مناهج البحث العلمي

كتابة:
مناهج البحث العلمي

البحث العلمي

عند الحديث عن طريقة تتبع المشكلات بطريقة موضوعية، والطريقة الأمثل في اتباع خطوات حل المشكلة لا بدَّ من أن يأتي الحديث عن البحث العلمي، وهو الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى تقدُّم الشعب الذي يتِّبعه في جميع الأمور التي تطرأ بين يديه، وغالبًا ما يكون البحث العلمي علاجًا لبعض النقص أو الاختلاف، أو حتى ربما الخطأ الذي قد يقع بين يدي الباحث، ولا بدَّ من أن يتم البحث العلمي عبر طرائق محددة صحيحة معلومة النتيجة، وفي ذلك كانت المناهج العلمية التي يختار الباحث أحدها من أجل إتمام العمل الذي أناط نفسه به، وسيتحدَّث هذا المقال عن مناهج البحث العلمي بالتَّفصيل، وفيما يأتي سيكون ذلك.[١]

مناهج البحث العلمي

إنَّ البحث العلمي لا يقوم على طريقة واحدة أو طريقتين، بل يعتمد على عدة طرائق يضعها بين يدي الباحث حتى يستطيع الوصول إلى المعلومة الصحيحة بأسهل وأبسط الطرائق الممكنة؛ لذلك كان لا بدَّ من أن يتم الحديث عن أبرز مناهج البحث العلمي حتى يكون الباحث على اطلاعٍ بها جميعًا، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

المنهج التاريخي

وهو الذي يتعامل فيه الباحث من أجل تقصي تاريخ أشياء بين يديه لا يُشترط أن تكون تاريخية فقط، بل من الممكن أن تكون معلومات عن القانون أو التربية أو غيرها، وعندما يختار الباحث المنهج التاريخي لا بدَّ أن يُراعي فيه الموضوعية بشكلٍ كبير، دون إقحام الذاتية أو الرأي؛ لأنَّ فائدة البحث العلمي تكمن في الوصول للنتيجة الصحيحة قدر المستطاع بوساطة تقصي الحقائق والفرضيات الموجودة بين يدي الباحث، ومن أهم القضايا التي يُمكن دراستها عن طريق المنهج التَّاريخي قضية دور المساجد في إعداد الجيل الذي حرر القدس في القرن الثاني عشر الميلادي.[٢]

المنهج الوصفي

يختلف المنهج التاريخي عن المنهج الوصفي بشكل كبير، فالمنهج الوصفي يتعامل مع الوقائع الحالية الموجودة بين يديه دون عودة إلى الماضي، فهو يُحاول توصيف ظاهرة موجودة بين يديه بغض النظر عن تاريخها، وويتم ذلك بطريقة موضوعية واضعًا الباحث بين يديه العديد من الفرضيات، محاولًا التحقق منها، وربما قد يضع بعض التنبؤات الخاصة بمستقبل تلك الظاهرة، ومن أهم القضايا التي من الممكن دراستها عن طريق المنهج الوصفي قضية إدمان الأطفال على المخدرات، وما النتائج الحتمية لمثل هذه المشكلة.[٣]

المنهج الارتباطي

يهدف المنهج الارتباطي إلى محاولة إيجاد علاقة بين العديد من المتغيرات، فلا يُكتفى فقط بوصف الظاهرة بوصفها ظاهرة لوحدها، وإنَّما يتم ربطها مع ظواهر أخرى وملاحظة إذا ما كانت هناك علاقات بين العديد من الظاهر من أجل فهمٍ أعمقٍ وأدق، ومن أهم أهداف المنهج الارتباطي معرفة إذا ما كانت المتغيرات بين بعضها ذات علاقة سلبية أو إيجابية.[٤]

المنهج التجريبي

إنَّ كلّ منهج من المناهج السَّابقة يُعاين حالة من الحالات التي يصلح لها، فمن المستحيل استخدام المنهج الوصفي مكان التاريخي، أو التاريخي مكان الوصفي؛ ذلك لأنَّ كلّ منهج من المناهج يُعاين الحالة بطريقته الخاصة والتي تصلح لذلك الأمر، أمَّا المنهج التَّجريبي فيُصنف من أدق المناهج وأكثرها حيادية وموضوعية ودقة في النتيجة، والمنهج التجريبي يستطيع أن يتعامل مع المشكلات النظرية والتَّطبيقية، فما يزال التجريب هو الطريقة الأقوى والأجزم في حل أيّ مشكلة والتوصل إلى النتيجة بمنتهى الدقة، وُعدت العلوم الطَّبيعية هي الملعب الأول للمنهج التجريبي، وبفضل تلك الطريقة استطاع العلماء التّوصل إلى العديد من الاكتشافات وحتى الاختراعات، وبالتَّالي تطوير البشرية، وقد يُحدث الباحث بعض من التغييرات بطريقة مقصودة؛ وذلك من أجل ملاحظة النتائج التي ستحدث عند التحكم بذلك المتغير، وباختصار هو ملاحظة العديد من الظواهر بعد إجراءات بعض التغييرات المقصودة عليها.[٥]

