من الذي بنى بيت المقدس

كتابة:
من الذي بنى بيت المقدس

من الذي بنى بيت المقدس

يُعدّ المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع على الأرض، لما روى أبو ذر الغفاري -رضيَ الله عنه- فقال: (قُلتُ يا رَسولَ اللهِ، : أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً، وأَيْنَما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهو مَسْجِدٌ).[١][٢]

وقد تعدّدت الأقوال التي تُفصح عن أول من قام ببناء المسجد الأقصى، فمنهم من قال أول من قام ببناء المسجد الأقصى هو سيدنا آدم -عليه السّلام-، وقيل سام بن نوح، وقيل يعقوب بن إسحاق -عليهما السّلام-، ومن المحتمل أنّ الملائكة هي من قامت ببناءه، ثم كان تجديد المسجد من قبل آدم، ثمّ سام، ثمّ يعقوب -عليهم السّلام-.[٢]

مراحل تجديد وإعادة بناء بيت المقدس

المرحلة الأولى: سليمان عليه السلام

قام سيّدنا سليمان بن داود -عليهما السلام- برفع بناء المسجد الأقصى وتجديده، فقد روى عبد الله بن عمرو -رضيَ الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (إنَّ سليمانَ بنَ داودَ لمَّا بنى بيتَ المقدسِ سألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ خلالًا ثلاثةً)،[٣] ففي الحديث دلالةٌ على أنّ سليمان -عليه السّلام- قام برفع البناء وتجديده.[٤]

المرحلة الثانية: عمر بن الخطاب

عندما قام عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- بفتح بيت المقدس واستلم مفاتيحها من الصليبيّين، كان النصارى قد ألقوا قماماتهم في المسجد انتقاماً من اليهود الذين كانوا يأتون المكان ويعظمونه، فلمّا دخله عمر بن الخطاب وجد المكان قد امتلأ بالأوساخ، فبدأ عمر -رضيَ الله عنه- بإزالة هذه الأوساخ.[٥]

ولمّا رآه المسلمون يفعل ذلك تبعوه حتى أزالوا جميع ما كان في المكان، ثمّ قام ببناء المصلّى ناحية القبلة، وقد قيل كان تحته درجٌ يؤدي إلى أمام الأقصى، فقام عمر ببناء المصلّى على الدرج، حيث أنّ أهل الكتاب لم يقوموا بالصلاة في هذه الناحية.[٥]

وكان البناء الذي قام به عمر في هذه المرحلة من الخشب، ويقع محاذياً للجهة الشرقيّة لمبنى المسجد الأقصى حالياً، ولم يبقَ من هذا البناء شيء حين تمّ بناء مسجد قبة الصخرة المشرفة في عهد الدولة الأموية.[٦]

المرحلة الثالثة: عبد الملك بن مروان

قام عبد الملك بن مروان بتجديد أصل بناء المسجد الأقصى اعتماداً على القواعد التي كانت موجودة سابقاً، فقد وجد مجموعة من الرسائل المكتوبة على ورق البردى، والمتضمّنة الأمر بالقيام بإعطاء كل عامل من الذين ساعدوا في بناء المسجد الأقصى أجره.[٦]

وكان قد أرسلها والي مصر قرّة بن شريك إلى أحد أمراء منطقة مصر العليا، بالإضافة إلى دفع أجور النحّاتين الذين ساعدوا في عمليات الحت والتزيين والزخرفة لبعض لألواح الموجودة في المسجد الأقصى، وابتدأ عبد الملك بعملية البناء التي كانت أساساتها قد وضعت زمن آدم -عليه السّلام-، وانتهى العمل زمن ابنه الوليد بن عبد الملك.[٦]

المراجع

  1. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي ذر الغفاري ، الصفحة أو الرقم:520، صحيح .
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 1-6، جزء 13. بتصرّف.
  3. رواه الألباني ، في صحيح النسائي ، عن عبد الله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:692 ، صحيح .
  4. صالح عبد الواحد (1428)، سُبُل السَّلام مِن صَحيح سيرة خَير الأنَامِ عَليه الصَّلاة وَالسَّلام (الطبعة 2)، الأردن :مكتبة الغرباء، صفحة 190، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب شحاتة صقر ، تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم، مصر :مكتبة دار العلوم، صفحة 256-257. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت محمد حسن شراب (1411)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (الطبعة 1)، دمشق/ بيروت :دار القلم/ الدار الشامية ، صفحة 66. بتصرّف.
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×