من هم النقباء

كتابة:
من هم النقباء

بيعة العقبة الثانية

مع ازدياد أذى كفار قريش، وإظهارها أشدّ العداء للرسول؛ بدأ -عليه الصلاة والسلام- يصبّ تفكيره في نحو إخراج الدعوة من محيط مكّة؛ لعلّه يجد في بعض قبائل العرب يدّ عون في الصدّع بأمر الدين الجديد، فوجّه دعوته لوفود القبائل التي تقصد مكة للحج، يخرج إليهم بنفسه إلى الشّعاب، ويحدثهم عن الإسلام سرّا، فهيأ الله له بضعة رجال من الأوس والخزرج أتوا من يثرب، فهداهم الله، وبايعوا نبيه في بيعة العقبة الأولى، وكان عددهم اثنا عشر رجلًا، عادوا إليه في العام التالي؛ وقد صاروا بضعةً وسبعين بينهم نساء، بايعوه بيعة العقبة الثانية على اعتناق الإسلام ونصرته وبذل المال في سبيله والأرواح وقد رحبّوا باستقبال أخوانهم المسلمين في مدينتهم، فطلب منهم النبي أن يُخرجوا اثنا عشر نقيبًا منهم؛ يقومون على أمر قومهم، ويدعون النّاس للإسلام، يمهّدوا لخروجه وأصحابه من مكة إلى يثرب التي نورّها الله بهجرة النبي إليها، ويأتي تاليًا حديثٌ مفصل عن من هم النقباء، وما دورهم.[١]

من هم النقباء

قَدِم إلى النبي من يثرب في بيعة العقبة الثانية ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان، وكان النبي حريصًا على بيان جميع البنود لهم، على أنه لم يعدهم بشيء من أمور الدنيا كالحكم والسلطان والنفوذ؛ فالأمر أمرُ عقيدة ودين ولذلك كان لا بد من انتخاب نقباء من الأنصار ينوبون عنهم في المشورة والرأي ويقومون على أمرهم، فيقدّمهم الناس عند كل موقف في الدعوة للدين ونقاش أمور المسلمين والعظيم أن النبي طلب من الأنصار انتخابهم ولم يفعل ذلك هو ترسيخًا لفكرة المشورة وحق إبداء الرأي في الدين الإسلامي، فقد ورد أنه: "أمرَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُخرِجوا منهُم اثنَي عَشرَ نقيبًا يكونونَ علَى قومِهم بما فيهِم ، فأخرجوا منهُم النُّقباءَ"[٢]، وبالفعل انتخب الأنصار رجالا يستحقون مكانة النقيب دون النظر إلى أي انتماء سوى انتماء الدين ودليل ذلك أنهم لم يكونوا موزّعين بالمناصفة بين الأوس والخزرج بل خرج من الخزرج تسعة رجال ومن الأوس ثلاثة كدليل على تلاشي فكرة العصبية القبيلة لصالح فكرة الاستحقاق بالنظر إلى مقدرة الشخص وخصاله، وقد ظهرت أحقيّتهم فعلا في مواقفهم أثناء البيعة وبعدها.[٣]

وهؤلاء النقباء الذين اختارهم الأنصار، ورضيهم النبي -عليه الصلاة والسلام- كان منهم عددٌ ممن شهد بيعة العقبة الأولى، وساهم مساهمة كبرى في دعوة أهل يثرب، فأسلم على أيديهم عددٌ كبير من الأنصار، وهو من عظيم فضل الله عليهم أن هدى الله بهم الناس، فأمّا عن أسماء النقباء الاثني عشر؛ فهم:[٤]

  • نقباء الأوس: أسيد بن حضير، وسعد بن خيثمة، ورفاعة بن عبد المنذر.
  • نقباء الخزرج: أبو أمامة أسعد بن زارارة، وسعد بن الربيع، وعبد الله بن رواحة، ورافع بن مالك، والبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصامت، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو.

المراجع

  1. "وقفة مع بيعة العقبة الثانية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في فقه السيرة، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:149، حديث صحيح.
  3. "بيعة العقبة الثانية.. وقفات وتحليلات"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
  4. " أسماء النقباء الاثني عشر و تمام خبر العقبة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
2934 مشاهدة
للأعلى للسفل
×