محتويات
ما هي مقومات المجتمع الجزائري؟
فيما يلي تعرف إلى أهم مقومات المجتمع الجزائري:
الإسلام
يُعد الإسلام السني الدين الرسمي في الجزائر، حيث يتغلغل الدين الإسلامي في جميع جوانب الحياة، وتحكم مبادئه سلوك وأخلاقيات الجزائريين، ويمنح الدولة هويتها الثقافية والإجتماعية ومع ذلك يمنح القانون جميع الأفراد الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، ويعتبر أي إساءة أو إهانة لاتباع أي ديانة جريمة يعاقب عليها القانون.[١]
العروبة
يشكل العرب نسبة 80% من الجزائريين، ويتحدث العرب مزيج من اللغة الفصحى واللغة العامية الدارجة، وبالرغم من محاربة الاحتلال الفرنسي اللغة العربية ومحاولة طمسها لتحل محلها اللغة الفرنسية والتي لا يزال يتحدث الكثير من الجزائريين بها إلا أنّ الحكومة الجزائرية حرصت على إعادة اللغة العربية لتكون لغة التدريس في الدولة.[٢]
الأمازيغية
الأمازيغ هم العرق الأصلي للجزائر، ومع ذلك لا تزيد نسبة الجزائريين الذين يعتبرون أنفسهم أمازيغ عن 15%، ويعيش معظمهم بشكل أساسي في المنطقة الجبلية شرق عاصمة الجزائر، وقد كان الأمازيغ خلال العصر الروماني مسيحيين، لكنهم اعتنقوا الإسلام في أوائل القرن الثامن،[٣] أي مع بداية الفتوحات الإسلامية إلى الجزائر إذ وجد الأمازيغ أنَّ الدين الإسلامي يتفق مع المجتمع الأمازيغي، ويوفر لهم إحساساً بالهوية والانتماء.[٢]
الثقافة المشتركة
تتميز الجزائر بتنوع سكاني واضح يظهر أثره على الحياة الثقافية وعلى الفنون والصناعات اليدوية بشكل خاص، حيث يمكن أن تُظهر قطعة فخار، أو ثوب مطرز تأثير الثقافة الأمازيغية، والثقافات العربية الإسلامية والشرقية على الحياة في الجزائر، وتُظهر أيضًا تأثرها بالحضارات الأخرى مثل حضارات الفينيقيين، والرومان، والأتراك، وتكون النتيجة النهائية انسجام تام بين الثقافات المختلفة مع تراث الجزائر القديم.[٤]
التاريخ الطويل
بينت الاكتشافات والحفريات العديد من النصب التذكارية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، مما يدل على الماضي العريق للجزائر، وأنها كانت مأهولة بالسكان منذ ما لا يقل عن 10 آلاف عام قبل الميلاد؟ وقد سيطر القرطاج على المنطقة قبل الميلاد بألف عام، وأقاموا فيها مستوطنات على طول الساحل، وفي هذه الفترة برز النوميد الأمازيغ الذين استغلوا الحروب الدائرة بين القرطاج وروما فاستقلوا عن القرطاج، ليقعوا من جديد تحت الاحتلال الروماني عام 200 قبل الميلاد.[٥]
جاهد الأمازيغ للاستقلال عن الإمبراطورية الرومانية ونجحوا في ذلك ليقعوا تحت سيطرة الوندال، ومن بعدهم البيزنطيين الذين حكموا البلاد حتى بداية الفتوحات الإسلامية ودخول العرب الجزائر خلال القرن الثامن، وانضمامها إلى الإمبراطورية العثمانية، وفي عام 1830 تعرضت الجزائر للغزو الفرنسي إلا أنّ الاستعمار الفرنسي واجه مقاومة مستميتة من أهل الجزائر.[٥]
وبالرغم من وحشية الاحتلال الفرنسي وممارساته القمعية تمكن الشعب الجزائري من الحصول على الاستقلال بعد خوضه حرب طويلة استمرت من عام 1954إلى عام 1962.[٥]
المقومات السياسية للمجتمع الجزائري
من أهم الخصائص السياسية التي يقوم عليها المجتمع الجزائري ما يأتي:
