الصحابة والتابعين
الصحابي هو من لقي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وآمن بدعوته ومات على الإسلام، والصحابة عدول وعدالتهم ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية،[١] قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}،[٢] أما التابعون فهم الذين جاؤوا بعد عصر النبوة، فلم يلقوا رسول الله، وإنما صحبوا أصحاب النبي، والتابعي -في مصطلح الحديث-: من لقي الصحابي، ولا يُشترط طول الصحبة، فكل من لقي الصحابة ومات مسلمًا فهو تابعي، وبعضهم أفضل من بعض، قال رسول الله: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"،[٣] وسيتناول هذا المقال بعض من أدعية الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم-.[٤]
من أدعية الصحابة والتابعين
تشتمل كتب التراث الإسلامي والحديث على الكثير من أدعية الصحابة والتابعين، ومنها ما هو منقول ومحفوظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعضها الآخر من دعائهم هم أنفسهم، ومن أدعية الصحابة والتابعين ما يأتي:[٥]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كنا إذا دعونا قلنا اللهمَّ اجعلْ علينا صلاةَ قومٍ أبرارٍ ليسوا بأثَمَةٍ ولا فجارٍ يقومون الليلَ ويصومون النهارَ".[٦]
- عن سعيد بن جبير -رحمه الله- قال: "كان ابنُ عباسٍ يقولُ اللهمَّ إني أسألُك بنورِ وجهِك الذي أشرَقت له السماواتُ والأرضُ أن تجعلَني في حِرزِك وحفظِك وجوارِك وتحتَ كنفِك".[٧]
- عن أبي قلابة -رحمه الله-: "عنِ ابنِ مسعودٍ أنَّه كان يقولُ اللهمَّ إنْ كنتَ كتَبْتَني في أهلِ الشَّقاءِ فامحُني وأثبِتْني في أهلِ السَّعادةِ".[٨]
- عن ثور بن يزيد -رحمه الله- قال: "كان معاذٌ إذا تهَجَّد مِنَ اللَّيلِ قال اللهمَّ نامَتِ العيونُ وغارَتِ النُّجومُ وأنت حيٌّ قيُّومٌ اللهمَّ طَلَبي للجَنَّةِ بطيءٌ وهَرَبي مِنَ النَّارِ ضعيفٌ اللهمَّ اجعَلْ لي عندَك هَدْيًا نؤده إليك يومَ القيامةِ إنَّك لا تُخْلِفُ الميعادَ".[٩]
أقوال السلف في الدعاء
كان الصحابة والتابعون يولون الدعاء أهمية بالغة ويعتنون به وذلك لأنه من أجلّ العبادات ولأنه من الأمور التي أمر بها الشرع وحض عليها وفيه كبير دليل على إيمان العبد فكلما عظمت الثقة بالله -عزّ وجلّ- زاد الإنسان من دعائه لأنه مدرك أنه يطلب من رب كريم رحيم، ويظهر هذا جليًّا في أدعية الصحابة والتابعين، ومن كلام السلف في الدعاء ما يأتي:[١٠]
- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه".
- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "ادع الله في يوم سرائك، لعله يستجيب لك في يوم ضرائك ".
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: "ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاءٍ كدعاء الغريِق".
- عن الحسن البصري -رحمه الله- قال: "اعملوا وأبشروا، فإنه حقٌ على الله -عزّ وجلّ- أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله".
- كان يحيى بن معاذ الرازي -رحمه الله- يقول: "إلهي أسألك تذللًا، فأعطني تفضلًا"، "ويقول: كيف أمتنع بالذنب من الدعاء، ولا أراك تمتنع بالذنب من العطاء"، "ويقول: لا تستبطئن الإجابة إذا دعوت، وقد سددت طرقها بالذنوب".
- وعن عبد الله بن أبي صالح -رحمه الله- قال: "دخل علي طاووس يعودني فقلت له: ادعُ الله لي يا أبا عبد الرحمن، فقال: ادعُ لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه".
المراجع
- ↑ "تعريف الصحابى"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفتح، آية: 29.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2652، صحيح.
- ↑ "من هم التابعون ؟ ومن هم أتباع التابعين ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
- ↑ " باب أدعية الصحابة رضي الله عنهم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عثمان بن سعد، الصفحة أو الرقم: 10/187، فيه عثمان بن سعد وثقه أبو نعيم وغيره وقد ضعفه غير واحد وبقية رجاله رجال الصحيح.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم: 10/187، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو قلابة عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 10/188، رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا قلابة لم يدرك ابن مسعود.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن ثور بن زيد الديلي، الصفحة أو الرقم: 10/188، إسناده منقطع.
- ↑ "من أقوال السلف في الدعاء"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.