محتويات
ملخص رواية القصر الأسود
تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الشّخصيّات المتعدّدة التي تنتمي بمجموعها إلى عالم العشوائيات، فتتناول الكاتبة من خلال هذه الشّخصيّات مجموعة من المشكلات والقضايا الاجتماعية التي تطالها القسوة والمعاناة والتّعدّي على حقوق هذه الفئة، لكن مع كل المعاناة التي تكابدها تلك الشخصيات إلا أنها تبقى متسلحة بالأمل والإيمان بالله بقدوم الأفضل، فتجعل من ذلك سلاحها لتتمكّن من العيش في هذه الحياة وإكمال مسيرتها.[١]
جميع الشّخصيات ترتبط بشكلٍ أو بآخر مع بطلة الرواية بروابط قد تكون خفية أو ظاهرة، فالبطلة "بسمة خليل بدران" تدور حولها الأحداث الرئيسة، وفي غمار الحديث عن حياتها تأتي الشّخصيات الأخرى، وتعرض الكاتبة من خلالها مشكلاتها التي تعانيها، وأمّا عن البطلة بسمة خليل بدران فهي فتاة عاشت وعانت الكثير منذ الطفولة، وما إن أصبحت شابة حتّى جرّعتها الحياة من كأس الفقد والألم والفراق والوحدة.[١]
تتماسك البطلة وتمتلك نفسها وتقرّر الوقوف من جديد وتواصل السّير وحدها لتحقّق أحلامها، وما تلبث سكّين الزمان الغادرة أن تقطع أحلامها مدمِّرةً ما تبقى داخلها من إنسانية، ولكنّها ومع كل ما أصابها وما ألمّ بها بقيت تناضل وتكافح في الحياة، ولم تفقد الأمل؛ إذ وجدت ألّا مكان لليأس مع هذه الحياة.[١]
ثم يأتي دور الأم التي تأتي في الحلم إلى ابنتها وتنقل لها بعض العبارات القيّمة التي ينبغي على الإنسان العمل بها، تخبرها أمّها بأنّ الإنسان سعادته موجودة في نفسه وليس في الأشياء وفيما يمتلكه، فكلّ شيء من حول الإنسان زائل لا محالة، إذا لا يمكن للإنسان الاحتفاظ بكل شيء، فقد يفرّق ما بين الإنسان وما يحب أشياء كثيرة، كالموت والخيانة والهجر.[١]
عن رواية القصر الأسود
رواية القصر الأسود قامت بتأليفها الروائية المصرية الطّبيبة "منى سلامة"، وتعد إحدى أهم الروايات التي ألّفتها الكاتبة منى سلامة، وقد صدرت هذه الرواية عن دار عصير للكتب والنشر، وتقع عدد صفحاتها في ثلاثمئة وست وتسعين صفحة، وتتناول مدّة زمنية مهمة من المُدَد التي مرّت على مصر، تلك التي ساد فيها سيطرة الباشا والأفندي، مع وجود كثير من الفقر والجو والتشرّد والمعاناة والألم.[١]
يكون ذلك في عالم مليء بالعشوائيات، فتسلّط الكاتبة الضوء على أولئك المهمّشين في الدّولة وما يجري في حقّهم، كما تشير إلى المفاسد التي تختفي وراء أقلام الدولة ومؤسساتها، كما تسلّط الضوء على انتهاكات كبيرة قد نفّذت فتجاوزت الخطوط الحمراء فيما يتعلّق بالإنسانية.[١]
اقتباسات من رواية القصر الأسود
من الاقتباسات المهمة في رواية القصر الأسود ما يأتي:
- انساق معها بوداعة يدًا بيد، حتى وصلا إلى عشة من القش تطل على قراريط "حسان" الخضري، دعت الله ألا تلقاه هذه الليلة، ثم تذكرت أمر العشرين بطنًا، لا بد أن الجميع الآن يستعدون للتوجه إلى مندرة العمدة، يشكونها ويطالبون بطردها؛ ضاق صدرها غمًّا.[٢]
- أزاحت ملاءة متسخة قد اتخذت منها بابا لا يرد لصًّا ولا يعوق مقتحما، حتى وإن كان صرصور حقل، أجلست أباها على دكَّةٍ خشبيَّةٍ هي كل ما تملكه من أثاث، ثم أشعلت مصباح الجاز بعود الثقاب الأخير، تسرّب الضوء في المكان ليكشف عن وابور، طست، وبعض أغراض المطبخ التي لا تكفي سوى لطبخ الأرز، وعجن الخبز.[٢]
- استقبلتها المباني العالية في القاهرة بجفاء، اتسعت عيناها وهي تطالع الأدوار الأخيرة منها بفزع، كيف للمرء أن يعيش بالقرب من السماء؟ استرعت انتباهها الفوارق المتباينة بين شوارع العاصمة، بعضها شديد الازدحام وأخرى يسودها الهدوء، بعضها واسع نظيف وأخرى ضيقة مهملة، لم يكن التباين من نصيب الشوارع فحسب بل المارين فيه كذلك.[٣]
- رأت من الرجال من ينتمي إلى عالم العمم، ومنهم من ينتمي إلى عالم الطرابيش، ومن النساء من تحجب شعرها وترتدي الفضفاض، والكاسيات العاريات، من تفترش الأرض وتبيع جبنا، ومن ترتدي الكعب العالي لتنزه كلبًا، لكن على تباين نساء القاهرة لم تقع أنظارها أثناء اختراق الكاديلاك السوداء لشوارعها على من تماثلها في هيئتها الريفية إلا قليلا، بعصبة رأسها وجلبابها الأسود.[٣]
- حين يكون القصر من نصيبها ستجعل منه تحفة فرنسية يتحاكى الناس عنها، حتى يصل اسمها إلى آذان الملك والأمراء والنبلاء، فيعلو شأنها بين خصوص الخصوص، لم يعد بوسعها تحمّل الألم أكثر، تحاملت على نفسها ونزلت الدرج بروية.[٤]
- قابلتها تلك الفتاة التي لم تنزع فستانها الأزرق منذ ليلتين، تتمايل كالسكارى في حذائها ذي الكعبين، تشبهها كثيرًا في بداية زواجها من البيك، كانت تتصرف بالسذاجة نفسها وهي تحاول أن تدسّ نفسها دسًا وسط نساء الطبقة الراقية، كم سخرن منها! كم ألقين النكات في ظهرها! كم احتقرنها![٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح منى سلامة، القصر الأسود، صفحة 1 - 391. بتصرّف.
- ^ أ ب منى سلامة، القصر الأسود، صفحة 21.
- ^ أ ب منى سلامة، القصر الأسود، صفحة 46.
- ^ أ ب منى سلامة، القصر الأسود، صفحة 139.