محتويات
تعريف الصوفية
الصوفية في اللغة
اختلف في نسبة اشتقاق الصوفية إلى عدة كلمات فمنهم من قال إنها مشتقة من الصوف، ومنهم من قال هي من الصفاء أو من الصُفَّة، وهناك من اختار أن تكون مشتقة من هذه الكلمات جميعها.[١]
وأقرب هذه الآراء ما قاله الصوفية عن أنفسهم وهو الاشتقاق من الصُّوف، كما جاء في بعض المعاجم أنَّ التصوف: هو "طَريقَة سلوكية قوامها التقشف والتحلي بالفضائل لتزكو النَّفس وتسمو الرّوح"[٢]
الصوفية في الاصطلاح
اختلف العلماء في تعريف الصوفية اصطلاحاً حتى أن السهروردي قد قال: "وأقوال المشائخ في ماهية التصوف تزيد على ألف قول"، [٣] ومن بعض التعاريف الكثيرة المتداولة ما يأتي:[٤]
- الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرًا، فيرى حكمها من الظاهر في الباطن، وباطنًا، فيرى حكمها من الباطن في الظاهر، فيحصل للمتأدب بالحكمين كمالٌ، قاله الجرجاني في كتاب التعريفات.
- تصفية القلب من موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلق بالعلوم الحقيقية.
- العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يُقبل عليه الناس من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق للعبادة، قاله ابن خلدون في المقدمة.
- الأُنس بالمعبود، وترك الاختيار وحفظ الحواس، والنصح لجميع الأمة والوفاء لله على الحقيقة واتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم- في الشريعة.
- أن تكون مع الله -تعالى- بلا علاقة.
- ترك كل حظ للنفس.
أبرز علماء الصوفية المتفق على عدالتهم
هناك العديد من العلماء في التاريخ الإسلامي من يوصف ويُنسب إلى الصوفيَّة بمعناها البسيط؛ الحرص على تزكية النفس، ومن هؤلاء العلماء:
- الإمام التابعي الحسن البصري
- الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي
- الإمام العز بن عبد السلام
الطرق الصوفية
الصوفية منهج ومذهب يتفق متبعوه على تصوير العلاقة مع الله بطريقة خاصّة، منهم من وقع بالغلو والتكلّف في العبادة ومنهم من أفرط في البدع والسلوك، ولهم طرق وخصائص، منها:
الطريقة القادرية
تنسب هذه الطريقة إلى مؤسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني، وهي من أشهر الطرق الصوفية، وتتميز بالتركيز على كثرة ترديد الورد، والسماع، والتوكل والفقر لله - تعالى- من جاه الدنيا ومالها، ويتميز الشيخ الجيلاني بالاعتقاد الصحيح والرد على أهل البدع.[٥]
الطريقة النقشبندية
تنسب إلى بهاء الدين شاه نقشبند، وتنتشر في بلاد الشام وتركيا، يطلب مشايخ هذه الطريقة من المريدين التوبة عن المعاصي والذنوب، والاستجابة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وتطهير القلب، وتزكية النفس، وإصلاح المعتقد، ويلقنونهم الأذكار التي يعتقدون أنَّ الذكر بها يكون خفياً في القلب دون استعمال اللسان.[٦]
الطريقة الشاذلية
وهي طريقة ظهرت في المغرب الأقصى، تُنسب إلى أبي الحسن علي بن عبد الله المغربي الشاذلي، ويؤمن أتباع هذه الطريقة أن أبا الحسن الشاذلي شريف من نسل الإمام علي، ولهم طريقة مخصوصة بالذكر كل صباح ومساء وهي؛ الاستغفار مائة مرة، والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مائة مرة، وقول الشهادة مائة مرة، ولها فروع زادت في الذكر والممارسات.[٧]
الطريقة الرفاعية
تنسب هذه الطريقة إلى أحمد بن أبي الحسن علي بن حازم بن علي بن رفاعة الرفاعي، وهو مغربي، قال عنه الذهبي: "الإمام القدوة العابد الزاهد"، [٨] وأصول هذه الطريقة ترجع إلى اتباع القرآن الكريم والسنة النبويَّة الشريفة والاحتكام إليهما، ولهم صِيَّغ في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - والصلاة عليه، يقرأها الطالب بعد كل صلاة خمسين مرة.[٩]
المراجع
- ↑ أحمد البناني، موقف الإمام ابن تيمية من التصوف والصوفية، صفحة 67. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، المعجم الوسيط، صفحة 529.
- ↑ السهروردي، كتاب عوارف المعارف، صفحة 57.
- ↑ إحسان ظهير، التصوف، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ عبد الله السهيلي، الطرق الصوفية نشأتها وعقائدها وآثارها، صفحة 83-95. بتصرّف.
- ↑ بديعة مُحمَّد عبد العال، النقشبندية نشأتها وتطورها لدى الترك، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 78.
- ↑ يوسف جيجة، الإمام الرفاعي وطريقته بالتصوف، صفحة 10. بتصرّف.