علم الكلام
يعدُّ علم الكلام واحدًا من أهمّ العلوم الإسلامية التي تهتمُّ بدراسة العقائد الإسلامية، وإثبات صحة تلك العقائد بالأدلة النقلية والعقلية والذَّود عنها، ويعدّ ظهور علم الكلام أيضًا أوّل البدايات التي أدّت إلى نشوء الفلسفة الإسلامية فيما بعد، وقد اختصَّ بالبداية بالإيمان العقلي بالله تعالى حتى ينتقلَ بالمسلمين من الإيمان بالتقليد إلى الإيمان اليقيني وكي يثبتَ أصول الدين بالأدلة التي تفيد اليقين بها، ومن أهمّ الفِرَق التي ظهرت بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأدت إلى ظهور علم الكلام: المعتزلة، الجمهية، الخوارج، الإباضية، الإمامية، الأشاعرة، الماتريدية وغيرها، وهذا المقال سيتحدث عن الماتريدية ومراحل تأسيسها. [١]
من هم الماتريدية
يمكنُ تعريف الماتريدية على أنَّها إحدى الفرق الكلامية والبدعية التي ظهرت في بداية القرن الهجري الرابع في سمرقند، قامت في أساسها أوَّل الأمر على استخدام الأدلّة والبراهين الكلامية والعقلية في المحاججة بينها وبين خصومها من الفرق الإسلامية الأخرى؛ وذلك كي يثبتَ أصحابها بعض الأمور ضمن العقيدة الإسلامية، وقد كان أصحاب هذه الفرقة أقرب الناس إلى الأشاعرة، فقد كان خلافهم معهم بسيطًا ومقتصرًا على بعض المسائل، ذكرَ البعض أنَّها كانت 13 مسألة فقط لا غير، وقيل أيضًا أنَّ الخلاف كان لفظيًّا في بعضها، حيثُ ظهرت في فترة الصراع الكلامي في بغداد وفي فترة ولادة الكثر من الآراء والمذاهب هناك، وقد دعا فكر الماتريدية إلى الجمع بين العقل والشرع ودعا أيضًا إلى توسيع دائرة التفكير والاستنباط. تنسب الماتريدية إلى مؤسس هذه الفرقة وإمامها محمد بن محمود أبي منصور الماتريدي السمرقندي الذي توفي في عام 333 للهجرة، اشتهر بلقب الماتريدي نسبة إلى مدينة ماتريد في سمرقند ويقدَّر أنَّه ولد عام 248 للهجرة، ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري الذي استضافَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دار الهجرة، وقد اعتمد الماتريدي في فكره على المنهج الذي نُقل عن عبد الله بن كلاب في العقيدة والكلام، واعتمد على مذهب الإمام أبي حنيفة في الفقه ومبادئه. [٢][٣]
مراحل الماتريدية
لم تشتهر الماتريدية بهذا الاسم إلا بعد وفاة إمامها أبي منصور الماتريدي، حيثُ انتشرت في كثير من بلدان الشرق خاصَّة في الهند والصين وباكستان وأفغانستان وغيرها، وما زال لأتباعها وجودٌ قويّ لهم حتى الآن في تلك البلدان، وقد مرَّت الماتريدية بأربع مراحل رئيسة منذ أوَّل نشوئها وتكونها، وفيما يأتي سيتمُّ الحديث عن كل مرحلة مع ذكر تعريف مختصر بها: [٤]
- مرحلة التأسيس: تميَّزت هذه المرحلة بكثرة المناظرات مع أتباع المعتزلة، وكان من كبار هذه المرحلة: مؤسسها أبو منصور الماتريدي.
- مرحلة التكوين: وهي المرحلة التي نشط فيها تلاميذ أبي منصور ومن تأثر به من أتباعه وعملوا على نشر أفكارهم والدفاع عنها، وفي هذه المرحلة ظهرت الماتريدية على أنَّها فرقة كلامية مستقلة بذاتها في سمرقند، من أشهر رواد هذه المرحلة: إسحاق الحكيم السمرقندي، عبد الكريم بن موسى البزدوي.
- مرحلة التأليف: وهي مرحلة تأصيل لهذه العقيدة، تميزت بكثرةِ جمع الأدلة من أجل العقيدة الماتريدية وتميزت بكثر التأليف أيضًا وتعتبر أهم من أوَّل مرحلتين مرت بهما الماتريدية، من أشهر روادها: نجم الدين عمر النسفي، أبو المعين النسفي.
- مرحلة الانتشار: أهمّ المراحل والتي بلغت فيها الماتريدية أقصى انتشارها وتوسعها، وذلك بسبب مناصرة بعض السلاطيين العثمانيين، لذلك توسَّع انتشارهم حسب توسع الدولة العثمانية كالمشرق العربي والهند وفارس وبلاد الترك والروم، ومن أشهر روادها: الكمال بن الهمام.
المراجع
- ↑ علم الكلام, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ الماتريدية, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ الأشاعرة والماتريدية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ ما هي أوجه الاختلاف بين الماتريدية وأهل السنة؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف