من هم الحواريون

كتابة:
من هم الحواريون

معنى الحواريين في اللغة

الحواريون لغة: جمع حواري وهو الناصر والصاحب والمؤيد،[١] وفي هذا المقال بيان من هم الحواريين، وسبب تسميتهم بهذا الاسم.


من هم الحواريون

الحواريون هم أصحاب عيسى -عليه السلام- الذين آمنوا به واتبعوه ووقفوا معه ضد الذين كفروا به من بني إسرائيل، وتعلموا منه التعاليم والأحكام ثمّ انتشروا في القرى لتعليمها للناس ونشرها بينهم، حيث قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ* رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)،[٢] وقد ذكر الألوسي في تفسيره أنّ عدد الحواريين كان اثني عشر رجلاً، أو تسعة وعشرين،[٣][٤] أمّا أسماؤهم فلم يثبت نقل صحيح معصوم بخصوص ذلك، وتجدر الإشارة إلى ثلاثة أمور:[٥]

  • أوّلها: يُقال في معنى الحواريين أنّهم خلصاء الأنبياء وصفوتهم، وكل من بالغ في نصرة نبيه يسمّى حواري؛ تشبهاً بحواريي عيسى -عليه السلام- الذين ناصروه وأيدوه من دون الناس، لذا فإنّ الصحابة -رضي الله عنهم- حواريو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد دلّ على ذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الزبيرُ ابنُ عمَّتِي ، وحوارِيِّي مِنْ أُمَّتِي)،[٦] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ).[٧]
  • ثانيها: أنّ الله -تعالى- قد دعا عباده المؤمنين أن يكونوا أنصاراً له في أقوالهم وأفعالهم وجميع أحوالهم، وأن يستجيبوا لدعوته ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- كما استجاب الحواريون لعيسى -عليه السلام- حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).[٨][٣]
  • ثالثها: ذكر عبد الله بن عباس، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر -رضي الله عنهم- أنّ عيسى -عليه السلام- كان قد أمر الحواريين بصيام ثلاثين يوماً، ففعلوا وعندما أتمّوا صيامهم، طلبوا من عيسى -عليه السلام- أن يسأل الله -تعالى- إنزال مائدة من السماء ليأكلوا منها وتطمئن قلوبهم أنّ الله -تعالى- قد قبل صيامهم، فوعظهم ونصحهم -عليه السلام- أنّه يخاف عليهم ألّا يقوموا بشكرها وتأدية شروطها إلّا أنّهم أصرّوا على ذلك.[٩]
  • فأنزلها الله -تعالى- عليهم حيث قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّـهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ).[١٠]


سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم

تعددت أقوال العلماء في سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم، ومن أقوالهم ما يأتي:[١١][١٢]

  • سمّي الحواريون بهذا الاسم؛ لبياض ثيابهم كما ذكر ابن عباس -رضي الله عنه-.
  • سمّي الحواريون بهذا الاسم؛ لأنهم يصلحون للخلافة كما ذكر قتادة.
  • سمي الحواريون بهذا الاسم؛ لأنّهم كانوا قصّاريين يُبيّضون الثياب ويحوّرونها.


المراجع

  1. "تعريف و معنى حواري في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2022. بتصرّف.
  2. سورة آل عمران، آية:52-53
  3. ^ أ ب حنان شعبان، حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من منظور اسلامي، صفحة 47-49. بتصرّف.
  4. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 206. بتصرّف.
  5. "الحواري.. معناه.. وسبب التسمية"، إسلام ويب، 8-1-2003، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2022. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3583 ، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:50، صحيح.
  8. سورة الصف، آية:14
  9. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 435. بتصرّف.
  10. سورة المائدة، آية:112-115
  11. السيوطي، الدر المنثور، صفحة 223. بتصرّف.
  12. ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، صفحة 286. بتصرّف.
4720 مشاهدة
للأعلى للسفل
×