أهمية البحث العلمي

إنَّ موضوعًا بضخامة البحث العلمي وشيوعه، واعتماد الشعوب المتطورة عليه في تنمية أبحاثها لا بدَّ وأن يكون على قدرٍ عالٍ من الأهميَّة، وإنَّ أهميته لا تأتي سوى من النَّتائج التي يُقدِّمها، فعندما يبحث الإنسان عن شيءٍ ما جديد يستطيع من خلاله خلق رؤية جديدة، لا بدَّ له وأن يتَّبع طريقة موضوعية، تُمكنه من رؤية الحديث دون أن يكون أحد اللاعبين فيه، وهنا تكمن خطورة وجمالية وأهمية البحث العلمي في آنٍ معًا؛ لذلك كان لا بدَّ من عرض أهمية البحث العلمي بعد أن تمَّ الحديث عن مناهج البحث العلمي:[٦]

  • تزداد أهمية البحث العلمي بطريقة طرديةٍ كلما كان ارتباطه بالواقع أشمل وأعمق؛ لأنَّ أهمية الشيء تنبع في الأصل من الحاجة إليه.
  • يستمد البحث العلمي أهميَّته من خلال الموضوع المطروح الذي يقوم على علاجه، وهنا تكمن خبرة الباحث وذكائه وتفتح عقله مع آفاق المستقبل، إذا لا يجب عليه الإتيان بمواضيع قد استوفت جميع المعلومات عنها من خلال البحث المتكرر والوصول بشكلٍ دائم إلى النتائج نفسها.
  • البحث العلمي يُعلّم الباحث الاعتماد على نفسه من خلال استقراء المعلومات من بين السطور والقدرة على استنباطها، وتقديمها للجيل القادم عن طريق بحثٍ مسطَّر يكون ذا فائدةٍ عظيمة في العلوم الإنسانية.
  • إنَّ البحث العلمي عن طرق أحد مناهج البحث العلمي التي تتبع الموضوعية يخلق لدى الباحث قدرةًُ على التَّعامل مع المصادر القديمة والحديثة والرَّبط بين المعلومات بطريقةٍ تؤدي إلى خلق معلومات جديدة.
  • إنَّ الباحث الذي استطاع خوض غمار البحث بنفسه، والتوصل إلى النتائج الحقيقية بريشة قلمه يؤكد أنَّه لم يعد لقمةً سائغة بين يدي الجهل والخرافات، وخاصَّةً أنَّه استطاع التّحكم بذاته في أثناء عملية البحث.
  • لو لم يترك البحث العلمي فائدة غير الاعتماد على النَّفس وفتح آفاق المستقبل أمام الباحث لكفى، لأنَّ الرَّجل الذي اعتاد البحث والوصول إلى نتائج جديدة في موضوعٍ ما لن يهدأ له بالٌ سوى بمواصلة البحوث، ومحاولة استقراء المعلومات.

المراجع

  1. "مفهوم البحث العلمي… وأنواعه.. وأهميته وخطوات كتابة بحث علمي"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-02-2020. بتصرّف.
  2. د. حاتم أبو زايدة (2012)، مناهج البحث العلمي (الطبعة الثانية)، فلسطين: مركز أبحاث المستقبل، صفحة 95-96. بتصرّف.
  3. د. حاتم أبو زايدة (2012)، مناهج البحث العلمي (الطبعة الثانية)، فلسطين: مركز أبحاث المستقبل، صفحة 101. بتصرّف.
  4. د. حاتم أبو زايدة (2012)، مناهج البحث العلمي (الطبعة الثانية)، فلسطين: مركز أبحاث المستقبل، صفحة 108. بتصرّف.
  5. د. حاتم أبو زايدة (2012)، مناهج البحث العلمي (الطبعة الثانية)، فلسطين: مركز أبحاث المستقبل، صفحة 112. بتصرّف.
  6. "الفصل الأول... أهمية البحث"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 20-02-2020. بتصرّف.
4836 مشاهدة
للأعلى للسفل
×