من هو الإمام مالك

كتابة:
من هو الإمام مالك

الأئمة الأربعة

تكفّل الله سبحانه بحفظ دينه وكتابه العزيز الذي أنزله على النبي محمد؛ حيث قال تعالى في سورة الحجر: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،[١] وقد حمل الصحابة الكرام لواء الإسلام وعملوا على نشر الدعوة الإسلامية وتحملّوا أمانة الدين من بعد وفاة الرسول خير تحمُّل، كما سار التابعون على النهج القويم، ولكن بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية كثرُت البدع، فتصدّى علماء الإسلام لها وبيّنوا الأحكام الصحيحة وفق الكتاب والسنة، ومن هؤلاء العلماء الأئمة الأربعة الذين تمّ اعتماد فقههم وعلمهم بين المسلمين، وهؤلاء الأئمة هم أبو حنيفة النعمان ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله، وسيّبيّن هذا المقال من هو الإمام مالك.[٢]

من هو الإمام مالك

في بداية الإجابة عن سؤال من هو الإمام مالك لا بدّ من معرفة اسمه ونسبه وهو: أبو عبد الله، مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، وأمُّه عالية بنت شريك الأزدية، وهو شيخ الإسلام وإمام دار الهجرة، وهو أحد الأئمة الأربعة ومؤسس المذهب المالكي وإليه تُنسب المالكية، ولد الإمام مالك في المدينة سنة 93هـ على الأرجح، ونشأ في طلب العلم وهو معدود من سادات تابعي التابعين ومن أهل الفضل والصلاح، وقد كان -رحمه الله- إمام أهل الحجاز في عصره وحجّة الفقه في المدينة في زمانه.[٢]

أثنى علماء الإسلام على الإمام مالك ووصفوه بما هو أهلٌ له، فقال عنه أبو حنيفة: "والله ما رأيتُ أسرع منه بجواب صادقٍ وزُهْدٍ تامٍّ"، كما أطراه الإمام الشافعي بأقوالٍ كثيرة وأوصافٍ جليلة، ومنها قوله: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ولم يبلغ أحد في العلم مبلغ مالك لحفظه وإتقانه وصيانته"،[٣] ومناقب الإمام مالك وأخباره كثيرة وقد مات -رحمه الله- في المدينة وله من العمر خمسٌ وثمانون سنةً بعدما ظلّ يُفتي قرابة السبعين عامًا، وقد ذاع مذهبه وانتشر في الكثير من الأمصار ورحل إليه طلاب العلم والفقه من كل مكان لينهلوا من علمه ويتفقّهوا على يديه.[٢]

كتاب الموطأ

ترك الإمام مالك مجموعة من الكتب والمؤلفات منها كتاب تفسير غريب القرآن وكتابٌ في المسائل ورسالةٌ في الوعظ ورسالةٌ في الرد على القدَرية وكتابٌ في النجوم؛ ومن أهمّ كتبه كتاب الموطّأ الذي ظلّ الإمام مالك يحرّره أربعين عامًا وضمنّه عشرة آلاف حديث،[٢] فهو معدود ضمن دواوين الإسلام العظيمة والكتب المهمّة التي اشتملت على الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة على الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بالإضافة إلى اشتمال الموطأ على اجتهادات الإمام مالك وفتاويه، وقد هذّب الإمام مالك كتاب الموطّا وسهلّه للناس وهذا هو سبب تسميته بالموطّأ، أمّا عن داعي تأليفه فقد ذكر ابن عبد البر -رحمه الله- في كتابه الاستذكار أنّ أبا جعفر المنصور قال للإمام مالك: "يا مالك! اصنع للناس كتابًا أحْمِلُهم عليه، فما أحدٌ اليوم أعلم منك" فاستجاب الإمام مالك لطلبه، ولكنّه رفض أن يُلزِم الناس جميعًا به.[٤]

المراجع

  1. سورة الحجر، آية: 9.
  2. ^ أ ب ت ث "الأئمة الأربعة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-01-2020. بتصرّف.
  3. " حياة الإمام مالك بن أنس رحمه الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-01-2020. بتصرّف.
  4. "تعريف بموطأ الإمام مالك"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف.
6361 مشاهدة
للأعلى للسفل
×