من هي الرميصاء

كتابة:
من هي الرميصاء

الصحابيات

لعبت المرأة المسلمة دورًا مهمًا في الدعوة الإسلامية، وقد كان دور الصحابيات الجليلات -رضوان الله عليهنّ- لا يقلّ اهمية عن دور الصحابة الكرام، إذ إن كثيرًا من الصحابيات روين الأحاديث عن رسول الله -عليه السلام-، وشاركن في الغزوات كمطببات للجرحى، وساندن رجال المسلمين، وأبلين بلاءً حسنًا في مختلف المجالات، وقد كانت للصحابيات مواقف مشرقة كثيرة، سواء لهنّ أو لأمهات المؤمنين، ومن بين الصحابيات مهاجرات وأنصاريات مثل:أم سليم -رضي الله عنها- الملقبة بالرميصاء، وفي هذا المقال سيتم ذكر من هي الرميصاء.[١]

من هي الرميصاء

يسمع الكثير من الناس باسم الرميصاء، لكنّهم لا يعرفون من هي الرميصاء، وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية الخزرجية، وتسمى أيضًا الغميصاء، أو الرميصاء، أما اسمها فعليه الكثير من الاختلاف، فقد قيل ان اسمها رميلة أو سهلة أو أنيفة أو رميثة، وهي والدة أنس بن مالك، الذي كان خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والرميصاء هي وأختها خالتا الرسول -عليه السلام- من حهة الرضاعة، وقد كانتا من أفاضل الصحابيات -رضوان الله عليهنّ-، كما أنّ الرميصاء من السباقات للإسلام والإيمان برسول الله.[٢]، وتربط الرميصاء بالرسول -عليه الصلاة والسلام- صلة قرابة، إذ أنها من بني النجار الذين هم أخوال والد الرسول -عليه السلام-، كما أنّها أخت حزام بن ملحان الذي يُعدّ أحد القرّاء السبعة، وأخت أم حرام زوجة عبادة بن الصامت.[٣]

جهاد الرميصاء في سبيل الله

لمن لا يعرف من هي الرميصاء، وما هي مواقفها في سبيل الله، فهي من المجاهدات في سبيل الله، وقد شهدت غزوة أُحد وغزوة حُنين، وعن أنس -رضي الله عنه-، أنّ أم سليم "الرميصاء" قد اتخذت خنجرًا في يوم حُنين، وقد قالت لرسول الله يومها: "إن دنا مني مشركٌ بقرت به بطنه"، [٤] كما كانت أم سليم -رضي الله عنها- "الرميصاء" من النساء المؤمنات المجاهدات، والتي رفعت راية الحق والجهاد، وقد شاركت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهما- في غزوة أحد، وكنتا تسقيان عطشى المسلمين، ولم تكتفِ الرميصاء -رضي الله عنها- في حب الجهاد، وإنما أيضًا كانت محبة للعلم والفقه، ففي الحديث عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: "جاءت أم سليم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقالت: إن اللَّه لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا احتلمت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “إذا رأت الماء”، فغطَّتْ أم سلمة وجهها حياءً، وقالت: أو تحتلم المرأة؟[٥][٣]

مواقف من حياة الرميصاء

للرميصاء الكثير من المواقف المشرفة في التاريخ الإسلامي، ومن مواقفها ما حصل من زواجها من أبي طلحة حين اشترطت عليه أن يُسلم حتى تقبل الزواج منه، وأنها لا تريد من شيئًا آخر غير إسلامه، فأسلم أبو طلحة وتزوج منها، ومن مواقفها أيضًا عندما قدم الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة، قدمت الرميصاء إليه وقالت له: "هذا أنس يخدمك"، وقد كان أنس حسن ذاك ابن عشرة أعوام، وخدم النبي -عليه السلام- وأصابه الكثير من الخير بسبب خدمته لأشرف الخلق والمرسلين -عليه السلام-، وفي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لم يكن النبي -عليه الصلاة والسلام- يدخل بيتًا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: "إني أرحمها، قتل أخوها معي"[٦]، وفي حديثٍ آخر، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة"رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3679، صحيح. [١]

صبر الرميصاء

عُرف عن الرميصاء -رضي الله عنها- أنها من الصابرات اللواتي صبرن على البلاء كي يفزن بمقعدٍ في جنات النعيم، وكي تأخذ منزلة عالية في الآخرة، فقد كان لها ابنٌ وحيد، هو ثمرة حياتها كلّها، وشاء الله -تعالى- أن يمرض هذا الولد ويموت، لكنّها لم تنوّح عليه أبدًا، بل صبرت واحتسبت أمرها لله -تعالى-، ولم تصدم زوجها بخبر موت ابنه، بل ساقت له الخبر بلطف، وعندما عاد إلى البيت استقبلته بحفاوة بالغة، وقدمت له الإفطار وتزينت له، ثم عندما سألها عن ابنه الذي تركه مريضَا أجابت: "هو أسكن من ذي قبل"، ولم تقل له أنّه مات، وكان جوابها ذكيًا جدًا ذو ذكاءٍ وفطنة، فحدثته بقلبٍ حزين لكنّه مؤمن بقضاء الله وقالت له: "يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية، فطلبوا عاريتهم، أيمنعونهم؟! قال: ليس لهم ذلك، إن العارية مؤداة إلى أهلها. فلما انتزعت منه هذا الجواب، قالت: إن اللَّه أعارنا ابننا، ثم أخذه مِنَّا، فاحتسِبْه عند اللَّه، قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، ووجد في نفسه مما فعلت زوجته"، وعند الفجر، ذهب أيو طلحة إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأخبره بكلّ ما كان من زوجته الرمصياء، فقال له النبي -عليه السلام-: ”بارك اللَّه لكما فى ليلتكما”، وقد ولد لأمّ سليم وزوجها من تلك الليلة ابن هو عبد الله بن أبي طلحة، الذي أنجب عشرة من الأبناء، وكلهم حفظوا كتاب الله -تعالى-، ومنهم إسحق بن عبدالله الذي كان فقيهًا تابعًا جليلًا، وبهذه المعلومات لا بدّ وأن يعرف الجميع من هي الرميصاء التي كانت من أعظم النساء في زمن الرسول -عليه الصلاة والسلام-.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "ثمانية مواقف لا ينساها التاريخ للنساء !"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "ثمانية مواقف لا ينساها التاريخ للنساء !"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أم سليم بنت ملحان"، www.al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
  4. "ثمانية مواقف لا ينساها التاريخ للنساء !"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 490، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2844، صحيح.
3181 مشاهدة
للأعلى للسفل
×