مقالة عن التسامح

كتابة:
مقالة عن التسامح

مفهوم التسامح

يُعدُّ التسامح خلقاً فاضلا، وفيما يأتي بيانٌ لمفهومه وتعريفه اللغوي والاصطلاحي:

  • التسامح في اللغة؛ يعني الجود،[١] والكرم ويدلّ أيضًا على السلاسة والسهولة.[٢]
  • التسامح في الاصطلاح؛ هو بذل وإعطاء ما لا يجب على المرء بذله وإنّما يُعطيه على سبيل التفضُّل، والتسامح في المعاملات يكون بتيسيرها واللين فيها.[٢]

أنواع التسامح في الإسلام 

إنّ للتسامح أنواعاً كثيرةً، فهو يُقسّم إلى أنواع من جوانب عديدة، فهناك أنواع للتسامح من حيث طبيعته ومن حيث استمراره ومن حيث نطاقه ومن حيث أبعاده، كما إنّ للتسامح أنواعاً من حيث موضوعه، وفيما يأتي سنفصل أنواع التسامح في الإسلام من جوانب عدة.[٣]

التسامح الديني 

إنّ التسامح الديني؛ يعني احترام عقائد الآخرين،[٤] وللتسامح الديني في الإسلام مبادئ وأُسس أقّرتها الشريعة الإسلامية وانتهجها المسلون منذ عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واقعاً عملياً، فالتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من الأديان الأخرى هو الذي يسود المجتمع الإسلامي، ولهم الحق في ممارسة شعائرهم، وأماكن عبادتهم محفوظة، ولا يُكرهون على الدخول في الإسلام.[٥]

التسامح العرقي

إنّ التسامح العرقي يظهر من خلال قول رسول الله الكريم: (لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى)،[٦] فالإسلام جعل الجميع أمةً واحدة على اختلاف أعراقهم وألوانهم، فالإمام واحد والدولة واحدة والقانون هو قانون الإسلام والأحكام هي أحكامه.[٧]

التسامح الاجتماعي

إنّ التسامح الاجتماعي هو أساس من أسس بناء مجتمعات يسودها الحب والتعاون، فالتسامح فضيلةٌ مجتمعيةٌ تؤدّي إلى الكثير من الفوائد، وقد حثّ الشرع الإسلامي على التسامح فقال -سبحانه-: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ).[٨][٩]

التسامح الفكري

إنّ التسامح الفكري هو ما يسمح لكل فرد بتبنّي أفكاره الخاصّة، والإسلام لم يسلب أحدًا هذا الحق بل أقرّه ورسّخ أُسسه وفقًا للمنهج الشرعي والحكمة الفريدة المُتجلّية في أحكام الإسلام، وقد دعا الدين الإسلامي إلى المناقشة والحوار ووضع أصولاً لهذا الحوار ونبذ الإرهاب الفكري والتعصّب الثقافي.[١٠]

صور التسامح في الإسلام

كانت حياة رسول الله وأصحابه مليئةً بصور التسامح الديني، وفيما يأتي بيانُ بعض هذه الصور:[١١]

  • أقام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع يهود المدينة بعد هجرته إليها ميثاقًا يضمن لهم حقوقهم وحريّتهم في عقائدهم، وهم يتعهدّون بأشياء تجب عليهم بأمر الإسلام.
  • كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتعاهد جيرانه من أهل الكتاب بالبرِّ والصلة ويقبل منهم الهدايا ويعود مرضاهم ويُقدّم لهم الهدايا.
  • دخل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- فاتحاً لبيت المقدس فاستجاب لمطالب سكّانها من النصارى، وعاملهم بالحُسنى والرحمة. 

مبادئ التسامح في الإسلام 

للتسامح الديني في الإسلام قواعد ومبادئ، فيما يأتي بيان بعضها:[١١]

  • الأديان السماوية جميعها موحى بها من الله -تعالى-.
  • الأنبياء الكرام ليس بينهم تفاضل من حيث الرسالة.
  • العقيدة والدين لا يمكن اعتناقهما بالإكراه.
  • الاختلاف في الدين لا يمنع من الصلة والبر ولا الحوار الهادف والنقاش المُثمر.
  • الأمة التي تقع في حماية دولة الإسلام مصونة الحقوق والدفاع عنها واجب.
  • الفتح والنصر لا يقتضي الإجبار على الدخول في الإسلام، بل يعني بسط النفوذ والإلزام بالقوانين.

أهمية التسامح في الإسلام 

إنّ التسامح من حيث كونه صفةً للمسلم والداعي إلى الله -تعالى- هو خُلقٌ له أهميةٌ بالغةٌ وفوائدُ عديدةٌ، فيما يأتي بعضٌ منها:[١٢]

  • التسامح يشرح صدر العبد ويُزيل ما به من وحشةٍ وغضبٍ تجاه الآخرين.
  • التسامح يُحبّب الناس ببعضهم.
  • التسامح سببٌ في نيل الثواب والأجر.

المراجع

  1. شوقي أبو خليل، التسامح في الإسلام، صفحة 41. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 262. بتصرّف.
  3. علي عباس مراد، فاتن محمد رزاق، التسامح في بعض الحضارات القديمة، صفحة 9-15. بتصرّف.
  4. أحمد مختار عمر، كتاب معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 1105. بتصرّف.
  5. مصطفى السباعي، مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا، صفحة 129-133. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل من الصحابة، الصفحة أو الرقم:23489، حديث إسناده صحيح.
  7. عبد القادر عودة، كتاب الإسلام وأوضاعنا السياسية، صفحة 278. بتصرّف.
  8. سورة الأعراف، آية:199
  9. سليمان بن حمد العودة، كتاب شعاع من المحراب، صفحة 218. بتصرّف.
  10. وهبة الزحيلي، كتاب وسطية الإسلام وسماحته، صفحة 53. بتصرّف.
  11. ^ أ ب عماد علي جمعة، كتاب المكتبة الإسلامية، صفحة 15-18. بتصرّف.
  12. عدنان بن محمد آل عرعور، منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر، صفحة 125-126. بتصرّف.
12768 مشاهدة
للأعلى للسفل
×