من هم الوثنييون

كتابة:
من هم الوثنييون

الجاهلية

لم تكن عبادة الأصنام وليدة يومٍ ولحظة فقد امتدَّت من أقوام بعيدين في الزمن وهم قوم نوح الذين ابتدؤوا في عبادة الأصنام تلاعبًا من الشيطان فيهم، وبعد أن أهلكهم الله بقيت فتنة عبادة الأصنام حتى كانت أصل الحرب بين رسول الله وقومه قريش الذين رفضوا إلا أن يكون لله شريك من الأصنام، فكانت الوثنية امتدادًا عبر التَّاريخ بعث الله أنبياءه لأجل محاربتها وتوحيده سبحانه وحده، ويُذكر أنَّه حتى في اليمن حاولوا صنع بيتٍ في صنعاء يُطلق عليه اسم الزهرية فخربه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لذلك فإنَّ الوثنية لم تكن بشكل واحدٍ فالشيطان سبله وأساليبه، وما تزال الوثنية حتى هذا العصر موجودة بأشكالٍ عديدة، وفيما يأتي تفصيلٌ لمعرفة من هم الوثنيون.[١]

من هم الوثنيون

عند الحديث عن الوثنية أو العقيدة الوثنية لا بدَّ من تبيين ماهيَّة تلك العقيدة وما المقصود بها، والوثنية في أصلها هي التي تقوم على تأليه الأشياء المحسوسة مثل الحجر أو الشجر أو ربما حتى البشر، والاعتقاد بأن تلك المخلوقات تحمل في داخها قوى غيبية وقدرات خارقة، فيعتكفون عندهم بدافع الخوف أو الرجاء، فكانت مهمة الرُّسل الأساسية هي دحض تلك العقائد الشركية التي تعتمد في أساسها على الوثنية وجعل أن يكون هناك شريك لله بهتانًا وظلمًا منهم، وعلى اختلاف بعض الطَّوائف في طقوسها وشعائرها وعباداتها إلا أنَّها تصبُّ في ذات المصب وهو الشرك الأعظم، ومن تلك الدِّيانات التي اتَّخذت الوثنية قبلةً لها البوذية والهندوسية والقبطية الفرعونية والإغريقية وغيرها، وقد ورد في كتاب "تاريخ العالم": إن المسيحية لم تكن عند أكثر الناس غير ستار رقيق يخفي تحته نظرة وثنية خالصة للحياة.[٢]

وقد تطوَّرت بعد ذلك أشكال الوثنية فلم تعد فقط صنمًا يُعبد بل أخذت أشكالًا عدة من الاستغاثة بالموتى والتقرب للقبور والدُّعاء لغير الله، وقد قال في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :"من أعظم الاعتداء والعدوان والذل والهوان، أن يدعى غير الله، فإن ذلك من الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإن الشرك لظلم عظيم"، فكل من يدعو إلى دعوة غير الله والتقرب من أحدٍ بغية تقريبه إلى الله يكون ممن ظلم نفسه وكأنه اتخذ لنفسه وثنًا يعبده، وفي ذلك تفصيلٌ لأشكال وأنماط الوثنية وتعريفٌ بمن هم الوثنيون، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٣]

عاقبية الوثنيين

بعد أن تمَّ التَّعريف بالوثنيين على مر الزمان، وما هي العقائد التي يتخذونها من دون الله لا بدَّ أن يتم التَّعريف بعاقبة من يتخذ من غير الله وليًّا، وقد ورد في ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا}[٤] لذلك فإنَّ عاقبة الوثنيين واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، فمن اتَّخذ تلك العقيدة منهجًا له كان مصيره جهنَّم، وذلك لأنَّ الله تعالى لم يتركهم بدون نذيرٍ يُبيِّن لهم الحقَّ من الباطل، لكنَّ بعض النُّفوس تأبى إلا أن تكون تابعةً لغير الله، وفي ذلك تفصيلٌ في معرفة من هم الوثنيون.[٥]

 

المراجع

  1. "كتاب: معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  2. "مَظَاهِرُ الْوَثَنِيِّةِ فِي المَسِيحِيِّةِ المُبَدَّلَةِ (النَّصْرَانِيِّة)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  3. "المطلب الثالث: دعاء الموتى"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية: 168,169.
  5. "مصير الوثنيين يوم القيامة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
4076 مشاهدة
للأعلى للسفل
×