مقال وصفي عن المطر
عند كتابة مقال وصفي عن المطر فإنّه سيتم الحديث عن إحدى الظواهر الكونية التي لها رمزيّة خاصة بالنسبة للناس، فهطول المطر يعني بداية وصول الخير الذي تنتفع به الأرض والإنسان والحيوانات، فقد خلق الله تعالى الماء، وجعله سبب الحياة في هذه الأرض، وهناك العديد من المناطق حول العالم التي تعد الأمطار مصدر المياه الوحيد بالنسبة لها، وفي الفترات التي ينحبس فيها المطر عن تلك المناطق، تجف الأرض، وتذبل النباتات، وتشعر الحيوانات بالعطش الشديد، وهناك بعض المناطق الأخرى التي يكون هطول المطر فيها كثيفًا تبعًا للتضاريس الأرضية، وموقع هذه المناطق بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض، حيث تُكسبها تلك المواقع خصوصية مطرية مختلفة.
وعند كتابة مقال وصفي عن المطر فلا بُدِّ من الإتيان على وصف ظاهرة سقوط المطر، فحين يسقط المطر يشعر الإنسان بأن السماء تَغْسِلُ الأرض، وتزيل عنها حزن من فيها، حيث يُقاسي العديد من سكانها الظلم والقتل والخراب، فتنهمر القطرات لتبلل الأرض والأشجار، كما تدفع قطرات المطر مياه الأنهار إلى المضي قُدُما، فيسعد بها الناس، كما أنّ لصوت المطَرِ وَقْعًا خاصًا في قلوب العديد من الناس، فضلًا عن التأثير الوجدانيّ لهذا الصوت الذي يُحدث نخزات في القلب، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الذاكرة لإعادة بعض الأحداث القديمة إلى الحاضر، لذا فقد كان سقوط المطر مُلهمًا للعديد من الكُتَّاب والشعراء لكتابة المزيد عن ماضيهم وحاضرهم ومُستقبلهم.
وتُبنى حياة الإنسان على وجود الماء بالدرجة الأولى، لذا فإن العديد من الحضارات الإنسانية القديمة ازدهرت بالقرب من مياه الأنهار، وغير ذلك من مصادر الماء العذب، فضلًا عن بعض المناطق التي كانت تُعرف بنزول مياه الأمطار بشكل منتظم، حيث ساهم ذلك في سقاية المواشي، وتطور هذه الحضارات من الناحية الزراعية، وخزن ما يحتاجون من الماء إلى بقية فصول السنة التي تقل فيها كمية تساقط الأمطار، ومن هنا جاءت فكرة إقامة السدود التي تهدف إلى خزن كميات الأمطار الموسميّة، وهناك العديد من السدود التاريخية التي عكست الحضارة الإنسانية العريقة، والطرق التي استخدمها القدماء في تجميع مياه الأمطار، ومن أهم هذه السدود سد مأرب في اليمن.
وفي ختام كتابة مقال وصفي عن المطر لا بُدَّ من الإتيان على أهمية شكر الله تعالى على نعمة المطر، فالنعم تدوم بشكر الله تعالى عليها، والتقرب إليه بالطاعات، والبعد عن إتيان المُنكرات، كما ينبغي على الإنسان أن يدعو الله تعالى بأن يُنزل عليه الغيث وألّا يجعله من القانطين المحرومين من نعمة المطر، ومن عجائب قدرة الله تعالى أن جعل المطر من الأسباب التي عذب بها بعض الأقوام السابقة، لتكون الأمطار في هذه الحالات سُقيا عذاب بنزولها بكميات هائلة تُغرق الناس وتُهلكهم كما حدث في قصة سيدنا نوح -عليه السلام- مع قومه.