بلال وصراع الحياة
تدور أحداث رواية شيفرة بلال حول طفل يُدعى بلال، وهو في الرابعة عشر من عمره، كان يُحبُّ الصحابي الشهير بلال بن رباح كثيرًا، وأُصيب لاحقًا بمرض سرطان الدماغ وأصابه اليأس من وجوده في هذه الحياة، وكان يشعر أنَ حالته مشابهة لحالة بلال بن رباح الذي واجه الظلم، فكان يتعرض للتنمر من أصدقائه، ويتلقى السخرية والشتائم.[١]
عرف بلال أنَّ والده سمَّاه على اسم بلال بن رباح، وهو الصحابي الذي ذاق الويلات من أمية بن خلف، وعرف من خلاله أنَّ الصبر سبيل للفرج والنجاة، ويدل على ذلك قوله: "الصّخرةُ واحدةٌ مرّة مع سيزيف مثالًا للعبثِ واللّا جدوى ومرّةً مع بلال، مثالًا للإيمانِ يقوّي الأشخاصَ، يحرّرهُم من قيُودهم، من ضَعفِهم في حياةِ كلٍّ منَّا، هناك دومًا هذا الخيار".[١]
أمجد وصورة أخرى للظلم
عاش في نفس الفترة شاب يُدعى أمجد، وهو كاتب سينيمائي، وعلى الرغم من أنَّه مسلم إلّا أنَّه لا يعرف من إسلامه إلا الكلمة التي كُتبت على بطاقته الشخصية، إذ يعثر في أحد الأيام على رسالة من طفل صغير موجَّهة إليه، يرغب فيها بتجسيد شخصية بلال الحبشي في أحد أفلامه؛ لأنَّه يُعاني من الظلم الذي كان يُعاني منه بلال بن رباح.[١]
كان أمجد متعلقًا بفتاة إلى درجة كبيرة ملكت فيها قلبه وجوارحه، وشعرَ هو الآخر أنَّه تابع لها، فكان يتشارك مع بلال بن رباح العبودية ولكن بشكل مختلف، وعرف من خلال ذلك الطفل أنَّ الموهبة دون قضية يسهل استغلالها أمام الكاميرات.[١]
يقول: "مَن يمتلكُ موهبةً، دونَ أن يملكَ إيمانًا ما بقضيةٍ معينةٍ، يسهلُ عليهِ أن يعبرَ عن أيِّ شيءٍ مما تريدهُ الجماهيرُ من حولهِ، أن لا يخالفَ معتقداتِها، لكن مَن يمتلكُ موهبةً ويمتلكُ معها قضيّة، سيكونُ من الصَّعب عليهِ ألّا يعبِّر عن تلكَ القضيَّةِ بموهبتهِ، سيكونُ صراعًا داخليًّا هائلًا لو أنَّه حاولَ إسكاتَ موهبتهِ، وسيكونُ الأمرُ أصعبَ بكثيرٍ لو أنَّه حاولَ تزييفها، لو حاولَ إرغامَها على القولِ بعكسِ ما يؤمنُ به".[١]
اكتشاف شيفرة بلال
بدأ بلال بمتابعة قصة حياة بلال بن رباح، وفي نفس الوقت راح يبحث عن الشيء الغائب عن روحه، فشعر أنَّه بحاجة إلى لله تعالى، وتابعَ مسيرة البحث تلك للنجاة بنفسه من الهلاك والعبودية، وكان سبيل النجاة الوحيد هو شيفرة: أحد أحد، التي قالها بلال بن رباح، إذ إنَّ العبودية لم تنته زمن الصحابة بموت أمية بن خلف أو أبي جهل.[١]
في ضوء ما سبق، اكتشف بلال أنَّ كل عصر يحمل أشكالًا مختلفةً من العبودية، والنجاة فقط بكلمة أحد أحد، والإيمان هدفه أن يمنع الإنسان من الانهيار، فيقول في الرواية: "ربَّما ليسَ من واجبِ الايمانِ أن يجعَلَنا ننتصرُ أو نتحررُ أو حتّى ننهي مشاكلنا لكن يمكنُ أن يجعلَنا نصمدُ من خلالِها لا ننهارُ".[١]
إنّ العبرة من الرواية هي البحث عن سبل النجاة، والوصول إلى الله تعالى، للتخلص من أشكال العبودية المختلفة التي يُعاني منها الناس في كل العصور.