مواقع التواصل الاجتماعي والإقلاع عن التدخين

كتابة:
مواقع التواصل الاجتماعي والإقلاع عن التدخين

استخدام الفيسبوك وتويتر قد يساعد الناس على الإقلاع عن التدخين! هذا ما أظهرته نتائج الدراسة الحديثة الاتية:

ذكرت تقارير صحيفة ميل اونلاين أن، استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لطرح عادة [التدخين] يعني أن "احتمال نجاحك في ذلك قد يزيد إلى الضعف". حيث اكتشفت دراسة لحملة وسائل الإعلام الاجتماعية الكندية مثل خطوط المساعدة الهاتفية التي تهدف إلى مساعدة الشباب في الإقلاع عن التدخين أن الحملة قد حققت معدلات نجاح بلغت الضعف.

وتقوم حملة (الإقلاع عن التدخين) على مقارنة التوقف عن التدخين للتخلص من العلاقة السامة بالانفصال عن الصديق الرهيب أو الصديقة الرهيبة، والسماح للمشاركين بمشاركة تقدمهم في الإقلاع عن التدخين على الفيس بوك.

وقد قارن الباحثون فعالية حملة الإقلاع عن التدخين مع خطوط المساعدة الهاتفية لمكافحة التدخين. حيث أجرى الباحثون تجربة على 238 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 19-29 الذين استخدموا إحدى الطريقتين للتوقف عن التدخين. بعد ثلاثة أشهر، كان 32٪ من المشاركين في حملة الإقلاع عن التدخين و 14٪ من مستخدمي خط مساعدة المدخنين قد أقلع عن هذه العادة لمدة 30 يوما.

ولكن لم إجراء التحليل إلا على الأشخاص الذين أكملوا الدراسة فقط وليس على جميع المشاركين في الدراسة. هذا بالإضافة إلى وجود العديد من التحيزات الأخرى التي تقلل من موثوقية  النتائج.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الحجج التي قدمها الباحثون مقنعة. حيث لا يستطيع الكثير من الشباب الوصول إلى خط أرضي، لذلك قد يكون من غير المرجح استخدام خطوط المساعدة الهاتفية، ولكن معظم الشباب في الدول المتقدمة لديهم هواتف ذكية.

ويعني هذا أن حملات مكافحة التدخين التي تستهدف الشباب قد تكون أكثر فعالية لو أنه تم تقديمها من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية بدلا من أشكال وسائل الإعلام التقليدية، مثل المطبوعات والتلفزيون.

اقرأ حول: اثار الاقلاع عن التدخين

من أين نشأت القصة؟

وقد أجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة واترلو، وجامعة تورنتو، وجمعية السرطان الكندية، وبتمويل من منح بحثية من معهد أبحاث جمعية السرطان الكندية.

وقد نشرت في المجلة الطبية لمراجعة الأقران، فيما يتعلق بالنيكوتين وأبحاث التدخين / التبغ.

ذكرت صحيفة ميل على الانترنت هذه القصة بدقة، مجملة المشكلة العالمية للتدخين بالإضافة إلى القوة الكامنة لوسائل الإعلام الاجتماعية في الوصول إلى هذا الجمهور المستهدف. ولكن القصة لم توضح أن النتائج كانت متحيزة أو أنها لم تشير إلى أي قيد من القيود المفروضة على الدراسة.

ما هو نوع هذا البحث؟

تهدف هذه الدراسة شبه التجريبية إلى دراسة تأثير حملة وسائل الإعلام الاجتماعية (الإقلاع عن التدخين) لمساعدة الشباب على التوقف عن التدخين، مقارنة بخط مساعدة ‘المدخنين’ الكندي.

وعلى الرغم من أن تصميم هذه الدراسة مناسبا، إلا أن تجربة التحديد العشوائي قد تكون أفضل إذا تم من خلالها تقسيم المشاركين إلى مجموعات بشكل عشوائي، مما يقلل من فرصة حدوث أي تحيز ممكن.

ومما تجدر الإشارة إليه أن أي بحث على شبكة الإنترنت يكون عرضة لعوامل خارجية مربكة، وفي هذه الحالة تعرض للباحثين مشكلتي قلة عدد المشاركين في الدراسة وانخفاض معدل المتابعة المرتفع.

