من هي براقش

كتابة:
من هي براقش

براقش

تعدّدت القصص والروايّات حول براقش، إلاَّ أنّ أكثرها كانت قد نَسَبت التسمية إلى موقع مدينة (يثل) في اليمن، وهي مدينةٌ عريقةٌ، متجذرة في القِدَم، بل هي جدة المدن اليمنيّة قاطبةً، في حين أنّ هناك رواياتٍ أخرى تقول إنّ براقش هي اسمٌ يعود لكلبةٍ، كانت مصدر شؤمٍ على أصحابها؛ لأنّها كانت السبب في جلب الويل والهلاك لهم.


براقش المدينة

هي إحدى المدن اليمنية التي نزل فيها (أليس غاليوس) القائد الرومانيّ البارز عام خمسٍ وعشرين قبل الميلاد، إبّان حملته على اليمن، وهي تتبع إدارياً لمحافظة الجوف، وتُعدّ أقدم مدينةٍ في اليمن، إذ يعود بناؤها لعام ألفٍ قبل الميلاد، وهي العاصمة الدينية لمملكة معين قبل (قرناو)، وقد عُرفت باسم (يثل) وكانت من كبرى مدن التاريخ، ذات شأنٍ عظيم في القرن الرابع قبل الميلاد.

قام أبناء مملكة سبأ بتجديد بناء سورها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وهي تزخر بالأوابد، والآثار التاريخية، والمعابد، ومن أهمها: حصن براقش، وقد تعرّض هذا الموقع للقصف عام ألفين وخمسة عشر، الأمر الذي أدّى إلى تدميره كلياً، وإلحاق الأضرار الجسيمة بالمعبد وأسواره المتبقيّة.


براقش الكلبة

تقول القصّة أنّ براقش هي كلبة تعود ملكيتها لأحد سكان قريةٍ ريفيةٍ في جبال المغرب العربيّ، ويُعتقد أنّ القرية هي مراكش تحريفاً لبراقش، وقد كانت مدرّبةً على طاعة سيدها في حماية أهل القرية وبيوتهم وممتلكاتهم من الغرباء واللّصوص، بحيث كانت وبإشارةٍ من صاحبها، تُهاجم بسرعة البرق وبكلّ شراسةٍ كلّ غريب عن المنطقة، وتنبح في وجهه إلى أن يولي الأدبار ويعود أدراجه من حيث أتى، كما وبإشارةٍ أخرى منه، كانت تسمح للضيوف المُرحّب بهم بالدخول إلى القرية.


ذات يوم هاجمت مجموعةٌ من المعتدين القرية، وكانت أعدادهم كبيرةً، فأخذت براقش بالنباح منبّهة أهل القرية لذلك فأخذوا احتياطاتهم ولجؤوا إلى مغارةٍ قريبةٍ احتموا في داخلها، فلم يتمكّن الأعداء منهم، وهمّوا بالخروج من القرية، الأمر الذي أفرح سكان القريّة وظنوا أنّهم نجوا، فعاودت براقش تنبح بشدةٍ وبالرغم من فشل محاولات صاحبها لإسكاتها، تمّ لفت انتباه الأعداء إلى مصدر صوت النباح وهكذا تمكنوا من معرفة المخبأ، فسارعوا إلى المغارة وقتلوا كلّ من كان فيها ولم يبقوا على أحدٍ منهم على قيد الحياة حتّى براقش، لذلك ضُرب هذا المثل (على نفسها جنت براقش). ويضرب هذا المثل لكلّ شخص آذى نفسه بغير قصدٍ، ولكلّ إنسانٍ ثرثارٍ ردود فعله المتسرعة تعود عليه بالسوء له ولمن حوله، وللذّي لا يفكّر بالعواقب التي سيجنيها من تصرّفاته.

3200 مشاهدة
للأعلى للسفل
×