مميزات الجمع النبوي للقرآن

كتابة:
مميزات الجمع النبوي للقرآن

الجمع النبوي للقرآن

اختصَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بخصيصة لم تكن لغيرهم من الأمم وهي حفظ القرآن الكريم عن ظهر غيب وكان هذا الشرف العظيم سببًا من أسباب حفظ الله لكتابه، وقد كان رسول الله يحثُّ أصحابه على حفظ القرآن، ومن حرصه على ذلك أنَّه كان يتعاهد كلُّ من يلتحق بالإسلام فيدفعه إلى من يعلِّمه القرآن الكريم حتَّى حفظه عددٌ كبيرٌ من الصحابة الكرام والصحابيات، ومن مزيد حرص النبيِّ والصحابة بالقرآن الكريم أنَّهم اعتنوا بكتابته وتدوينه ليكون ذلك حصنًا ثانيًا لحفظه من الضياع والتحريف، فكان هنّاك كتَّاب الوحي والذين كانت وظيفتهم تدوين كلَّ ما نزل على رسول الله من كلام ربِّه فكانوا يستعملون في ذلك ما توفر لهم من أدواتٍ مثل: الجلود والحجارة والعظام والألواح، وقد بقي القرآن مكتوبًا على هذه الأشياء عند رسول الله وصحابته الكرام غير مجموعٍ في مكانٍ واحد،[١] وحول موضوع الجمع النبوي للقرآن سيكون الحديث في هذا المقال.

مميزات الجمع النبوي للقرآن

ذُكر في مقدَّمة هذا المقال أنَّ جمع القرآن الكريم في عهد النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ جمعًا في الصدور والسطور، وقد كان هناك عددًا من المميزات لجمعه في السطور، وفيما يأتي ذكر تلك المميزات:[٢]

  • أنَّ كتابة القرآن الكريم جاءت مرتبةً الآيات والسور، فكانت الآيات تكتب في قطعة ثمَّ توضع بجوار ما يسبقها من آيات ويتمَّ الربط بينهما بوسيلة ما مثل الخيط ونحوه.
  • كانت الكتابة في عهد رسول الله خالية من النقاط والتشكيل، فكانت تُكتب كما سمعوها شفاهًا من رسول الله وهذا سبب اختلاف القراءات.
  • إذا نُسخ شيءٌ من القرآن الكريم ما كان على رسول الله إلَّا رفع الرقعة التي كانت مكتوبة بها تلك الآية وإبعادها، أو إن أُمر بوضع آياتٍ في مكانٍ معين ما كان عليه إلَّا أن يقوم برفعها ووضعها في موضعها الجديد، مما سهل عليه وعلى صحابته جمع القرآن.
  • أنَّ الدافع من هذا الجمع النبوي للقرآن الكريم هو المحافظة عليه والزيادة في توثيقه.

سبب عدم جمع النبي عليه وسلم القرآن في مكان واحد

كثيرًا ما يرد السؤال عن سبب عدم جمع النبي للقرآن في مكانٍ واحدٍ كما فعل عثمان وأبو بكر، والإجابة على هذا السؤال تتلخص في عدَّة نقاط كما يأتي:

  • إنَّ وجود النسخ في حياة رسول الله ما هو إلّا أمر وارد على بعض آيات القرآن الكريم، فلو قام الكتَّاب بتدوين القرآن ثمَّ أُمر رسول الله بنسخ آية معينة لأدَّى ذلك إلى الاختلاف والاختلاط في الدين، فحفظه الله -عزَّ وجلَّ- في قلوب الصحابة إلى أن انتهى زمن النسخ فوفقَّهم الله إلى جمعه في مصحفٍ واحد.[٣]
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمَّن رسول الله من النسيان، فحين وقع الخوف من نسيان الخلق كان لا بدَّ من جمعه وضبطه.[٣]
  • أنَّ دواعي الجمع لم تكن قائمة في عهد النبي من جهة عدم اكتمال نزول القرآن ومن جهة أنَّ عدد كبيرًا من الصحابة كانوا من حفَّاظه لكن عندما وُجدت دواعي الجمع والمتمثلة بوفاة الرسول وموت عدد كبير من الصحابة بسبب حروب الردَّة بادر الصحابة إلى جمعه.[٣]
  • أنَّ القرآن الكريم نزل مفرقًا، ولم يكن يكن نزوله على ترتيب الآيات والسور، ولو جُمع وقتها في مصحفٍ واحد لكان عرضةً للتغير كلما نزلت آية أو سورة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب "جمع القرآن في العهد النبوي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  2. "ما تميز به جمع القرآن في العهد النبوي"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "لماذا لم يُجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم?"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
4711 مشاهدة
للأعلى للسفل
×