من هم الأنبياء العرب

كتابة:
من هم الأنبياء العرب

الأنبياء في القرآن الكريم

قال تعالى في سورة الأنعام: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ}،[١] عدد الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم بأسمائهم 25 نبي ذكرت هذه الآيات 18 اسم منهم أما السبعة الباقون فقد ذُكروا في مواضع متفرقة من القرآن الكريم وهم إدريس وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وآدم ومحمد -عليهم السلام-، فمن هم الأنبياء العرب من بين جميع الأنبياء المذكورين هذا ما ستتم الإجابة عنه في هذا المقال.[٢]

من هم الأنبياء العرب

قال تعالى في سورة فاطر: {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}،[٣] يتبين من الآية الكريمة أن الله -عزّ وجلّ- قد أرسل أنبياءً إلى جميع الأمم والأقوام ومن هذه الأمم العرب حيث أرسل -سبحانه وتعالى- خمسة أنبياء إلى قبائل العرب وأقوامهم، ولكن من هم الأنبياء العرب وما أسماؤهم، الإجابة فيما يأتي مع ذكر شواهد قرآنية باسم النبي المذكور:[٤]

  • النبي إسماعيل -عليه السلام-: قال تعالى في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا}.[٥]
  • النبي هود -عليه السلام-: قال تعالى في سورة الشعراء: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}.[٦]
  • النبي شعيب -عليه السلام-: قال تعالى في سورة الشعراء:{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}.[٧]
  • النبي صالح -عليه السلام-: قال تعالى في سورة الأعراف: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ}.[٨]
  • النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: قال تعالى في سورة آل عمران: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ}.[٩]

الترتيب الزمني للأنبياء العرب

بعد معرفة من هم الأنبياء العرب يتبادر إلى الذهن سؤال آخر، وهو: ما هو الترتيب الزمني للأنبياء العرب، فمن المعروف أن آدم -عليه السلام- هو أول الأنبياء وأن محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد تمّت الإجابة عن سؤال من هم الأنبياء العرب وفيما يأتي الترتيب الزمني لهؤلاء الأنبياء الكرام:[١٠]

  • النبي هود -عليه السلام-: هود عليه السلام هو أول أنبياء العرب الذين تمّ ذكرهم في القرآن الكريم وهو بعد نوح -عليه السلام- فهو مُرسل إلى قوم عاد وقد قصّ القرآن جوانب من حديثه لقومه، والدليل على أنه بعد النبي نوح قوله تعالى في سورة الأعراف على لسان النبي هود: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ}.[١١][١٠]
  • النبي صالح -عليه السلام-: صالح -عليه السلام- هو النبي التالي للنبي هود والدليل عليه ما جاء في سورة الأعراف على لسان النبي صالح في حواره مع قومه ثمود، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ}.[١٢][١٠]
  • النبي شعيب -عليه السلام-: إبراهيم -عليه السلام- هو النبي التالي للنبي صالح وقد حكا القرآن الكريم أن لوط -عليه السلام- كان في نفس الحقبة الزمنية التي عاش فيها النبي إبراهيم، قال تعالى في سورة العنكبوت: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ}،[١٣] أما شعيب -عليه السلام- فقد ذكر المفسرون ومنهم ابن كثير -رحمه الله- أن قومه وهم أهل مدين جاؤوا بعد قوم لوط بفترة قصيرة.[١٠]
  • النبي إسماعيل -عليه السلام-: إسماعيل -عليه السلام- هو ابن النبي إبراهيم، قال تعالى في سورة إبراهيم وعلى لسان النبي إبراهيم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ}،[١٤] وفي إطار الإجابة عن سؤال من هم الأنبياء العرب لا بدّ من معرفة أن النبي إسماعيل هو أبو العرب المستعربة في منطقة الحجاز، أما أقوام الأنبياء العرب السابقين وهم عاد وثمود ومدين فهم من العرب العاربة.[١٥]
  • النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: نبي الإسلام محمد هو آخر الأنبياء العرب وخاتَم الأنبياء والمرسلين، قال تعالى في سورة الأحزاب: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ}.[١٦][١٠]

لغة الأنبياء العرب

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَمْ يبعثِ اللهُ نبيًّا إلَّا بِلُغَةِ قَوْمِهِ"[١٧]، من خلا الحديث وبعد معرفة من هم الأنبياء العرب يتبادر إلى الذهن أنهم تكلّموا اللغة العربية ولكن الصحيح أن أول من تكلّم العربية هو النبي إسماعيل والدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أوَّلُ مَنْ فُتِقَ لِسَانُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبَيَّنَةِ إسماعيلُ، وَ هُوَ ابنُ أربعَ عشرةَ سنةٍ"،[١٨][١٩] كما تكلّم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- العربية، أما بالنسبة لبقية الأنبياء العرب وهم هود وصالح وشعيب فالذي يظهر -والله أعلم- أنهم لم يتكلّموا اللغة العربية حيث قام الدليل أن إسماعيل -عليه السلام- هو أول من نطق بالعربية وهم عاشوا في فترة زمنية سابقة لفترة النبي إسماعيل.[٢٠]

النبي محمد آخر الأنبياء والمرسلين

عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ"[٢١]، ظهر من هذا الحديث أن الله -عزّ وجلّ- أرسل الأنبياء العرب وغيرهم من الأنبياء إلى أقوامهم وقبائلهم خاصّة أما النبي محمد فقد أُرسل إلى الناس كافة عربًا وعجمًا، كما ظهرت جملة من الخصائص والمميزات التي اختص سبحانه رسوله محمد بها، وهي:[٢٢]

  • قذف الرعب والخوف في قلوب أعدائه وهو على مسافة كبيرة منهم.
  • إمكانية تأدية الصلاة في الإسلام في أي بقعة من بقاع الأرض، وجواز التيّمم عند فقد الماء.
  • إباحة الغنائم للرسول الكريم بعدما كانت محرّمة على الأنبياء من قبله.
  • الشفاعة العظمى يوم القيامة وهي شفاعة الرسول الكريم لبدء الحساب، وهي خاصة به ولا يملكها أي نبي آخر.

 

المراجع

  1. سورة الأنعام، آية: 83-84-85.
  2. "هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  3. سورة فاطر، آية: 24.
  4. "الأنبياء المرسلون للعرب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  5. سورة مريم، آية: 54.
  6. سورة الشعراء، آية: 123-124-125.
  7. سورة الشعراء، آية: 176-177-178.
  8. سورة الأعراف، آية: 75.
  9. سورة آل عمران، آية: 144.
  10. ^ أ ب ت ث ج "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  11. سورة الأعراف، آية: 69.
  12. سورة الأعراف، آية: 74.
  13. سورة العنكبوت، آية: 31-32.
  14. سورة إبراهيم، آية: 39.
  15. "البداية والنهاية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  16. سورة الأحزاب، آية: 40.
  17. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 7/46، رجاله الصحيح إلّا أن مجاهدًا لم يسمع من أبي ذر.
  18. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2581، صحيح.
  19. "لغة نبي الله إسماعيل عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  20. "لغة الأنبياء ليست واحدة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 438، صحيح.
  22. "شروح الأحاديث"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
28330 مشاهدة
للأعلى للسفل
×