محتويات
رسول الله
يرتبط مصطلح الصحابة والتابعين برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ارتباطًا وثيقًا، ورسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو محمد بن عبد الله الهاشمي من قريش، المتوفَّى سنَّة 11 للهجرة عن ثلاث وستين سنة، وقد ارتبط الصحابة والتابعون بوفاة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فالصحابة اسم يطلق على من صَحِبَ رسول الله وآمن به ومات وهو مؤمن به، والتابعون هم من صاحبوا صحابةَ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وبهذا يكون انتهاء عصر الصحابة بموتِ آخر صحابي رأى رسول الله وهذا ما كان سنة 110هـ، ومثله عصر التابعين الذي ينتهي بوفاة آخر تابعي ليبدأ عصر تابعي التابعين، وفي هذا المقال إجابة عن السؤال القائل: من هم الصحابة والتابعون بالتفصيل.
من هم الصحابة والتابعون
في الإجابة عن السؤال القائل: من هم الصحابة والتابعون، يمكن القول إنّ أهل العلم حددوا تعريف الصحابة والتابعين وحصروا أعداد الصحابة والتابعين بناءً على ما ورد عن السلف الصالح، كما حددوا الفترة التي انتهى عندها عصر الصحابة وبدأ بها عصرُ التابعين، هذا يرتبط بتعريف كلٍّ منهما على حدة ومعرفة كيفية تحديد الصحابة والتابعين، ويكون هذا على الشكل الآتي:
الصحابة
يُطلق مصطلح الصحابة على أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذين صاحبوا رسول الله وآمنوا به وماتوا على الإيمان ولو تخللتْ فترةَ حياتهم ردَّة عن الدين، يعني لو ارتدَّ أحد من الصحابة ثمَ رجع إلى الدين ومات عليه فهو من الصحابة، وقد كان للصحابة الكرام فضل كبير في حفظ هذا الدين ونشره بين الناس، فقد حاربوا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم في سبيل نشر دين الإسلام، ثمَّ وبعد وفاة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- استلم الخلفاء الراشدون خلافة المسلمين وساروا على نهج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- واهتدوا بهديه وائتمروا بأمره وبسنته، ففتحوا البلاد وخاضوا المعارك العنيفة في مصر والعراق والشام، قد حدَّد أهل العلم شروطًا عدة يجب أن تتوفر بالصحابي حتَّى يعتبر من الصحابة، وهي أن يكون معروفًا عند السلف أنَّه صاحب رسول الله، وأن يروى عن أحد الصحابة المعروفين أنَّ هذا الصحابي له صحبة مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ويُشترط أيضًا أن يكون قد عاش في المئة سنة الأولى من الهجرة النبوية أو قبلها، لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "أرأيتكم ليلتَكم هذه، فإنَّ على رأسِ مائةِ سنةٍ منها لا يبقَى ممَّن هو على ظهرِ الأرضِ أحدٌ"،[١]والله تعالى أعلم.[٢]
التابعون
التابعون عند أغلب أهل العلم هم من صاحبوا صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ويكفي عند بعض أهل العلم أن يسمع من لصحابي ويلقاه دون مصاحبته حتَّى يعدَّ المسلم تابعيًا، فالتابعي هو من رأى صحابيًا وسمعه، بينما الصحابي هو من صاحب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والصحبة تختلف عن اللقاء العابر، ويعدُّ التابعون الطبقة الثانية من المسلمين فقد أخذوا علمهم عن الصحابة والذين بدورهم أخذوه عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومن التابعين من أدرك زمن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ولم يلتقِ به، بل اجتمع بأصحابه فكان من التابعين، مثل التابعي أويس بن عامر القرني، وقد كثرتْ أعداد التابعين وانتشارهم في الأمصار بسبب كثرة الصحابة وكثرة المناطق التي وصل إليها صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان من أشهر التابعين: محمد بن سيرين، سعيد بن المسيب، أويس القرني، الحسن البصري، وغيرهم.[٣]
عدد الصحابة والتابعين