- إطار النظام السياسي: وفقًا لدستور عام 1996، فإنّ الجزائر جمهورية شبه رئاسية، يرأسها رئيس دولة منتخب بالاقتراع الشعبي كل خمس سنوات.[٦]
- السلطة التنفيذية: الرئيس هو رأس الدولة، ولديه سلطات واسعة، بما في ذلك القدرة على تعيين وإقالة رئيس الوزراء.[٧]
- السلطة التشريعية: يوجد في الجزائر برلمان مكون من مجلسين، الأول المجلس الشعبي الوطني، ويضم 389 عضوًا من أعضاء مجلس الشعب يتم انتخابهم من قبل الشعب، والثاني مجلس الأمة ويضم 144 عضوًا يعين رئيس الحكومة ثلثهم، وتنتخب السلطات الإقليمية والمحلية باقي الأعضاء.[٧]
- السلطة القضائية: تمثل المحكمة العليا أعلى مراتب القضاء في الجزائر، ولكل ولاية محكمة استئناف تراجع قرارات المحاكم العادية، وتختص المحاكم الإدارية بفض النزاعات الصغيرة.[٧]
- الدستور: تم اعتماد الدستور الجزائري عام 1976 وأُدخلت عليه بعض التعديلات ما بين عامي 1979- 1996، ويجيز الدستور التعددية الحزبية بشرط أن توافق وزارة الداخلية على جميع الأطراف.[٧]
- نظام الانتخاب: يحق لكل جزائري يتمم عامه الثامن عشر أن ينتخب.[٧]
المقومات الثقافية للمجتمع الجزائري
تأثرت ثقافة المجتمع الجزائري بالدين الإسلامي، ويظهر ذلك في الأعراف الاجتماعية وآداب السلوك، واللباس، وغيرها من المجالات، وتتجلى التأثيرات العرقية أيضًا في العديد من جوانب الثقافة الجزائرية، وخاصة في الحرف اليدوية في البلاد، ومن أهم المقومات الثقافية التي يقوم عليها المجتمع الجزائري، ما يأتي:[٨]
- الأسرة: تُعتبر الأسرة الوحدة الأهم في النظام الاجتماعي الجزائري، فهي تسبق دائمًا جميع الاعتبارات الأخرى، وهي التي تحدد علاقات الأفراد الذين ينتمون إليها، ويتشابك الشرف بدقة مع اسم العائلة الجيد وسمعتها.[٩]
- الموسيقى: يفضل الجزائريون موسيقى الراي، والموسيقى الشعبية، والموسيقى الأندلسية.[٨]
- الأدب: أنجبت الجزائر العديد من الشعراء والروائيين، بما في ذلك آسيا جبار التي تُرجمت أعمالها على نطاق واسع، وكل من محمد ديب، وألبير كامو، وكاتب ياسين، وفي مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية برز كل من مالك بن نبي، وفرانز فانون ويعود ذلك للأفكار التي طرحوها حول إنهاء الاستعمار[١٠]
- الرسم: اشتهر العديد من الفنانين والرسامين الجزائريين ومن أهمهم؛ محمد خدة، ومحمد إسياخم.[١٠]
المقومات الجغرافية للمجتمع الجزائري
تعتبر الجزائر أكبر بلد في إفريقيا، حيث تبلغ مساحتها حوالي 2.4 مليون كيلومتر مربع، ومن أهم الخصائص الجغرافية التي يقوم عليها المجتمع الجزائري ما يأتي:[٨]
- الموقع: تقع الجزائر شمال إفريقيا، ويحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال، وتونس من الشمال الشرقي، وليبيا من الشرق، والمغرب من الغرب، والصحراء الغربية وموريتانيا ومالي من الجنوب الغربي، والنيجر من الجنوب الشرقي.[٦]
- المناخ: تتميز الجزائر بمناخ جاف إلى شبه جاف، وتتميز المنطقة الساحلية فيها بشتاء معتدل رطب وصيف حار وجاف، في حين يكون المناخ أكثر جفافًا خلال فصل الشتاء البارد، وحار صيفًا في الهضاب العليا.[٣]
