منهج علم اللغة المقارن

كتابة:
منهج علم اللغة المقارن


موضوع منهج علم اللغة المقارن

إنّ موضوع منهج علم اللغة المقارن هو مقارنة ظاهرة لغوية بين لغات ترجع إلى أصل واحد من أجل أهداف محددة كالاستدلال على قدم هذه الظاهرة عبر التماس وجودها في اللغات الأخرى في المجموعة نفسها، أو الإقرار بحداثتها بسبب تفردها بين أخواتها، أو التوصل إلى الصيغة أو النسخة الأقدم التي جاءت عليها هذه الظاهرة.[١]


مثال على توظيف منهج علم اللغة المقارن تساؤل الباحثين اللغويين عن أصل الكلمتين ثوم وفوم من خلال طرح سؤال: هل الحرف الأول من الكلمة هو الثاء أم الفاء؟ فقد جاءت الكلمة في القرآن الكريم (فومها)، وقرأها ابن مسعود وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- بالثاء (ثومها).[١]


أما عند مقارنة اللغة العربية بالعبرية التي تُعد من اللغات السامية سيظهر أنّ صيغة ثوم أقدم من صيغة فوم، وللتوصل إلى هذه النتيجة تمت المقارنة بين اللغة العربية والعبرية، وكلتا اللغتين من العائلة نفسها.[١]


نشأة منهج علم اللغة المقارن

يعتمد علم اللغة المقارن على المقارنة بين لغتين من عائلة واحدة في مستوى من المستويات اللغوية كالصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية، وترتبط نشأة منهج علم اللغة المقارن باكتشاف اللغة السنسكريتية نهاية القرن الثامن عشر، فبعد اكتشافها لوحظت التشابهات اللغوية بينها وبين اللغة الأوروبية على مختلف المستويات اللغوية.[٢]


من الأمثلة على اللغات التي كانت محط مقارنة مع اللغة السنسكريتية هما اللاتينية واليونانية، ومن هنا ذهب العلماء إلى التفكير في تقسيم اللغات إلى عائلات تجمع بينها صلات قرابة، وتنحدر من أصل واحد، وهذا الأصل أطلق عليه الباحثون اللغة الأم، ومن الأمثلة على ذلك: عائلة اللغات السامية، وعائلة اللغات الهندية الأوروبية.[٢]


بعد تصنيف اللغات التي تجمعها خصائص مشتركة إلى عائلة، وإطلاق اسم محدد عليها انتقل العلماء إلى المقارنة بين لغتين من عائلة واحدة في مستوى أو أكثر من مستويات دراسة اللغة، ومن هُنا بدأ علم اللغة المقارن في الغرب في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، وتجدر الإشارة إلى أنّ العرب كانوا سباقين إلى التنبه إلى علم اللغة المقارن، ويتضح ذلك من خلال ما أشاروا إليه في مصنفاتهم.[٣]


قارن أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط بين اللغة الحبشية واللغة العربية، كما أشار ابن سيده الأندلسي صاحب معجم المخصص المحكم إلى علاقة اللغة العربية بغيرها من اللغات، وكانت هناك إشارات إلى منهج علم اللغة المقارن في كتاب الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم الأندلسي.[٣]


خصائص منهج علم اللغة المقارن

تتلخص خصائص منهج علم اللغة المقارن فيما يأتي:[٤]

  • الاعتماد على تحليل النماذج.
  • شرح الاختلافات بين اللهجات واللغات.
  • مقارنة الأنظمة الصوتية والأنظمة الصرفية والنحو والمعجم.[٥]
  • فهم أساسيات اللغة وتحديد عناصرها.[٥]
  • بيان اللغات القريبة من بعضها البعض.[٥]
  • البحث في تاريخ اللغات وتطورها وطريقة بنائها.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت مالكي خرشوف، مناهج البحث اللغوي، صفحة 5-6. بتصرّف.
  2. ^ أ ب جامعة أم القرى ، علم اللغة المقارن، صفحة 1-3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب جامعة أم القرى ، علم اللغة المقارن، صفحة 1-4. بتصرّف.
  4. "Comparative Linguistics", science direct, Retrieved 6/6/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Comparative linguistics", Psychology Wiki, Retrieved 6/6/2022. Edited.
9044 مشاهدة
للأعلى للسفل
×