ملامح الحضارة والترف بين العصر الأموي والعباسي

كتابة:
ملامح الحضارة والترف بين العصر الأموي والعباسي

ملامح الحضارة والترف في العصر الأموي

الحضارة في العصر الأموي

كان لحركة الترجمة والتأليف أثر في ازدهار الحضارة الإسلامية فتم تعريب الدواوين وتمت ترجمة العلوم إلى اللغة العربية والتي شملت علم الطب والصيدلية والكيمياء، وتعتبر البداية الفعلية في الاهتمام بالكيمياء كانت في عهد خالد بن يزيد بن معاوية الذي أولى كتب اليونان والأقباط اهتمامًا كبيرًا ومن الجدير بالذكر أنه قام بتأليف عدة كتب في هذا المجال، ومنها: (كتاب الحرارات، الصحيفة الكبرى، الصحيفة الصغرى، السر البديع في فك رمز المنيع في علم الكاف، فردوس الحكمة في علم الكيمياء منظومة).[١]

الترف في العصر الأموي

تجسد حب الأمراء الأمويين للترف والفخامة في قصورهم التي منحوها عناية بالغة وصرفوا عليها الأموال الطائلة، فقد شهد هذا العصر نشاطاً عمرانياً واسعاً وكان للتعمير قدر وشأن، كما منحوا رجال الفن والصناعة الرعاية والاهتمام، ومما لا شك فيه أن تمركزهم في دمشق كان له أثر في الأخذ عن الجو الفني الذي كان يسود بلاد الشام،[٢] وكان لزيادة الترف وتأثرهم بالفرس، والبيزنطيين أثر في سقوط الدولة الأموية بعد ذلك.[٣]

ملامح الحضارة والترف في العصر العباسي

الحضارة في العصر العباسي

شهد العصر العباسي ازدهاراً معرفيًا وثقافيًا فريدًا ومما ساهم في ذلك هو عناية الخلفاء في هذا الجانب، وانقسمت العلوم آنذاك إلى قسمين:[٤]

  • علوم تتعلق بالقرآن الكريم وتسمى العلوم النقلية أو الشرعية وتضم: علم التفسير، وعلم القراءات، وعلم الحديث، والفقه، وعلم الكلام، والنحو، واللغة والبيان والأدب.
  • علوم مأخوذة ومستمدة من أمم مختلفة، وتسمى العلوم النقلية وتشمل: الفلسفة والهندسة وعلم النجوم والموسيقى والطب والكيمياء والتاريخ والجغرافيا.

تم تدريس الفقه في العصر العباسي وكان له مدرستان، المدرسة الأولى: مدرسة أهل الرأي والقياس في العراق التي أسسها أبو حنيفة النعمان وكان ينتمي لها أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم المتوفى ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة، والمدرسة الثانية: مدرسة أهل الحجاز التي أسسها مالك بن أنس وسماها مدرسة أهل الحديث، وبقدوم الإمام الفقيه محمد بن إدريس الشافعي دمج هذه المدارس فجمع بين طريقة أهل الحجاز في التعويل على الكتاب والسنة وطريقة أهل العراق في التعويل على الرأي.

ظهر في العصر العباسي علم الكلام وهو العلم المعني بالجدال والحوار في الأمور العقيدية ويطلق على المنتمين له (المتكلمون)، وتعتبر فرقة المعتزلة أشهر فرقة في هذا العلم فقد خاض المعتزلة في مناقشات ومجادلات مع غيرهم من الفرق، وأبرز رجال المعتزلة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وبشر بن المعتمر، وثمامة بن أشدس، وأبو الهذيل العلاف.

الترف في العصر العباسي

اشتهر بعض الخلفاء العباسيين بإظهار التفنن في البذخ والترف، وكانوا بذلك متأثرين بالبلاد الأخرى، واتخذ هذا الترف أشكالًا متعددة، فكانت القصور تحتوي على النفائس والغرائب، كالأشجار النادرة، والرسوم، والنقوش، والحدائق المتنوعة، كما تنوعت بعض المجالس بالطرب واللهو، بالإضافة إلى البذخ في الملابس والأعياد وغيرها.[٥]

المراجع

  1. "Umayyad dynasty", britannica, Retrieved 20/3/2022. Edited.
  2. "أشهر القصور الأموية الأثرية"، قصة الإسلام، 23/10/2017، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
  3. "مظاهر البذخ والترف عند الخلفاء والامراء في العصر الاموي 41 - 132هـ"، ريسيرتش، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
  4. "الأوضاع الحضارية في العصر العباسي الأول"، قصة الإسلام، 31/12/2015، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
  5. "مظاهر البذخ والترف عند الخلفاء والامراء في العصر العباسي"، كلية التربية للعلوم الإنسانية، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
5098 مشاهدة
للأعلى للسفل
×