الإسلام
أرسلَ الله تعالى نبيَّه محمد -صلَّى الله عليه وسلم- بالدعوة الإسلامية رحمةً وهدايةً للناس أجمعين، قال تعالى: {وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعالمين} [١]، فالإسلام هو دين الله تعالى وعلى البشر جميعًا أن يخضعوا لله تعالى ولدينه الحق، ومن المعلوم أنَّه لا يجبُ إجبار الناس على الدخول في الإسلام لأنَّ الله تعالى قال في محكم التنزيل: {لا إكراهَ في الدِّين قد تبيَّن الرشدُ من الغيِّ} [٢]، فمن أرادَ أن يبقى على دينه بقيَ عليه وخضع للنظام الإسلامي القائم على العدل، وأمَّا من دخل في دينِ الله تعالى ثمَّ تركه فقد ارتكب جريمةً لا تغتفر، وفي هذا المقال سيتمُّ التعرُّف على المرتد وعقوبته في الإسلام. [٣]
من هو المرتد
يُمكن أن يُعرَّف المرتد في الإسلام على أنَّه الشخص الذي يكفرُ من بعد دخوله في دين الإسلام، وسمِّي المرتد بذلك لأنَّ معنى الردة هي الرجوع عن شيء ما، فمن دخل في الإسلام صار من المحظور عليه أن يرجع إلى الكفر، لأنَّ ذلك يعدُّ عبثًا في دين الله وأحكامه ومحاولة لنشر الفساد وتخريب المجتمع الإسلامي، ويمكن أن تكون الردَّة بعدَّة أشكال وعدَّة تصرفات تصدر من الشخص المرتد ولا تنحصر فقط بالكفر اللفظي كما يعتقد بعض الناس، وسيتمُّ إدراج الأمور التي تتحقق الردة بالقيام بها فيما يأتي: [٤]
- الردة بالاعتقاد: كأن يُشركَ المرتد بالله تعالى، ويقوم بجحد صفةٍ ثابتة في الدين من صفاته تعالى، أو الاعتقاد بوجود ولدٍ له -جلَّ وعلا- أو شريك، فمن اعتقد في مثل تلك المعتقدات فهو مرتدٌّ كافر.
- الردة بالأقوال: وهي التعرُّض للذات الإلهية بالسب والشتم، أو سبِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيرها من الشعائر العظيمة التي لا يجوز سبها أو المساس بقدسيتها.
- الردة بالأفعال: كأن يقوم بالسجود لغير الله تعالى، أو تحقير المصحف مثلًا وتمزيقه، وغيرها من الأفعال التي تخرجُ المسلم إلى دائرة الكفر.
- الردة بالترك: كأن يترك المرتد جميع ما افترضه الله عليه من شعائر وفرائض.
عقوبة المرتد في الإسلام
كما سبقَ فإنَّ المرتد هو كلُّ من يكفرُ بعدَ دخوله في الدين الإسلامي، ويمكن أن يكون للردة صور عديدة، فمن أتى أيَّ صورةٍ من الصور التي تخرجُ المرءَ عن دينه فهو مرتدٌّ كافر، ارتكبَ جريمةً كبيرةً لا تغتفر في الشريعة الإسلامية، ويجبُ على المرتدَِّ بعد خروجه من الإسلام بأي لفظٍ تلفَّظ به أو عمل قام به يجبُ عليه أن يعلنَ التوبةَ الصادقة إلى الله تعالى، وأن يرجعَ إلى دينه ليتوبَ الله تعالى عليه، وإلا فإنَّ عقوبة المرتد في الإسلام خطيرة جدًّا في الدنيا وفي الآخرة له عذاب جهنم وبئسَ المصير، فقد وردت في كثير من الأحاديث أن عقوبة المرتد في الإسلام هي القتل إذا لم يتُب عن كفره، فقد ورد في الحديث الصحيح في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "من بدَّل دينَه فاقتلوه" [٥].
وفي كتاب الله تعالى ورد في سورة التوبة دليلٌ على وجوب قتل المرتد إذا لم يتب ويرجع إلى الإسلام، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [٦]، فهذه الآية تدلُّ على أنَّ كلَّ من لم يتب ويرجع إلى الإسلام لا يجبُ أن يخلى سبيله وعقوبته القتل، وأمَّا من تاب وآمن وعمل صالحًا فإنَّ الله يغفرُ له ويعفو عنه برحمته تعالى، قال تعالى: {قل للذينَ كفروا إنْ ينتهوا يُغفَر لهُم ما قد سَلَف} [٧]، والله تعالى أعلم. [٨]
المراجع
- ↑ {الأنبياء: الآية 107}
- ↑ {البقرة: الآية 256}
- ↑ الأدلة الواقعية والنقلية على وجوب قتل المرتد, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-12-2018، بتصرف
- ↑ لماذا يقتل المرتد عن الإسلام, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-12-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6922، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {التوبة: الآية 5}
- ↑ {الأنفال: الآية 38}
- ↑ الدليل على قتل المرتد عن الإسلام, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-12-2018، بتصرف