من هو سيد قطب

كتابة:
من هو سيد قطب

علم التفسير

علم التّفسير هو علم من علوم القرآن الكريم، يختصّ في بيان أسباب النّزول، وترتيب الآيات؛ من حيث كونها مكيّة أم مدنيّة، وذكر الناسخ والمنسوخ، وتوضيح المتشابه في آياته،[١] وهو من أشرف العلوم لكونه متعلقٌ بأشرف الكتب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،[٢] بدليل ما ورد عن ابن مسعودٍ قال:"كُنا نتعلَّمُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ آياتٍ، فما نعلَمُ العَشْرَ التي بعدَهنَّ؛ حتى نتعلَّمَ ما أُنزِلَ في هذه العَشْرِ منَ العَمَلِ"[٣] وقد كان النَّبي عليه السّلام يفسّر للصّحابة ما يحتاجونة من فهم آياته، وتدبر معانيه، وقد دوّن العلماء تفسير القرآن الكريم وجعلوا له مصنفات كثيرة كتفسير ابن كثير، وتفسير الظّلال لسّيد قطب وسيطرح هذا المقال تعريف بسيد قطب مؤلف تفسير الظلال.[٤]

من هو سيد قطب

ولد سيّد قطب في قريةٍ صغيرةٍ في مصر، والتي امتازت بقربها من نهر النّيل وانتشار البساتين الزراعية فيها، وقد نشأ في أسرةٍ متوسطة الحال ومتديّنة، فوالده هو الحاجّ قطب ابراهيم، كان من عائلةٍ محافظةٍ ومتديّنةٍ كما أنّه كان ملتزمًا بأداء الصّلاة في المسّجد، وكان يصحب ابنه معه باستمرار فحفظ القرآن الكريم منذ صغره، وقد أتمّ حفظه في سنّ العاشرة، وأمّا والدته فكانت من عائلة مرموقة وملتزمة، فكان لوالديه الأثر الأكبر في تنشئته على التعاليم والأخلاق الإسلامية، وقد عُرِف عنه في القرية حب المطالعة والقراءة فالتحق بمدرسة المعلمين الأوليّة ونال جائزة الكفاءة في التعليم الأوليّ ولم يتجاوز عمره الخامسة عشرة سنة، ثمّ دخل كلية دار العلوم ليتخرج منها وهو يحمل شهادة البكالوريس في الآداب، و في سنة 1948م توجّه سيّد قطب إلى أمريكا في بعثة لوزارة المعارف لمدة سنتين؛ للاطّلاع والتّعرف على مناهج التّربية و التّعليم،[٥] ولنقل الخبرة التّعليمية في مصر، ثمّ أقبل على دراسة القرآن الكريم دراسة أدبية ونقدية، وصار يدرس الإسلام دراسة فكرية واعية؛ أعانه على الوصول لطريق الدعاة والعاملين للإسلام؛ ليكرمه الله-تعالى- بنهايةٍ سعيدةٍ كانت الشّهادة هي ثوابه، تاركاً خلفه الكثير من المصنّفات، ومن أهمّها تفسير في ظلال القرآن[٦]

تفسير في ظلال القرآن

هو كتاب من كتب تفسير القرآن الكريم، استشعر فيه سيّد قطب الآيات وعاش في ظلالها، وظهر فيه روحه وفكره الحيّ المنبثق من حبه لكتاب الله الذي ظهر جليًا في كتاباته، ويتكون من ثلاثين جزء، وكان يكتب لكل سورةٍ مقدّمة يشرح فيها عن موضوعاتها، ثمّ يقسّمها إلى مجموعة من الآيات فيقوم باستخراج الجانب الجمالي والتّناسق التّعبيري فيها، ثمّ يقوم بشرح الآيات آيةً آيةً، ويربطها بالحياة الواقعية من جانبٍ إسلاميّ، وقد ركّز سيّد قطب على استنباط المنهج الحركي للدّعوة في تفسيره من خلال التّركيز على المقومات التي استند عليها النّبي الكريم في تأسيس الجماعة المسلمة منذ البعثة، انتهاءً بالمدينة؛ لإيقاظ ادراك المسلم ووعيه، وترك الجاهلية، وتصحيح المفاهيم والتّصورات الفكريّة؛ لإنشاء جيلٍ قادرٍ على المحافظة على هويته المسلمة.[٧]

المراجع

  1. "الحث على التوسع في علم التفسير"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2020. بتصرّف.
  2. الإمام أبي الفرج الجوزي القرشي البغدادي (2002)، زاد المسير في علم التفسير (الطبعة الأولى الجديدة)، بيروت: ابن حزم، صفحة 29. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1451، إسناده حسن، والحديث مسند متصل صحيح.
  4. "اختلافُ السَّلفِ في التَّفْسيرِ بين التَّنظيرِ والتَّطْبيقِ"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2020. بتصرّف.
  5. "توبة المفكر سيد قطب رحمه الله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-16-2020. بتصرّف.
  6. صلاح عبد الفتاح خالدي (1994)، سيد قطب من الميلاد إلى الإستشهاد (الطبعة الثانية)، دمشق: دار القلم، صفحة 17. بتصرّف.
  7. "تحت أي مدرسة من مدارس التفسير يندرج كتاب "في ظلال القرآن"؟"، majles.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.
4707 مشاهدة
للأعلى للسفل
×