ماذا الذي تتضمنه الأبحاث؟

تشتمل هذه الدراسة على مدخنين شباب تتراوح أعمارهم بين 19-29 عاما من عدد من المقاطعات الكندية. وقد اشترك المشاركون في جزء واحد من أصل اثنين من المدخلات التي تهدف إلى الإقلاع عن التدخين وهما: حملة الإقلاع عن التدخين وخط مساعدة المدخنين الكندي.

وقد تمت إدارة حملة الإقلاع عن التدخين من قبل جمعية السرطان الكندية، وتهدف الحملة إلى تقديم الدعم إلى الشباب وتشجيعهم على "الإقلاع" عن إدمان التدخين بينهم. وقد تم جمع المشاركين والسماح لهم باستخدام موقع الحملة في الفترة التي بين فبراير وسبتمبر 2012.

وقد أرشد الموقع المستخدمين من خلال مراحل التحدي المتمثلة في إنهاء علاقة التدخين غير الصحية وتقديم معلومات عن أساليب الإقلاع عن التدخين. ويتيح الموقع للزوار تحميل فيديوهات عن تجربة "الإقلاع عن التدخين"، بالإضافة الإعلان عن "إقلاعهم عن التدخين" لأصدقاء عبر الفيسبوك. وبعد ثلاثة أشهر من التسجيل، تم إرسال رابط / لينك إلى المشاركين عبر البريد الالكتروني لمتابعة الدراسة عبر الإنترنت.

وقد تلقى المشاركون في حملة الإقلاع عن التدخين كود شراء آي تيونز قيمته 10 دولار كحافز للتسجيل وكود شراء آي تيونز آخر قيمته 15 دولار عند الانتهاء من دراسة المتابعة.

ثم قارن الباحثون الحملة باستخدام خط مساعدة المدخنين الكندي قبل سبتمبر 2011. وهذا الخط هو خط خدمة الإقلاع عن التدخين استنادا إلى الهاتف. وهو عبارة عن مداخلة مسجلة، تزود المدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين بالمعلومات ومواد المساعدة الذاتية، والإحالة إلى موارد أخرى، وتقديم المشورة تحفيزية مصممة خصيصا، ومشورة المتابعة الاستباقية.

وقد تم تعزيز خط المساعدة عن طريق وسائل الإعلام وعن طريق الإحالة من المنظمات الصحية والمهنيين. وقد تم إجراء استطلاعات المتابعة من خلال الاتصالات الهاتفية في فترة ما بين أكتوبر 2010 وسبتمبر 2011.

وخلال المتابعة، يسأل المشاركون عما يلي:

  • حالة التدخين
  • استهلاك السجائر
  • كثرة التدخين (عدد السجائر المدخنة يوميا ووقت السيجارة الأولى في الصباح
  • نية الإقلاع عن التدخين
  • استخدام أي مساعدات للإقلاع عن التدخين
  • ما إذا كان المدخن قد اتخذ ولو إجراءا واحدا على الأقل للإقلاع عن التدخين

وقد تم قياس معدلات الامتناع عن التدخين لسبعة و 30 يوما في غضون ثلاثة أشهر من المتابعة لكلتا المجموعتين. وقد قدم المشاركون في خط المساعدة تاريخ آخر السيجارة قاموا بتدخينها لتحديد مدة الامتناع عن التدخين في غضون الثلاثة أشهر بناء على سبعة أشهر للمتابعة.

وقد قامت معدلات إقلاع المشاركون عن التدخين على المشاركين الذين أكملوا دراسة المتابعة. وفيما يتعلق بكلا فريقي العلاج، فقد تم اعتبار المشاركين الذين أكملوا دراسة المتابعة ولم يقدموا إجابات على أسئلة الانتشار من المدخنين.

وقد تم تحليل المشاركين على أساس مبدأ نية العلاج. وهذا يعني أنه تم تحليل المشاركين في المجموعات التي تم تخصيصها لهم، بغض النظر عما إذا كانوا قد تلقوا هذه المداخلة أو التزموا بها.

المزيد في قسم الاقلاع عن التدخين!

ماذا كانت النتائج الأساسية؟

ومما تجدر الإشارة إليه أنه قد أكمل الدراسة من المشاركين فيها إجمالي 238 مشارك وتم إدراجهم في التحليل. وجدير بالذكر أن معدلات المتابعة كانت منخفضة - 34٪ لمجموعة الإقلاع عن التدخين و 52٪ لخط المساعدة.

وقد تم اكتشاف فروق بين المجموعتين في بداية الدراسة والتي تتمثل في التالي: كان مستخدمي خط المساعدة على الأرجح من الإناث، والبيض، ومن تلقوا التعليم في المدرسة الثانوية أو أقل من ذلك.

