من أشعار لسان الدين بن الخطيب

كتابة:
من أشعار لسان الدين بن الخطيب


أشعار لسان الدين بن الخطيب

من أشعار لسان الدين بن الخطيب ما يأتي:


قصيدة أما قصورك كلما أنشأتها

يقول لسان الدين بن الخطيب:

أما قصورك كلما أنشأتها

فقصورنا عنها من الأدراك

لما دعوت لها المعادن أرسلت

أفلاذها من دون ما استمساك

ووفت بحق القبة العليا التي

نادت بها عجلاً فقالت هاك

لم أهد بابك مرمري لكنه

ثغري أشرفه بلثم ثراك


قصيدة جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

يقول لسان الدين بن الخطيب:

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

:::كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ 

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ

أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَدَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ


قصيدة مالي أعذِّبُ نفسي في مطامِعِها

يقول لسان الدين بن الخطيب:

مالي أعذِّبُ نفسي في مطامِعِها

والنَّفس تُزري بتهذيبي وتَهذي بي

إذا استعنتُ على دهرٍ بتجربةٍ

تأبى المقاديرُ تجريبي وتجري بي


قصيدة جادَكَ الغيْثُ

يقول لسان الدين بن الخطيب:

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى

يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما

كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما

يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى

بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى

مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى

أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى

هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما

أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا

فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا

أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى

وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما

يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما

يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا

وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا

لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى

تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما

يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما

أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ

بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ

بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ

في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى

جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى

ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ

:::وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ 

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ

ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ

في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما

لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما

ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا

عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا

قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ


قصيدة أهلا بطيف زار في غسق الدجى

يقول لسان الدين بن الخطيب:

أهلا بطيف زار في غسق الدجى

فأعاد ليلتنا صباحا أيلجا

فتحت زيارته لصب هائم

باب القبول وكان قدما مرتجا

لله درك من خيال مطمع

علقت لنا بحباله أبدي الرجا

كيف اهتديت وهل بدا لك مضجع

خطا النحول عليه خط مدمجا

يا سالكا بمحبه طرق النوى

هلا سلكت إلى التواصل منهجا

أفديك من حكم تأول حكمه

فقضى بقتل العاشقين تحرجا

أو ما ترى طوفان فيض مدامعي

يذكي جحيما بالضلوع تأججا

أستنبئ البرق الخفوق إذا بدا

وأساهر الليل الطويل إذا دجا

هب لي رضاك فإنني مستشفع

بعلي أمير المسلمينالمرتجا
8048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×