محتويات
مناسك حج القران
إنَ مناسك حج القران في الإسلام لا تختلف كثيرا عن مناسك حج الإفراد والتمتع، حيث ينوي الحاج أداء الحج والعمرة مقترنين معا، فيحرم ويقول في إحرامه أولًا: "لبيك حجًّا وعمرة"، ثمَّ يترحل مع الحجاج إلى مكة المكرمة، فإذا وصلَ الحاج إلى مكة المكرمة طاف ببيتِ الله الحرام طواف القدوم، ثمَّ إذا رغب قدَّم سعي الحج وسعى بين الصفا والمروة.[١]
وهذا جائز له في هذه الحالة ويبقى محرما حتَّى يوم النحر، ثمَّ إذا جاء يوم الثامن من ذي الحجة خرج الحاج إلى منى وبقي فيها حتَّى يوم التاسع من ذي الحجة، ثمَّ في صبيحة اليوم التاسع يخرج الحاج من منًى إلى عرفة، وفي عرفة يصلي الفجر والعصر جمع تقديم، ثمَّ يقف على عرفات داعيا ذاكرا ملبيا حتَّى غروب شمس يوم التاسع من ذي الحجة.[١]
وبعد أن تغرب شمس يوم التاسع من ذي الحجة والذي هو يوم عرفة، يتَّجه الحاج إلى مزدلفة ويصلِّي فيها صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويبقى في مزدلفة حتَّى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة، وقبل أن تطلع شمس يوم العاشر من ذي الحجة يخرج من مزدلفة إلى منًى فيرمي جمرة العقبة، ويذبح هديَ القران، ويحلق شعر رأسه أو يقصر شعره فقط وبهذه الأعمال يكون تحلَّل التحلُّلَ الأصغر، وبعد ذلك يتوجَّه الحاج إلى مكة ويطوف بالبيت الحرام طواف الإفاضة ويسعى بين الصفا والمروة إذا لم يكن الحاج قد سعى بعد طواف القدوم، وبعد هذه الأعمال يكون الحاج قد تحلَّل تماما.[١]
وبعد أن يتحلَّل الحاج في يوم العاشر يتوجَّه إلى منى ويبيت فيها ويرمي الجمار ويبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، ويرمي في هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد زوال شمس كلِّ يوم من هذه الأيام الثلاثة، ثمَّ بعد انتهاء أيام التشريق الثلاثة، يطوف الحاج طواف الوداع وبهذا يكون قد انتهت أعمال حج القران في الإسلام.[١]
الحج في الإسلام
يعرِّف أهل العلم الحج في الإسلام على أنَّه قصد المسجد الحرام في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية في وقت محدَّد من السنة لأداء مناسك خاصة، والحج في الإسلام ركن من أركان الإسلام الخمسة التي بنى الله -سبحانه وتعالى- عليها هذا الدين العظيم.[٢]
روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٣]
متى فُرض الحج
قبل الحديث عن أنواع نسك الحج في الإسلام، يجدر بالذكر أنَّ العبادات في الإسلام فُرضت في زمن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم متتابعة، كلُّ عبادة فُرضتْ في وقت محدد من البعثة النبوية، أمَّا الوقت الذي فرض به الله -سبحانه وتعالى- الحجَّ على الناس فقد تعددت آراء أهل العلم به.[٤]
قال بعض العلماء إنَّ الحج فُرض في السنة السادسة للهجرة، وهي السنة التي أنزل الله -تعالى- فيها قوله في سورة البقرة: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه)،[٥]وهذه الآية الكريمة نزلتْ يوم الحديبية في السنة السادسة للهجرة، ومنهم من قال إنَّ الحج فُرض في السنة السابعة، وقيل في الثامنة والتاسعة والعاشرة.[٤]
أنواع نسك الحج في الإسلام
عندما فُرض الحج وفُرضت العمرة، اقترن الحج بالعمرة في كثير من الشعائر، وهذا الاقتران أدى إلى استخلاص أنواع لنسك الحج في الإسلام، وهذه الأنواع تختلف فيما بينها بطريقة الأداء والنية، وهي على الشكل التالي:[٦]
- حج التَّمتع
ويكون حج التمتع بأن ينوي الحاج أداء العمرة قبل وقت الحج بفترة، فيحرم من ميقاته ويؤدي شعائر العمرة كاملة، ثمَّ يبقى في مكة حتَّى يحين وقت الحج فيحرم للحج ويؤدي مناسك الحج كاملة، وهو أفضل أنواع الحج عند أهل العلم.
- حج القِران
وهو أن ينوي الحاج أداء العمرة والحج معا، فيحرم من ميقاته ويؤدي مناسك الحج والعمرة، ويشترك الطواف في الحج والعمرة في هذا النوع من نسك الحج، فالنية موجودة مسبقة، لذلك الطواف الواحد يكفي كما يكفي السعي للحج والعمرة.
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعائشة رضي الله عنها: (طَوافُكِ بالبَيتِ وبينَ الصَّفا والمرْوَةِ يَكْفيكِ لحجَّتِكِ وعُمرَتِكِ)،[٧]وحج القِران هو أفضل أنواع الحج عند الأحناف.
- حج الإفراد
وهو نية الحاج أداء مناسك الحج فقط، ثمَّ يحرم بنية العمرة بعد أداء مناسك الحج وهو أفضل أنواع الحج عند المالكية والشافعية.
فضل الحج
إنَّ الحج عبادة من أعظم العبادات في الإسلام، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للحج أهمية كبيرة وأجرا عظيما، ففي تتحقق غاية العبودية، من التضرع والدعاء والسفر والتعب والمشقَّة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، وفيما يأتي سيتم ذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تبيِّن فضل الحج في الإسلام:[٨]
- ثبت وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[٩]
- ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قولها: (سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).[١٠]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "صفة القِران"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 203. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
- ^ أ ب "السنة التي فرض فيها الحج"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 208- 210. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1897، صحيح.
- ↑ "فضل الحج وفوائده"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1773، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1521، صحيح.