من هم أصحاب السبت

كتابة:
من هم أصحاب السبت

القرآن الكريم

يُعرَّف القرآن الكريم بالاصطلاح الشرعيّ بأنَّه: "كلامُ اللهِ تعالى المُنزَّل على نبيه مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، المُعْجِز بلفْظه ومعناه، المُتعبَّدُ بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أَوَّلِ سورة الفاتحة إلى آخِرِ سورة الناس"،[١] وقد احتوى القرآن الكريم على جملة من الأمور الغيبيَّة سواء أكانت هذه الأمور حصلت في الماضي أم في الحاضر أم في المستقبل، وإنَّ الحديث عن الأمم السابقة وقصص السابقين يعدُّ من غيب الماضي التي تحدَّث عنه القرآن الكريم،[٢] لذا سيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن القصص القرآني ثمَّ سيتم الحديث عن أصحاب السبت والتعريف بهم.

القصص القرآني

يُعرف القصص القرآن الكريم في الاصطلاح الشرعي بأنَّه: "إخبار الله عمَّا حَدَثَ للأُمَمِ السابقة مع رُسُلِهم، وما حَدَثَ بينهم وبين بعضهم، أو بينهم وبين غيرهم أفرادًا وجماعات، من كائنات بشريَّة أو غير بشريَّة، بحقٍّ وصِدْقٍ، للهداية والعِظة والعِبْرة"، ودليل ذلك قول الله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ}،[٣] وقد تميَّزت قصص القرآن الكريم بالصدق فليس فيها كذبٌ ولا افتراء ولا خيالٌ ولا وهم، وكلُّها حقٌ تخلوا من المبالغة، كما أنَّ للقرآن الكريم عدَّة مقاصد مثل:[٤]

  • الدعوة إلى الله: حيث يُبيِّن القرآن الكريم من خلال القصة أنَّ دعوة جميع الأنبياء والرسل واحدة، وهي الدعوة إلى الله -عزَّ وجل- ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.[٥]
  • تثبيت قلب النبيّ وتسليته: وذلك من خلال الإخبار عن صراع الأنبياء مع أقوامهم ومدى استجابة هؤلاء الأقوام وإعراضهم عن دعوة رسلهم، بالإضافة إلى إخبار الله للنبيّ عن نصره للأنبياء من قبله، وهذا من شأنه أن يثبَّت قلب النبيِّ ويصبِّره، حيث قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}.[٦]
  • إثبات عقيدة البعث والجزاء: فقد قصَّ الله -عزَّ وجلَّ- ما يثبت ذلك، ويظهر هذا المقصد من خلال قصة الرجل الذي مرَّ على الأرض الخاوية، حيث قال تعالى: {وْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}.[٧]
  • بيان قدرة الله وقوته: ويظهر ذلك من خلال بيان قدرة الله في العطاء والمنع وهلاك المذنبين.

أصحاب السبت

هم جماعة من بني إسرائيل، عاشوا في قرية من قرى بني إسرائيل، وعمل غالب أهلها بصيد الأسماك؛ وذلك لأنَّ قريتهم كانت مطلَّة على البحر، وقد ابتلاهم الله -عزَّ وجل- بكثرة الحيتان يوم السبت، حتى أنَّه كان باستطاعتهم صيدها باليد، ورغم أنَّ الله قد حرَّم عليهم العمل يوم السبت إلَّا أنَّ بعضهم أصرَّوا على الاصطياد فقاموا بعمل حيلة وهي وضع الشباك يوم الجمعة فتمتلئ بالحيتان يوم السبت، ثمَّ يقومون بإخراج ما تمَّ اصطياده يوم الأحد، وعندما قاموا بشوائها تسائل النَّاس فقاموا بإخبارهم، وحينها انقسم مجتمعهم إلى ثلاثة أقسام: قسمٌ أعجبتهم الحيلة وقاموا بتطبيقها، وقسمٌ كرهها، وقسمٌ أغضبهم ما فعل القسم الأول واستمروا على نصحهم وإرشادهم، وعندما أصرَّ الفريق الأول على معصيتهم وعنادهم قام أهل الإصلاح بمغادرة القرية وبناء سورٍ بينهم وبين العصاة، وعندها عاقب الله هؤلاء العصاة بمسخ شبابهم إلى قردة وشيوخهم إلى خنازير.[٨]

المراجع

  1. "التعريف بالقرآن الكريم لغة واصطلاحًا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
  2. "المبحث الأول: الأخبار الغيبية"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  3. سورة طه، آية: 99.
  4. "القصص في القرآن الكريم والسنة النبوية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  5. سورة الأنبياء، آية: 25.
  6. سورة هود، آية: 120.
  7. سورة البقرة، آية: 259.
  8. "أصحاب السبت"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
4326 مشاهدة
للأعلى للسفل
×