محتويات
مكانة المرأة قبل الإسلام وبعده
مكانة المرأة في الجاهلية
كانت نظرة الرجال للمرأة في الجاهلية نظرة دونية، وكانت مهانة عندَهم، ومن ذلك:
- نظر الرجل إلى رأي المرأة على أن فيه وهنًا وضعفًا وأنها دون رأيه بكثير: وتصور أن مقاييس الحكم عندها دون مقاييسه في الدقة والضبط؛ ولهذا رأى العرب أن من الحُمق الأخذ برأي المرأة، فقدْ كانوا إذا أرادوا ضرب المثل بتضعيف رأي أو التقليل من شأنه، قالوا عنه: (رأي النساء).[١]
- كانت المرأة في الجاهلية إذا توفّي عنها زوجها تتجنّب كل ملذّات الحياة: وتشقُّ على نفسها، فلا تضع عِطرًا، ولا تغسِل جسمًا، ولا تُقلِّمُ أظفارها، وتلبس أسوَأ الثياب، وتعتزلُ في بيتٍ صغير وقديم، تمْكُثُ فيه حولا كاملا، تخرج بعد مُضيِّ العام وهي في أقبح صورة ، وأسوء حالا مما كانت عليه.[٢]
- لا يرثُ عند أهل الجاهلية إلا من حمل السلاح وركب الفرس: كناية عن الرجال، أما عن المرأة فكانوا يقولون: هي إنسان ناقص وليس مكْتملا، فلا ترث.
- كانت توأَدُ في الجاهلية: والوأد معناه أنها كانت تدفن وهي على قيد الحياة، وكانوا إذا بشّرَ أحدهم بولادة الأنْثى يسوَدُّ وجْهُه كنايةً عن شعوره بالعار، ويشعر بالخيبة وبالخجل أمام الناس ويَختَفي عن أعين الناس، فبعض الأحيان يحتَفظ بِها وتأخذه العاطفة، فيبقيها وهو يشعر بأنه ذليل، أو يدفنها في التراب، وقد ورد بيان ذلك في القُرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ* يَتَوارى مِنَ القَومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلى هونٍ أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمونَ).[٣][٤]
- كانوا في الجاهِلية إذا مات زوج الْمرأة يتسابقون عليها: وأول من يلقي رداءً عليها يكون أحقّ بها، ويحقُّ له أن يتزوجها ويتمتّعَ بها، أو يبيعها أو يتصرف بها كما يحلو له، مثلها مثل سائر المتاع الذي يورّث.[٤]
مكانة المرأة في الإسلام
كرّم الإسلام المرأة ورفع من شأنها، كيفَ لا وقد كانت آخر وصيّة لرسولنا الكريم قبل التحاقه بالرفيق الأعلى من نصيب النساء، فقد كان يُعرف ضعف المرأة وحاجتها للحِماية من بطش المجتمع، فأعلى الإسلام من شأن المرأة، وذلك عكس ما يُشاع من أعداء الدين بأن المرأة مظلومة في الإسلام، ومن هذه المواقف:
- أوصى الإسلام الرجل أن يحسن معاشرة زوجته: وحرَّم العشرة السيّئة، فقد قال -تعالى-:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).[٥][٤]
- الزوج في الإسلام ملزم في النفقة على زوجته: ولو كانت ثريَّة ولديها مال، فَنَفَقَتُها في مال زوجها، ويُجبَر على تطليقِها إذا عجز عن الإنفاق عليها.[٤]
- أثبت لها الإسلام حقَّ الْميراث: وأعطاها نصف حق الرجل في بعض المسائِل، وفي بعضها الآخر تساوي الرجل، وفي مسائل أخرى قد تزيد عليه في الميراث، وهذا الميراث إنصاف للمرأة عكس ما يُشاع أنه ظلم لها، لو نظرنا إلى إلزام الرجل بالإنفاق، وفي هذا تفصيل بيّنه العلما للرد على مثل هذه الشبهات.[٤]
- المرةُ في الإسْلام تعملُ في عدد من المهن: على شرط أن تكون مناسبة لطبيعة جسمها وقدرتها على التحمّل؛ نظرًا للفروقات بين تركيبة جسمها وتركيبة جسم الرجل، وفي هذا إكرامٌ لها وحفظٌ لصحتها، ومن أمثلة ذلك: كانت رفيدة الأسلمية تُداوي جرحى المسلمين في مسجد الرسول بيثرب، وكانت زينبُ طبيبةَ بني أود، تُعالج المرضى.[٦]
- أعطاها الإسلام أيضاً حرية اختيار الزَّوج: ولا يجوز لأحد أن يجبرها على الزواج من رجل لا ترغب بالزواج به.[٧]
- جعل الإسلام تربية البنت على أحسن وجه سبباً لدخول الجنة: فقد ورد بأكثر من طريق أن تربية البنات التربية الصالحة أحد أسباب دخول الجنة، عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَواتٍ أو ابنتانِ أو أُختانِ فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ دخَل الجنَّةَ).[٨]
المراجع
- ↑ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 209. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة النحل، آية:58 59
- ^ أ ب ت ث ج عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:19
- ↑ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 211. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:446 ، أخرجه في صحيحه.