من القصة وجوب مراقبة العامل وهو يعمل ألا يُهمل، كما مطلوب من العُمال أن يُخلِصوا بعملِهم لله تعالى في القول والعمل والفعل، فالإتقان دليل الصدق في الإيمان.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "مقاصد سورة سبأ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  2. "مقاصد سورة سبأ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  3. سورة سبأ، آية: 1.
  4. سورة سبأ، آية: 12.
  5. سورة النمل، آية: 29-31.
  6. ^ أ ب "بلقيس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  7. سورة سبأ، آية: 14.
  8. "في رحاب قول الله تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×