- التضاريس: يتكون سطح الجزائر غالباً من الهضاب العليا والصحراء الكبرى، ومن أشهر جبالها جبال أطلس جنوب البلاد، وجبال هقار في الجنوب الشرقي، ويمثل جبل تاهات آتاكور أعلى قمة في الجزائر بارتفاع يصل إلى 3003 م، ويمثل شط ملغيغ الذي يُعتبر أكبر بحيرة في الجزائر أخفض نقطة فيها حيث يصل ارتفاعها إلى 40 متر تحت سطح البحر.[١١]
- تساقط الأمطار: تتساقط الأمطار بغزارة إلى حد ما على طول الجزء الساحلي من تل أطلس، ويتراوح معدل الأمطار من 400 إلى 670 ملم سنوي، وتتزايد كمية الأمطار من الغرب إلى الشرق، وتكون أكثر غزارة في الشمال حيث يمكن أن تصل إلى 1000ملم أحيانًا.[١٠]
- الموارد الطبيعية: من أهم الموارد الطبيعية في الجزائر: البترول، والغاز الطبيعي، وخام الحديد، والفوسفات، واليورانيوم، والرصاص، والزنك.[٧]
- السكان: يبلغ عدد سكان الجزائر الحالي 44 مليون و777440 نسمة، وذلك بحسب بيانات الأمم المتحدة لليوم الرابع من شهر أيلول من عام2021.[١٢]
الخلاصة
يتميز المجتمع الجزائري بغناه وتنوعه الحضاري والثقافي، حيث يشكل العرب النسبة العظمى من السكان، بالإضافة لبعض الأوروبيين الذي بقوا فيها بعد تحررها من الاحتلال الفرنسي، ويعتنق معظم أفراد الشعب الدين الإسلامي الذي أثر تأثيراً كبيراً على المجتمع الجزائري ويظهر ذلك في احترام الآخرين ومعاملتهم معاملة حسنة، وفي السلوك الحضاري، واللباس وغيرها من المجالات.
ألقت السنوات الطويلة التي رزخ فيها الشعب الجزائري تحت نير الاحتلال الفرنسي ظلالها على المجتمع الجزائري، ومع ذلك فقد اتخذ الشعب قرار المقاومة لمحاولات الفرنسيين محو الثقافة الأسلامية والعربية وإحلال الثقافة واللغة الفرنسية مكانهما، وتوج جهده بعودة اللغة العربية اللغة الرسمية في التدريس في المدارس الجزائرية دون إهمال كل من اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية.
المراجع
- ↑ "2020 Report on International Religious Freedom: Algeria", U.S. Department of State, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Algeria History & Background", state university, Retrieved 5/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Algeria - Culture, Etiquette and Business Practices", commisceo -global, Retrieved 5/9/2021. Edited.
- ↑ "Algerian Culture", algerian embassy, Retrieved 5/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Algeria", new world encyclopedia, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Algeria", nations online, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "COUNTRY PROFILE: ALGERIA", loc.gov, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Algeria — History and Culture", iexplore, Retrieved 5/9/2021. Edited.
- ↑ "Algeria - Culture, Etiquette and Business Practices", commisceo-global., Retrieved 5/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Algeria", new world encyclopedia, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ↑ "Maps Of Algeria", worldatla, 24/2/2021, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ↑ "Algeria Population", worldometers, Retrieved 5/9/2021. Edited.