من هو حبر الأمة

كتابة:
من هو حبر الأمة

فقهاء الصحابة

الصحابي الجليل هو من صَحِبَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآمن به ومات وهو مؤمن به، وللصحابة الكرام فضل عظيم في نشر الدين الإسلامي، فقد أخذوا الدين عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- مباشرة، لذلك كان منهم خير الفقهاء والعلماء، أعلم الناس بالإسلام على الاطلاق، ومن أشهر فقهاء الصحابة العبادلة وهم: عبد الله بن عباس، عبد الله بن عمر بن الخطاب، عبد الله بن الزبير بن العوام، عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن فقهاء الصحابة أيضًا: أبي بن كعب، معاذ بن جبل، زيد بن ثابت، أبو الدرداء -رضي الله عنهم أجمعين- وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: من هو حبر الأمة من فقهاء الصحابة الكرام؟

من هو حبر الأمة

في الإجابة عن السؤال القائل: من هو حبر الأمة؟ حبر الأمة لقب من ألقاب الصحابة الكرام، أطلق على الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- لكثرة علمه وفقهه في الدين، وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي، أبو العباس، حبر الأمة وترجمان القرآن، وهو من بني هاشم فوالده العباس عمُّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد ولد حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في بني هام قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات أي حوالي عام 619 ميلادية، وقد دعا له رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بقوله: "اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْه التَّأويلَ"،[١]فأصبح عبد الله بن عباس رضي الله عنه- فيما بعد عالمًا وفقيهًا من فقهاء المسلمين ببركة دعاء رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- له.[٢]

عاش عبد الله بن عباس بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عمرًا طويلًا، فبلغ الخلافة الأموية، وفي الخلافة الراشدية كان مقربًا من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ثمَّ ولَّاه الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إمامة الحج عام 35 للهجرة، وولَّاه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على البصرة في العراق أيضًا، وبعد واحد وسبعين عامًا في خدمة الإسلام، توفِّي حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في مدينة الطائف، والله تعالى أعلم.[٣]

أخلاق عبد الله بن عباس

بعد الإجابة عن السؤال القائل: من هو حبر الأمة؟ إنَّ الجدير بالذكر إنَّ حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- لم يكن صاحب علم وفقه فقط، بل كان من أعظم الناس خُلُقًا، جوادًا سخيًا إمامًا فقيهًا عالمًا، يبذل من ماله الغالي والرخيص في سبيل الله، حتَّى قال عنه من حوله: "ما رأينا بيتا أكثر طعامًا، ولا شرابًا، ولا فاكهةً، ولا علمًا من بيت ابن عباس"، وقد كان حبر الأمة عبد الله بن عباس طاهرًا نقيًّا تقيًّا ورِعًا، يقوم الليل ويصوم النهار، رقيق القلب سخيَّ الدمع، كثير البكاء كلَّما قرأ القرآن أو سمعه، وكان شديد حبِّ الخير للناس، وكان يقول: "إنِّي لآتي على الآية من كتاب الله فأودُّ لو أنَّ النَّاس جميعًا علموا مثل الَّذي أعلم، وإنِّي لأسمع بالحاكم من حكَّام المسلمين يقضي بالعدل، ويحكم بالقسط، فأفرح به وأدعو له، ومالي عنده قضيّة، وإنِّي لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضًا فأفرح به، ومالي بتلك الأرض سائمة"، والله أعلم.[٣]

موقف عبد الله بن عباس في الفتنة الكبرى

عندما بدأ الانقسام بين المسلمين بين مؤيدي علي بن أبي طالب ومؤيدي معاوية بن أبي سفيان، وبعد مقتل علي بن أبي طالب وانتقال الخلافة إلى الأمويين، عاد عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- الذي كان واليًا على البصرة إلى مكة المكرمة، واتخذ موقفًا محايدًا مبتعدًا عن كلِّ ما يمسُّ الفتنة، فاعتزل السياسة ولم يظهر أي موقف سياسي تجاه أي طرف من الأطراف المتنازعة، فلم يتحدَّث عن ثورة الحسين بن علي على يزيد بن معاوية ولم يعطي رأيه وموقفه في حرب عبد الله بن الزبير ضد الأمويين، ولمَّا سيطر عبد الله بن الزبير على الحجاز غضب من عبد الله بن عباس لموقفه المحايد ونفاه إلى الطائف وفي الطائف مات عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- سنة 68 للهجرة.[٢]

وبعد انتهاء الحرب بانتصار الأمويين على ابن الزبير أكرم الأمويين نسل عبد الله بن عباس لموقفه المحايد في الحرب، وأغدقوا عليه وعلى أولاده الأعطيات الكثيرة، وكان من أبرز أبناء عبد الله بن عباس هو علي السجاد، الذي منحه الأمويون مدينة كاملة كثيرة البساتين والمزارع، ومع استلام الوليد بن عبد الملك الخلافة الأموية، بدأت علاقة علي السجاد بالأمويين تضرب قليلًا بسب زواج علي السجاد من طليقة الوليد، فقسى الوليد على علي وأمره بتطليقها وفرض عليه الإقامة الجبرية في مدينة الحميمة حتَّى مات فيها، وبعد موت علي السجاد ورث ابنه محمد بن علي مال أبيه، ولكنَّ محمد كان في نفسه شيء تجاه الأمويين بسبب سوء معاملتهم لوالده علي السجاد، فانضم سرًّا إلى الأحزاب المناهضة للحكم الأموي في تلك الفترة وعمل معهم على إسقاط الأمويين، والله تعالى أعلم.[٢]

أقوال عبد الله بن عباس

في ختام ما جاء عن عبد الله بن عباس حبر الأمة -رضي الله عنه- لا بدَّ من المرور على أبرز أقوال هذا العالم الفقيه الصحابي الجليل، الذي قدَّم للناس أحكامًا وقواعد قيِّمة استخلصها من تجربة حياتية طويلة تخللتها أحداث كثيرة، أبرزها صحبة خير البشر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فمن أقوال عبد الله بن عباس:[٤]

  • قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "إذا أتيتَ سُلطانًا مهيبًا تخافُ أن يسطوَ بك فقُلِ اللهُ أكبرُ اللهُ أعزُّ من خلقِه جميعًا اللهُ أعزُّ ممَّا أخافُ وأحذرُ أعوذُ باللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الممسكُ السَّماواتِ أن يقعن على الأرضِ إلَّا بإذنِه من شرِّ عبدِك فلانٍ وجنودِه وأتباعِه وأشياعِه من الجنِّ والإنسِ اللَّهمَّ كُنْ لي جارًا من شرِّهم جلَّ ثناؤُك وعزَّ جارُك وتبارك اسمُك ولا إلهَ غيرُك ثلاثَ مرَّاتٍ"[٥].
  • ويقول عبد الله بن عباس أيضًا: "خذِ الحكمة ممَّن سمعتَ؛ فإنَّ الرَّجل يتكلَّمُ بالحكمة وليس بحكيم فتكون كالرَّمِيَّة خرجت من غير رام".

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7055، أخرجه في صحيحه.
  2. ^ أ ب ت "عبدالله بن عباس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "عبد الله بن عباس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  4. "عبد الله بن عباس .. حَبر الأمة وترجمان القرآن"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  5. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم: 3/203، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
3948 مشاهدة
للأعلى للسفل
×