من هم علماء الأشاعرة

كتابة:
من هم علماء الأشاعرة

نشأة المذهب الأشعري

يُعدّ المذهب الأشعري من المذاهب التي أبدت تحولًا في تاريخ أهل السنة والجماعة في حقبة ما من التاريخ، فهو يقوم على عقيدة متممة لعقيدة السلف، بدأ هذا المنهج على يد أبي الحسن الأشعري، إذ كان يُعدّ من أبرز المتكلمين في أهل الحديث أنذاك وسمي المذهب بهذا الاسم نسبة إليه، حيث اعتمد علم الكلام والمنطق في الإثبات والاستدلال والمحاججة في وجه الفلاسفة المتطرفين والمعتزلة، فقد ذُكر على لسان ابن عساكر أن أبا الحسن كان يعتقد بما جاء به المعتزلة فكان على طريقتهم، ثم ما إن أصاب الحق قلبه إلا وانحاز في عزلة مدتها خمسة عشر يوماً خاض خلالها حرب ضروس مع نفسه باحثًا وسائلًا بين يدي الله، فما لبث وأن خرج على الناس معلنًا لهم عدم انتسابه لهذه الفرقة وأنه قائم في مذهب أئمة السلف بعد الآن.[١]

من هم علماء الأشاعرة

علماء الأشاعرة هم قوم تبنوا المذهب الأشعري الذي جاء به أبا الحسن الأشعري، الذي كان من أبرز أهدافه مواجهة المعتزلة الذين ضيّقوا على الناس حياتهم، فقام هذا المنهج على الاعتدال بين العقل والنقل، ويسود النقل إذا كان لابد من تقديم أحدهما على الآخر؛ أي يعمل العقل في خدمة النقل على عكس ما جاء به المعتزلة، ومن أبرز أعلام الأشاعرة:[٢]

  • أبو إسحاق الشيرازي: هو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي، ولد في إيران بفيروز، ثم تنقَّل في البلاد واستقر أخيراً في بغداد سنة 415هـ، كان ذو علم في الفقه الشافعي وفي علم الكلام والمنطق، كما عُرف بقدرته على إثبات الحجج في المناظرات، فكان فقيهاً ومفتياً للأمة في عصره أنذاك، ومرجعاً للطلبة في أمورهم الفقهية على نحو خاص وأمورهم الدينية على نحو عام. من مؤلفاته: التنبيه والمهذَّب في الفقه، التبصرة في أصول الشافعية.
  • القاضي أبو بكر الباقلاني: هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، ولد في البصرة واستقر في بغداد، كان من الأكابر في علم الكلام، حيث انشغل في البداية في تهذيب بحوث الأشاعرة، كما كان له نصيب للتكلم في مقدمات براهين العقل فيما يخص التوحيد في كتابه تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، ثم انتهى به المطاف إلى مذهب الأئمة والسلف. من مؤلفاته: إعجاز القرآن، التقريب والإرشاد.
  • أبو حامد الغزالي: هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، صوفيّ أشعريّ إذ يعد أيضًا من علماء الأشاعرة، ولد في الطابران بخراسان، كان فيلسوفًا وفقيهًا ذو منطق وحجة إذ عُرف بحجة الإسلام، تنقَّل بين نيسابور وبغداد وبلاد الشام طالبًا للعلم، وفي بغداد بعد ما أخذ من العلم مبتغاه وعمل في تدريس طلاب العلم، انعزل مع نفسه منشغلاً في تربيتها وتهذيبها، ثم انتهى به المطاف إلى بلده الأم.
  • الإمام الجويني: هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن حيوة الجويني، ولد في جويني بنيسابور، من أبرز علماء الدين على وجه العموم، إذ ترعرع في بيئة مليئة بالعلم والتقوى، تنقل بين بغداد والمدينة ومكة طلبًا للعلم فتفرّس في الفقه الشافعي، كما انشغل في الدفاع عن العقيدة الأشعرية، أقام في مكة قرابة 4 أعوام يؤم المصلين، ولقب بإمام الحرمين. من مؤلفاته: الشامل في أصول الدين، العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية.[٢]

انتشار المذهب الأشعري

إلى غاية الوقت الحاضر هناك إمتداد لهذا المذهب وتوسع في انتشاره بين مسلمي العالم، ولا ريب في أنّ كل وارد له مؤيد ومناصر، كما في المقابل له معارض ومخاصم، أيضًا كما كان هناك من علماء الأشاعرة من هم صالحون ومصلحون، كان هناك علماء مالوا مع أهواء أنفسهم فأخذوا يحملون الناس لمصالحهم ورغباتهم، لكن بلا شك هذا لا ينسف صحة ما جاء به المذهب الأشعري من منهج قائم على الفهم السليم المعتدل للكتاب والسنة؛ فوسّع على الناس حياتهم وأخرجهم من ضائقة المعتزلة، فكان هذا من الأسباب الكفيلة في انتشاره، أيضًا مكان نشأته كان في بغداد حيث كانت ملتقى العلماء في دار الخلافة من كل حدب؛ فيأخذون من العلم ما طُرح ويعطون ما في جعبتهم، فكان جُلَّ العلوم في بغداد حينها من المنهج الأشعري، فزاد هذا من انتشاره مع زيادة في علماء الأشاعرة، كما إنَّ تبنيه من قبل أمراء ووزراء وقادة منهم نور الدين محمود بن الزنكي وصلاح الدين الأيوبي، زرع في الناس حافز نحوه للنهج على خطاهم إقتداءً بهم، وعُزز المذهب من قِبل جمهور العلماء من فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين، وتبنيه من قِبل علماء آخرين منهم الغزالي والبيهقي والبغدادي، مع الزيادة عليه في المقدمات واعتماد النتائج نفسها، ساهم هذا في الزيادة من نصرته ورفعته، وكانت هذه البداية مجددة للعقيدة السليمة في النفوس البشرية حينها، ثم ظهور علماء الأشاعرة الذين تبنوا هذه العقيدة كان له دور في إمتداد هذه العقيدة إلى اليوم الحاضر، كما وكانت كفيلة في إعادة حضور أهل السنة لمكانتهم بعد نزاع طويل مع المعتزلة وغيرهم من المتطرفين.[٣]

المراجع

  1. "الأشاعرة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الأشاعرة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
  3. "أسباب انتشار المذهب الأشعري"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
11695 مشاهدة
للأعلى للسفل
×