مميزات حليب الأم

كتابة:
مميزات حليب الأم

الرضاعة الطبيعية

تُعدّ الرضاعة الطبيعية الطريقة المعتادة لتزويد الأطفال حديثي الولادة بالمُغذّيات التي يحتاجونها للنمو والتطور الصحي، وتُوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام اللبأ، وهو حليب أصفر ولزج ينتج في نهاية مدة الحمل، بوصفه الغذاء المثالي لحديثي الولادة، ويجب البدء في الرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، ويوصى بها فقط حتى عمر 6 أشهر، ثم الاستمرار بها مع البدء بالأطعمة التكميلية المناسبة حتى عمر عامين أو أكثر.[١]

 

مميزات حليب الأم

يوفر حليب الأم التغذية المثالية للطّفل الرضيع، إذ يتضمن مزيجًا مثاليًا تقريبًا من الفيتامينات، والبروتين، والدهون؛ أي ما يحتاجه الطفل كله لينمو، إضافة إلى أجسام مضادة تساعده في مكافحة الفيروسات والبكتيريا،[٢] وحليب الأم يتكوّن من 87٪ من الماء، و3.8٪ من الدهون، و1.0٪ من البروتين، و7٪ من اللاكتوز، وتوفر الدهون 50 ٪، واللاكتوز 40 ٪ من إجمالي الطاقة للطفل، ومع ذلك، فإن هذه التكوّين يتغيّر بمرور الوقت متكيفًا مع الاحتياجات المتغيرة للطفل النامي، على سبيل المثال، أثناء كل جلسة رضاعة يبدو الحليب في أول الجلسة أرق مع نسبة أعلى من اللاكتوز، مما يروي عطش الطفل، ويتبعه الحليب الدسم.

توجد اختلافات في طبيعة الحليب تِبعًا لعمر الرضيع، والنظام الغذائي للأم، وصحة الأم العامة، والظروف البيئية، ويختلف محتوى الدهون تبعًا لنظام الأم الغذائي، ويرتبط أيضًا بزيادة الوزن أثناء الحمل، إذ لوحظ أنّ حليب الأم دائمًا كافٍ في العناصر الغذائية الضرورية لنمو وتطور الرضيع، حتى عندما تبدو التغذية الخاصة بها غير كافية، وهذا يتبع لتغذية الأم خلال الحمل.[٣]


فوائد الرضاعة الطبيعية للأم

للرضاعة الطبيعيّة فوائد كثيرة لا حصر لها تتنوّع ما بين نفسيّة وجسديّةٍ تعود بالنفع على الطفل والأم، وفي ما يأتي عدد من أهم فوائدها على الأم المرضع:[٤]

  • المساعدة في إنقاص الوزن بعد الولادة، إذ إنّ الرضاعة الطبيعية تزيد من الطلب على طاقة الأم بـ 500 سعرة حرارية في اليوم، غير أنّ توازن الهرمونات في الجسم يختلف تمامًا عن المعدل الطبيعي، وبسبب هذه التغيرات الهرمونية؛ فإنّ لدى النساء المرضعات شهية متزايدة، وقد يصبحن أكثر عرضة لتخزين الدهون لإنتاج الحليب، وغالبًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة قد تفقد المرضعات أوزانًا أقلّ مقارنة باللائي لا يُرضِعن، ومع ذلك، بعد 3 أشهر من الرضاعة يُحتَمَل أن يعانوا من زيادة في حرق الدهون، وتشير الدراسات إلى أنّه خلال 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة لُوحِظَ أنّ الأمهات اللاتي يرضعن يفقدن وزنًا أكبر من الأمهات اللاتي لا يرضعن.
  • المساعدة في عودة الرحم لوضعه الطبيعي، حيث الرحم أثناء الحمل ينمو ويمتد من حجم الكمثرى إلى ملء المساحة الكاملة للبطن تقريبًا، وبعد الولادة يمرّ الرحم بعملية تسمى الارتجاج، مما يساعده في العودة إلى حجمه السابق، ويفرز الجسم كميات كبيرة من هرمون الأوكسيتوسين أثناء المخاض للمساعدة في ولادة الطفل، وتقليل النزيف، ويزيد الأوكسيتوسين أيضًا أثناء الرضاعة الطبيعية، مما يشجع تقلصات الرحم، ويقلل من النزيف، ويساعد في عودة الرحم إلى حجمه السابق؛ لذالك قد أظهرت الدراسات أنّ اللاتي يُرضِعن يوجد لديهن فقد دم أقلّ بعد الولادة، وارتجاجًا أسرع للرحم.
  • تقليل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، هو نوع من الاكتئاب يتطوّر بعد الولادة بمدة قصيرة، ويصيب ما يصل إلى 15٪ من الأمهات، ويبدو أنّ اللاتي يُرضِعن طبيعيًا أقلّ عرضة للإصابة باكتئاب بعد الولادة مقارنةً باللاتي يفطمن أطفالهن مبكرًا أو لا يُرضِعن، ويعزى ذلك إلى إفراز الأوكسيتوسين أثناء الرضاعة، وآثاره طويلة المدى المضادة للقلق.
  • تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، إذ إنّ الرضاعة الطبيعية توفر للأم حماية طويلة الأجل من السرطان والعديد من الأمراض، ويرتبط إجمالي الوقت الذي تقضيه المرأة في إرضاع الطفل من ثديها بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، ووُجِدَ أنّ اللاتي يُرضِعن طبيعيًا لمدة تزيد على 12 شهرًا يقلّ لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض بنسبة 28٪.
  • تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، تشير نتائج الدراسات الحديثة إلى أنّ تناول الطفل حليب أمه قد يحمي من الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بـأمراض القلب وغيرها من المشكلات المَرَضيّة، والنساء اللواتي يُرضِعن لمدة سنة إلى سنتين على مدى حياتهن لديهن خطر أقل بنسبة 10-50٪ من الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وارتفاع الدهون في الدم، وأمراض القلب، ومرض السكري من النوع الثاني.
  • تأخير الدورة الشهرية، حيث الرضاعة من حليب الأم على مدار الساعة دون إدخال الحليب الصناعي لنظام الطفل تؤخر الإباضة، مما يعني تأخير الدورة الشهرية، فالحليب الطبيعي يسبب إفراز هرمون البرولاكتين، الذي يحافظ على ثبات هرمونَي الإستروجين والبروجستيرون في مستويات معينة حتى لا يحدث التبويض، وعندما تنخفض مستوياته يعودان مرة أخرى لكا كانا عليه، مما يحفز حدوث الإباضة، وغالبًا مستويات البرولاكتين تنخفض في النهاية على مدار عدة أشهر، والعديد من الأمهات اللاتي يرضعن تأتيهن الدورة الشهرية بين 6-8 أشهر بعد الولادة، وأخريات لمدة سنة كاملة.[٥]
  • المساعدة في توفير المال على الأم، من جرّاء عدم احتياجها إلى دفع مبالغ ماليّة لشراء حليب خاصّ بطفلها.[٥]
  • التقرب من الطفل الرضيع، من خلال تكوين علاقة حميمة ما بين الأم والطفل، فتشعر الأم بمغزى الأمومة والحب والاحتضان والخوف على صحة وسلامة طفلها، وفي المقابل يشعر الطفل بالحنان والدفء والحماية.[٥]


فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

في ما يأتي عدد من أهم فوائد حليب الأم للطفل الرضيع:[٤]

  • تقليل خطر بالتهابات الأذن الوسطى؛ إذ إنّ 3 أشهر أو أكثر من الرضاعة الطبيعية فقط تقلل من الخطر بنسبة 50٪.
  • تقليل خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي؛ فالرضاعة الطبيعبة أكثر من 4 أشهر تقلل من احتمال دخول المستشفى بسبب هذه العدوى بنسبة 72٪.
  • تقليل خطر الإصابة بنزلات البرد والالتهابات؛ فالأطفال الذين يرضعون طبيعيًا فقط لمدة 6 أشهر قد يقل لديهم خطر الإصابة بنسبة 63٪ بنزلات البرد، أو التهابات الأذن أو الحلق الخطيرة.
  • تقليل خطر الإصابة بالتهابات الأمعاء؛ إذ ترتبط الرضاعة الطبيعية بتخفيض نسبة 64٪ من الإصابة بها لمدة تصل إلى شهرين بعد إيقاف الرضاعة.
  • تقليل خطر الإصابة بتلف الأنسجة المعوية؛ إذ يقل خطر الإصابة بنسبة 60٪ من حالات الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر.
  • تقليل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ؛ ذلك بنسبة 50٪ بعد شهر واحد، وبنسبة 36٪ في السنة الأولى.
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض الحساسية؛ تقلل الرضاعة الطبيعية لمدة 3 إلى 4 أشهر على الأقل بنسبة 27-42٪ من مخاطر الإصابة بالربو، والتهاب الجلد التأتبي، والأكزيما.
  • تقليل خطر الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية؛ فالأطفال الذين يرضعون طبيعيًا لديهم خطر أقل بنسبة 52٪ من الإصابة.
  • تقليل خطر الإصابة بمرض السكري؛ ترتبط الرضاعة الطبيعية لمدة 3 أشهر على الأقل بانخفاض احتمال الإصابة بـمرض السكري من النوع الأول حتى 30٪، ومرض السكري من النوع الثاني حتى 40٪.
  • تقليل خطر الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال؛ إذ ترتبط الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر أو أكثر بانخفاض بنسبة 15-20٪ من خطر الإصابة بسرطان الدم في مرحلة الطفولة.
  • توفير الغذاء الكامل والمتوازن للطفل؛ إذ يتضمن حليب الأم العناصر الغذائية جميعها التي يحتاجها الطفل لمدة 6 أشهر الأولى.[٦]
  • زيادة نسبة الذكاء عند الطفل؛ حيث الدراسات تشير إلى أنّ الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا لديهم درجات أعلى في معدل الذكاء في وقت لاحق من العمر، ويُعتقَد أنّ ذلك يعزى إلى الأحماض الدهنية في حليب الثدي الداعمة للدماغ.[٥]
  • تساعد في منع زيادة الوزن عند الأطفال؛ إذ تقلل خطرها بـ 12٪، مما يساعد في محاربة الأمراض المزمنة الخطيرة المرتبطة بهذه الحالات.[٧]


المراجع

  1. "Breastfeeding", who, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  2. "Breastfeeding Overview", webmd, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  3. Camilia R. Martin, Pei-Ra Ling,and George L. Blackburn, "Review of Infant Feeding: Key Features of Breast Milk and Infant Formula"، ncbi, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Adda Bjarnadottir, "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، healthline, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "The Benefits of Breastfeeding", parents, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  6. "Breastfeeding your baby", pregnancybirthbaby, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  7. "Breastfeeding - Benefits", paho, Retrieved 18-12-2019. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×