في الغالب عند أهل العلم لا يمكن حصر أعداد الصحابة الكرام، فقد انتشر الصحابة والتابعون أيضًا في البلاد وتفرَّقوا بين الأمصار، وقد صعب حصر عددهم، وهذه الفكرة أيدها كعب بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "أصحابُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كثير لا يجمعهم كتابٌ حافظ"، بينما ذهب آخرون من أهل العلم إلى أنَّ عدد صحابة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بلغ مئة وأربعة عشر ألفًا من الصحابة، قال أبو زرعة الزارعي: "قُبِضَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن مائة ألف وأربعة عشر ألفًا من الصَّحابة ممن روى وسمع عنه"، ويعلق الإمام السيوطي على هذا القول بقوله: "وهذا لا تحديدَ فيه، وكيف يمكن الاطلاع على تحريرِ ذلكَ مع تفرُّقِ الصَّحابة في البلدان والبوادي والقرى"، وفي حصر عدد صحابة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- جاء عن الرافعي أنَّه قال: "قُبِضَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والمسلمون ستون ألفًا؛ ثلاثون ألفًا بالمدينة وثلاثون ألفًا في قبائل العرب وغير ذلك"، أمَّا التابعون فلم يُعرف عدد التابعين لانتشارهم الكبير وانتشار الصحابة في الأمصار التابعة للدولة الإسلامية، والله تعالى أعلم.[٤]
آخر من مات من الصحابة
بعد ما جاء من إجابة عن السؤال: من هم الصحابة والتابعون، جدير بالذكر أن يتمَّ الحديث عن أسماء أواخر الصحابة موتًا، حيث يذكر المؤرخون إنَّ آخر من توفِّي من العشرة المبشرين بالجنة هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وقد توفِّي سعد سنة 55 للهجرة في المدينة المنورة، وأبو اليَسَر كعب بن عمرو الأنصاري -رضي الله عنه- هو آخر من توفِّي من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، وكان قد توفِّي سنة 55 للهجرة أيضًا، وآخر من مات من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة هو جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- الذي توفِّي سنة 78 للهجرة، وكان الصحابي الجليل عمرو بن حُريث -رضي الله عنه- آخر من توفِّي من الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان، حيث توفِّي سنة 85 للهجرة، أمَّا آخر الصحابة موتًا ممن كان لهم رواية عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- وتوفي سنة 88 للهجرة، أمَّا آخر من مات من الصحابة بشكل عام هو الصحابي الجليل أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي -رضي الله عنه- والذي توفِّي في مكة المكرمة سنة 110 للهجرة، والله تعالى أعلم.[٥]
آخر من مات من التابعين
في ختام ما ورد من إجابة عن سؤال: من هم الصحابة والتابعون، يذكر المؤرخون إنَّ آخر من توفِّي من التابعين الذين رؤوا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو عبد الملك بن عُمَير الكوفي، وكان قد توفِّي سنة 136 هجرية في عهد الدولة العباسية، أمَّا آخر من توفِّي من التابعين الحفَّاظ الذي أكثروا رواية الحديث هو التابعي سليمان بن مهران الأعمش وقد توفِّي سنة 148هجرية، أمَّا آخر التابعين موتًا على الإطلاق فهو خَلَفُ بن خَلِيفَةَ الكوفي المعمَّر، حيث تشير روايات المؤرخين إنَّ خلف توفِّي سنة 181 للهجرة، وكان قد جاوز المئة عام، وكان يخبر إنَّه رأى الصحابي عمرو بن حُريث -رضي الله عنه- حين كان خَلَفُ بن خَلِيفَةَ الكوفي المعمَّر يبلغ من العمر سبع سنين، فعدَّه بعض العلماء آخر التابعين موتًا على الاطلاق، وجدير بالذكر إنَّه بعد أنَّ مات الصحابة والتابعون بدأ عصر تابعي التابعين، وتابعو التابعين هم من رؤوا التابعين في حياتهم، والله أعلم.[٥]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4348، صحيح.
- ↑ "صحابة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "تابعون"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "كم عدد الصحابة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "آخر من مات من الصحابة والتابعين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.