من هم كبار التابعين

كتابة:
من هم كبار التابعين

تعريف التابعي

اختلف أهل العلم في تعريف مُصطلح التابعي، فذهب بعضهم وهو الرأي الراجح إلى أنَّ التابعي هو مسلم لقي أحدًا من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، بينما رأى آخرون أنَّ هذا التعريف واسع جدًا فيصعب تحديد أعداد التابعين إذا تم اعتماده كتعريف للتابعين، فقاموا بتحجيم التعريف قليلًا وأطلقوا لفظ التابعيِّ على كلَّ مسلم روى عن أحد صحابة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فمجرد اللقيا عند هؤلاء لا يكفي ليكون المسلم صحابيًا بل يشترط أن يروي عنهم شيئًا من حديث رسول الله، وهذا المقال سيتحدث عن كبار التابعين في الإسلام.

من هم كبار التابعين

التابعي هو المسلم الذي لقي أحد صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومات وهو مسلم، هذا الرأي الراجح في تعريف التابعين، أمَّا كبار التابعين فقد وردت أسماء كثيرة لتابعين كانوا من أهل العلم والفقه، وقد اختلف أهل العلم في تحديد أفضل التابعين، وانقسموا في اختياراتهم، حيث يقول أهل المدينة أفضل التابعين سعيد بن المسيَّب، ويقول أهل البصرة إنَّ افضل التابعين هو الحسن البصري، بينما يذهب أهل الكوفة إلى أنَّ أفضل التابعين هو أويس القرني، والراجح ما جاء في صحيح الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقالُ له أُوَيْسٌ، وله والِدَةٌ وكانَ به بَياضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ"[١]، أمَّا كبار التابعين فالتابعون كُثُر ومن خيار وكبار التابعين المخضرمون وهم تابعون أسلموا في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولم يلتقوا به أبدًا، ومن أشهرهم: أويس القرني، عمرو بن ميمون، أبو عثمان النهدي، أبو مسلم الخولاني وغيرهم، وممن كبار التابعين علمًا وفقهًا: سعيد بن المسيَّب، القاسم بن محمد، عروة بن الزبير، خارجة بن زيد، سليمان بن يسار، عُبيدالله بن عبدالله بن عتبة، والله تعالى أعلم.[٢]

نبذة عن أويس القرني

في الحيث عن كبار التابعين لا بدَّ من أخذ نبذة عن التابعي الجليل أويس القرني، هو أويس بن عامر بن جزء من قبيلة مراد من اليمن، ولد أويس في اليمن وعاش بين أهله في مراد، وسافر إلى الكوفة في طلب العلم، روى عن كبار الصحابة الكرام، كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وتتلمذ على يد فقهاء الصحابة، فكان إمامًا زاهدًا تقيًا ورعًا، أدرك أويس القرني زمن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولكنه لم يره فكان تابعيًا من خيرة التابعين، وقد ذكره رسول الله في صحيح السنة وأثنى عليه وشهد له بالخير والصلاح، وكان أويس من كبار التابعين وأعلمهم وأزهدهم، حتَّى قال العلماء عن التابعين: "الأعلم: سعيد بن المسيب، والأزهد والعابد: أويس"، وقد ناصر أويس القرني علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في معركة صفين وقُتل فيها سنة 37 للهجرة.[٣]

نبذة عن سعيد بن المسيب

ومن كبار التابعين أيضًا التابعي الجليل سعيد بن المسيَّب، وهو أبو محمد سعيد بن المسيـِّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو المخزومي القرشي، واحد من خيرة التابعين وكبارهم، وأحد فقهاء المدينة المنورة، وهو من العلماء الذين أفتوا الناس في المدينة بعد الصحابة -رضي الله عنهم- والده وجده من الصحابة الذين أسلموا في فتح مكة، والتقى بخيرة الصحابة في المدينة، فلقي عمر بن الخطاب وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبا هريرة -رضي الله عنهم وتزوج ابنة أبي هريرة وروى عنه، جمع سعيد علمًا كبيرًا، فكان فقيهًا من علماء الحديث، سبق أهل عصره في العلم والفقه، وهو أحد الرواة الذين رووا عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يسأل سعيد بن المسيَّن عن قضايا أبيه، وكان الحسن البصري يبعث إلى سعيد من البصرة إلى المدينة إذا أشكل عليه أي شيء، عاش ما يزيد عن ثمانين عامًا في التقى والورع والعلم وتوفي سنة 94 للهجرة.[٤]

نبذة عن الحسن البصري

هو الحسن بن يسار أبو سعيد، ولد الحسن البصري في أواخر خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأبوه مولى زيد بن حارثة الأنصاري، وأمه مولاة أم سلمة -رضي الله عنه-، دعا له الصحابة الكرام بالعلم والدين، فحفظ القرآن الكريم قبل أن يبلغ الرابعة عشر من عمره، وقد نشأ الحسن البصري في الحجاز في وادي القرن، وعاش بدايات حياته في زمن خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فلقيه وسمع خطبه وشهد حادثة مقتله، ثمَّ انتقل إلى البصرة سنة 37 للهجرة لأخذ العلم والفقه، فتعلَّم على يد الصحابة الذين عاشوا في البصرة مدة ست سنوات، ثمَّ عمل كاتبًا لأمير خراسان مدة عشر سنوات قبل أن يرجع إلى البصرة ويصبح أكبر علمائها على الاطلاق، وكان الحسن البصري فقيهًا مأمونًا بين الناس، فصيحًا بليغًا ضليعًا في اللغة، قال عنه الغزالي: "وكان الحسن البصري أشبه الناس كلامًا بكلام الأنبياء، وأقربهم هديًا من الصحابة"، وكان في هيأته دائم الحزن، فلم يرَه الناس إلَّا حزينًا، وعندما سُئل عن السبب، قال: "يحقُّ لمن يعلم أنَّ الموت مورده، وأنَّ الساعة موعده، وأنَّ القيام بين يدي الله تعالى مشهدُهُ، وأن يطولُ حزنُهُ"، وقد توفي الحسن البصري -رحمه الله- سنة 110 للهجرة وقد طال به العمر حتَّى بلغ ثمانية وثمانين عامًا.[٥]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2542، صحيح.
  2. "معرفة الصحابة والتابعين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-05-2019. بتصرّف.
  3. "أويس القرني المرادي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-05-2019. بتصرّف.
  4. "سعيد بن المسيب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-05-2019. بتصرّف.
  5. "حسن البصري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-05-2019. بتصرّف.
6234 مشاهدة
للأعلى للسفل
×