ملابس الحج للنساء وشروطها

كتابة:
ملابس الحج للنساء وشروطها

ما الشروط الواجب توافرها في ملابس الحج للنساء؟

يجوز للمرأة أن تلبس ما تشاء من الثياب في الحج، مع مراعاة معايير اللباس الشرعي الخاص بالمرأة المسلمة من الستر وعدم التبرج،[١] والشروط الواجب توفرها في ملابس الإحرام ما يأتي:[٢]

  • أن يكون ساتراً لجميع البدن، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمً).[٣]
  • أن يكون واسعًا غير ضيق، فلا تظهر معالم جسدها.
  • أن لا يكون فيه تشبه بالفسّاق.
  • أن لا يكون شفافًا يكشف ما تحته.
  • أن لا يكون زينة في نفسه؛ فيلفت أنظار الناس.

ما الملابس التي لا يجوز للنساء ارتداؤها في الحج؟

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا العَمَائِمَ، وَلَا البَرَانِسَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْ أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، وَلَا الوَرْسُ، وَلَا ‌تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ).[٤]

إن اللباس الذي لا يجوز ارتداؤه في الإحرام والمنهي عنه في الحديث بعضه يخص الرجال، وبعضه يخص النساء، وبعضه يخص الرجال والنساء معاً، أما ما يعمّ النساء والرجال معاً فهو أن يكون اللباس قد مسه شيء من المطيبات؛ وذكر الورس والزعفران كمثال على المطيبات.[٥]

أما الملابس التي تخصّ الرجال فهي: القمصان، والسراويلات، والعمائم، والبرانس، والنعال؛ والعلة في النهي عن هذه الأشياء كونها من المخيط؛ والمقصود أن يلبس الثياب غير المخيطة؛ أي غير المفصلة من قبل الخياط، وتكون على شكل قطعة قماش، ومن المعلوم أن هذه المنهيات في الحديث تخص الرجال دون النساء، وأن النساء تلبس ما تشاء من المخيط ومن الخفاف، والنعال،[٦] أما ما يخص النساء:

  • النقاب

هو ما تستر به المرأة وجهها إلا عينيها، وسمي بذلك لأن فيه نقبين يظهران العينين،[٧] مع التنويه إلى أنّ المرأة تستطيع إسدال الحجاب على وجهها دون تفصيل للعينين ودون ربط أو خياطة.[٥]

  • القفازان

هما لباس محشو بالقطن لليدين، وقد يكون بأزرار تزر على الساعدين، ويلبس اتقاء البرد، وقيل: نوع من الحلي تلبسه المرأة في اليدين والرجلين.[٨]

هل تستطيع النساء استبدال ملابسها خلال الحج؟

قال الشيخ عبد العزيز بن باز: "لا حرج في إبدال الملابس ليلة الإحرام للرجل والمرأة جميعًا، لا حرج أن يستبدلها بجديدٍ أو بغسيلٍ، لا حرج في ذلك مطلقًا"،[٩] أما الحديث النبوي الشريف الذي ينهى عن خلع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها فليس معناه على ظاهره.[١٠]

والحديث هو: (أَنَّ نِسْوَةً مِنْ أَهَلْ حِمْصَ اسْتَأْذَنَّ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَعَلَّكُنَّ مِنَ اللَّوَاتِي يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ ‌وَضَعَتْ ‌ثِيَابَهَا ‌فِي ‌غَيْرِ ‌بَيْتِ ‌زَوْجِهَا، فَقَدْ هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ).[١١]

وإنما معنى الحديث كما قال المناوي: "كناية عن تكشفها للأجانب، وعدم تسترها منهم... لأنه تعالى أنزل لباسا؛ ليوارين به سوءاتهن، وهو لباس التقوى، وإذا لم يتقين الله، وكشفن سوءاتهن، هتكن الستر بينهن وبين الله تعالى".[١٠]

ما الشروط الأخرى لحج النساء؟

من الشروط الخاصة بالنساء ما يأتي:[١٢]

  • يجب على المرأة أن لا تخرج لحج أو عمرة إلا ومعها زوج أو ذو محرم، وأجاز بعض العلماء الرفقة المأمونة من النساء.
  • يستحب للمرأة أن تستأذن زوجها قبل الذهاب للحج المفروض.
  • يجب أن تبتعد عن محظورات الإحرام.

ملخّص: إذا أحرمت المرأة في عمرة أو حج، فإن ما ينطبق على الرجل ينطبق عليها، مع محافظتها على لباسها الشرعي، وتختلف عن الرجل في بعض الأحكام اليسيرة، مثل اصطحاب المحرم معها، ويجب عليها اجتناب لبس النقاب والقفازين، فإن لبستهما وجب عليها فدية، ولا يحل لها الخروج معطرةً ولا متبرجةً، وعليها أن تجتنب محظورات الإحرام كلها.

المراجع

  1. ابن عثيمين (1413)، كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 181، جزء 22. بتصرّف.
  2. التويجري، محمد بن إبراهيم (1430)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 94-96، جزء 4. بتصرّف.
  3. سورة الأحزاب، آية:59
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم:1838، صحيح.
  5. ^ أ ب ابن العطار (1427)، كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام، بيروت لبنان:دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 948، جزء 2. بتصرّف.
  6. ابن المنذر (1425)، الإشراف على مذاهب العلماء، رأس الخيمة الإمارات العربية المتحدة:مكتبة مكة الثقافية، صفحة 221، جزء 3. بتصرّف.
  7. محمد إسماعيل المقدم (1428)، عودة الحجاب (الطبعة 10)، صفحة 77-78، جزء 3. بتصرّف.
  8. الزمخشري، الفائق في غريب الحديث (الطبعة 2)، لبنان:دار المعرفة، صفحة 218، جزء 3. بتصرّف.
  9. ابن باز، "حكم استبدال ملابس الاحرام أثناء الإحرام"، الموقع الرسمي للإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 1/9/2021. بتصرّف.
  10. ^ أ ب المناوي، فيض القدير (الطبعة 1)، مصر:المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 136، جزء 3. بتصرّف.
  11. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:3750 ، صحيح.
  12. السيد سابق (1397)، فقه السنة (الطبعة 3)، بيروت لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 636. بتصرّف.
3693 مشاهدة
للأعلى للسفل
×