من هما الأمين والمأمون

كتابة:
من هما الأمين والمأمون

العصر العباسي

في الحديث عن العصر العباسي لا بدَّ من الإشارة إلى أنّه قد تمَّ تقسيم هذا العصر إلى قسمين، القسم الأول يمتد من سنة 132 هجري وهي سنة المبايعة للسّفاح أبي جعفر المنصور، وانتهى هذا القسم سنة 232 هجري بوفاة الخليفة المعتصم بالله، وكان عدد الخلفاء في هذه الفترة تسعة خلفاء، وفي هذه الفترة امتدت مساحة الدولة العباسية امتدادًا شاسعًا، ولكن الأندلس قد استقلت بهذه الفترة تحت قيادة عبد الرحمن الداخل، وقد امتاز هذا العصر بانتشار العلم والحضارة وارتفاع راية الجهاد، حيث قال ابن طباطبا: "أنّها كثيرة الخير، وأسواق العلم فيها قائمة، والثغور محصّنة، والخيرات فيها دائمة، وقيل أنّه قبل العصر العباسي ظهرت مظاهر التفرقة حتى وُضع في المسجد الواحد منبرين وخطيبين وإمامين، والأمين والمأمون من خلفاء هذا العصر، وسيلقي المقال الضّوء على الأمين والمأمون.[١]

من هم الأمين والمأمون

في مقال الأمين والمأمون، يجدر الإشارة إلى أنّهما من العصر العباسي وابنا الخليفة هارون الرشيد، فالأمين هو محمد الأمين بن هارون الرَّشيد خليفة مسلم بغدادي، أمّه زبيدة بنت جعفر بن المنصور، وهو أصغر من أخيه المأمون بستة أشهر، وقد نشأ الأمين من أبوين هاشميين في جو يملؤه الترف والاهتمام والرعاية الأدبية والعلمية، وكان من مؤدبيه قطرب النّحوي، وقد عُرف الأمين بجمال الوجه والصورة، واتُصف بحُسن الخَلق من الكرم والشجاعة وسرعة البديهة، وقد جاء في أخبار الطبري أنه رجلٌ يتّصف بالسفه والإهمال، ولكن هذا لا يتفق مع ما يتّصف به من صفات، من رجاحة عقل ورشدٍ وحكمةٍ.[٢]

في حين أنّ المأمون كان اسمه عبد الله بن هارون بن عبد الله، وهو الخليفة العبّاسي السابع، فإنّ المأمون أخو الأمين من أبيه هارون الرّشيد، أمُّه مراجل وهي جاريةٌ فارسيَّةٌ وتُوفيت بعد ولادته بحمّى النّفاس، وقد قيل فيه لو لم يكن المأمون خليفة لكان عالمًا بارزًا، وقد تبحّر في علوم القرآن والفلسفة، واشتُهر بحبُّه للعلم الذي دفعه للاهتمام بالعلماء وإنشاء المكتبات.[٣]

الفتنة بين الأمين والمأمون

بعد الحديث عن الأمين والمأمون، سيلقي المقال الضّوء على الفتنة ببن الأمين والمأمون، وسُميت بالفتنة الرّابعة أو الحرب الأهلية، إذ حدثت بين الشقيقين بسبب اختلافهما على تولّي عرش السّلطة العباسية، في نهاية عمر هارون الرّشيد اختار الأمين كخليفةٍ أول له ومن ثمَّ المأمون ومن ثمَّ القاسم ابنه الثالث، وقد منح هارون الرّشيد للمأمون خراسان كإقطاعية له، وبعد وفاة هارون الرشيد بدأ الأمين محاولة إعلان الحكم الذاتي في خراسان، فطلب المأمون العون من سادات خراسان، وفي هذه الأثناء أعلن الأمين ابنه موسى واليًا للعهد، التحم الأخوان في معركة الرّي، كانت نتيجتها هزيمة جيش الأمين على يد طاهر بن الحسن قائد المأمون، وتمّت محاصرة بغداد سنة كاملة بانتهاء إعدام الأمين، وبذلك أصبح المأمون خليفة ولكنّه بقي يحكم من خراسان.[٤]

المراجع

  1. محمود شاكر (2000م)، التاريخ الإسلامي: الدولة العباسية (الطبعة 6)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 57 - 58، جزء 1. بتصرّف.
  2. "أبو عبد الله محمد الأمين العباسي "، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-19. بتصرّف.
  3. "أبو العباس عبد الله المأمون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-19. بتصرّف.
  4. "الفتنة الرابعة"، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-19. بتصرّف.
4840 مشاهدة
للأعلى للسفل
×