محتويات
ما هي أن المصدرية؟
أَنْ المصدرية بفتح الهمزة وسكون النون؛ هي حرف مصدري ونصب واستقبال، سُميت مصدرية؛ لأنها تؤول مع الفعل الذي يليها بالمصدر؛ كقول الله عز وجل: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ}[١]حيث تُؤول بالمصدر "صيامكم"، وسبب تسميتها بحرف نصب؛ لأنها تدخل على الفعل المضارع فتنصبه، أمّا سبب قولنا: حرف استقبال؛ لأنها تجعل الفعل المضارع دالًا على زمن الاستقبال لا زمن الحاضر.
اختصت أن الناصبة للفعل المضارع من بين الحروف الناصبة بأنها تنصب ظاهرةً كقولنا: يسرني أن تذاكرَ الدرس، وقد تنصب الفعل وهي مضمرة، وإضمارها إما أن يكون وجوبًا وإما جوازًا، وفيما يأتي التوضيح:
مواضع إضمار أن المصدرية وجوبًا
ينصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبًا في المواضع الآتية:[٢]
- إذا وقع الفعل بعد "حتى"؛ كقولنا: سرتُ حتى أدخلَ المدينة، فإن جاء الفعل بعد "حتى" دالًا على الحال، أو إن كان ما بعدها سببًا لما قبلها، أو أن يكون الكلام السابق قد تم معناه دون ما بعدها فإن الفعل المضارع يكون مرفوعًا.
- إذا وقع الفعل بعد "لام الجحود"؛ كقولنا: ما كان المديرُ ليهينَ المعلمَ.
- إذا وقع الفعل بعد "أو" بشرط أن تأتي بمعنى "حتى" أو "إلا"؛ كقولنا: لأضربنك أو تعطيني حقي أي: حتى تعطيني حقي.
- إذا وقع الفعل بعد فاء السببية المسبوقة بنفي محض أو طلب محض؛ كقول الله: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}.[٣]
- إذا وقع الفعل بعد واو المعية المسبوقة بنفي محض أو طلب محض؛ كقولنا: لم يأمر المعلم بالخير وينسى نفسه.
مواضع إضمار أن المصدرية جوازًا
ينصب الفعل المضارع بأن المضمرة جوازًا في المواضع الآتية:[٢]
- بعد أو العاطفة بشرط أن يكون الفعل معطوفًا على اسم جامد غير مشتق؛ كقول الله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ}[٤]، فالفعل "يرسل" معطوف على الاسم "وحيًا" لذلك نُصب بأن المضمرة جوازًا.
- بعد واو العطف بشرط أن يكون معطوفًا على اسم جامد؛ كقولنا: يأبى المقاتل الفرار ويموتَ.
- بعد فاء العطف بشرط أن يكون معطوفًا على اسم جامد؛ كقولنا: تعبك فتنالَ المجد، خيرٌ من راحتك فتحرَم القصد.
- بعد ثم العاطفة بشرط أن يكون معطوفًا على اسم جامد: كقولنا: يرضى الجبان بالهوان ثم يسلمَ.
- إذا وقع الفعل بعد لام التعليل؛ كقول الله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}،[٥] بشرط ألا تُسبق بـ "ما كان" أو "لم يكن"؛ لأنها تكون لامًا للجحود، كذلك بشرط ألا يقترن الفعل بلا النافية؛ فإن اقترن وجب إظهارها.
شروط إعمال أن المصدرية
يشترط في أن المصدرية الناصبة للفعل المضارع الشروط الآتية:[٦]
- ألا يسبقها فعل يدل على اليقين والعِلم والجزم مثل: "عَلِم، أيقن، تحقق، وغيرها"، فإن جاءت مسبوقة بمثل هذه الأفعال جاء الفعل بعدها مرفوعًا نحو قول الله عز وجل: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}.[٧]
- إن جاءت مسبوقة بأفعال تفيد الشك أو الظن، فإنه يجوز نصب الفعل الذي بعدها أو رفعه؛ كقولنا: ظننتُ أن تأكلَ، وظننتُ أن تأكلُ.
- ألا تأتي زائدة، بمعنى قد تقع أن المصدرية في حشو الكلام، وعند حذفها لا يختل المعنى في الجملة، فإن وقعت زائدة فإنها لا تنصب الفعل الذي بعدها؛ كقولنا: أقسم زيد بالله أن لو يدرسُ ابنه ليكرمه.
- ألا تأتي مفسرة، بمعنى قد تأتي أن بمعنى التفسير والتبيين، فإن جاءت بهذا المعنى فإن الفعل الذي يليها لا يُنصب، وغالبًا ما يكون الفعل فعل أمر.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:184
- ^ أ ب عبد الغني الدقر، معجم القواعد العربية، صفحة 95. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية:36
- ↑ سورة الشورى، آية:51
- ↑ سورة النحل، آية:44
- ↑ كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 82.
- ↑ سورة المزمل، آية:20