عزم أكثر المشاركين في مجموعة خط المساعدة على الإقلاع عن التدخين في غضون الـ 30 يوما المقبلة (81٪ مقابل 70٪)، وكان على الأرجح أنهم مدخنين يوميا (82٪ مقابل 59٪). وقد حقق مستخدمو الإقلاع عن التدخين معدلات إقلاع أعلى بكثير لمدة سبعة أيام و 30 يوما مقارنة بمستخدمي خط المساعدة.

وقد كانت معدلات الإقلاع عن التدخين في السبعة أيام (74٪) أكثر من ضعف عن معدلات خط المساعدة (15٪) بعد ضبط العوامل الخارجية المربكة مثل التعليم، والعرق، ويوميا أو الاستخدام العرضي للسجائر. وقد كانت معدلات الإقلاع في غضون مدة الـ 30 يوما 32٪ لمشاركي الإقلاع عن التدخين و 14٪ لخط المساعدة.

وعلى الأرجح فإن المشاركون في الإقلاع عن لجعل محاولة الإقلاع عن التدخين تتم في غضون فترة المداخلة لمدة ثلاثة أشهر (91٪) مقارنة بمشاركي خط المساعدة (79٪). وقد خفض المشاركون في كلا المجموعتين عدد السجائر التي يتم تدخينها - 89٪ من مشاركي الإقلاع عن التدخين مقابل 79٪ لمجموعة خط المساعدة.

كما اكتشف أن الحصول على التعليم ما بعد الثانوي أو أعلى والتدخين العرضي يرتبط بزيادة احتمالات الإقلاع عن التدخين.

كيف يفسر الباحثون النتائج؟

وخلص الباحثون إلى أن "هناك عدد كبير من الشباب يفضلون منتديات مثل الإقلاع عن التدخين للمساعدة في الإقلاع عن التدخين مقارنة بخدمات الإقلاع التقليدية.

"إن الوصول إلى الحملة ونتائج النجاح في الإقلاع عن التدخين تشير إلى أن حملة وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية المتعددة العناصر توفر فرصة واعدة لتشجيع الإقلاع عن التدخين".

الخاتمة

قارنت هذه الدراسة شبه التجريبية آثار مداخلتي الإقلاع عن التدخين. وذكرت الدراسة أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والتدخلات الرقمية متعددة المكونات أكثر فعالية في تعزيز الإقلاع عن التدخين من خدمات الإقلاع التقليدية.

وعلى الرغم من أنه، لم يستند الباحثون في نتائجهم إلا على الذين أكملوا الاستطلاعات الأخيرة فقط، والذي من شأنه أن يحدث تحيزا في النتائج. وتشتمل هذه الدراسة على عدد من القيود الأخرى، بما في ذلك التخصيص والاختيار غير العشوائية لمجموعة الدراسة ، صغر حجم العينة، وفقدان المتابعة الكبيرة.

كما تم أجراء الدراسات أيضا في نقاط زمنية مختلفة، مما قد تؤثر على النتائج، كما استخدم أيضا بعض المشاركين في حملة الإقلاع عن خط المساعدة للمدخنين، والعكس صحيح. بالإضافة إلى تلقى المشاركون في الإقلاع عن التدخين حوافز للمشاركة أيضا، مما يرفع من احتمالية التحيز في النتائج.

وقد تم إدراج مجموعة مستهدفة محددة جدا في الدراسة. و في حين أن هذا لا يقلل من قابلية تعميمها فقد كان للشباب في كندا أعلى معدل للتدخين، ولكن استخدامهم لخدمات الإقلاع كان منخفضا.

ومما هو جدير بالذكر أن نتائج هذه الدراسة واعدة وتعالج مشكلة صحية عامة رئيسية. وتحتاج الدراسة لتنفيذ تجارب على نطاق أوسع بكثير وفترة أطول من المتابعة، والتوزيع العشوائي، وتحليل المجموعات الفرعية لجميع وسائل الإعلام الاجتماعية الممكنة والمنصات الرقمية لتقييم أيا من الطريقتين أكثر فعالية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.

كما يناقش الباحثون، أنه من المتوقع أن يصل عدد الأفراد الذين يملكون الهواتف الذكية إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2025. وبالتالي فإن الحملات القائمة على استخدام الهواتف الذكية، بما في ذلك وسائل الإعلام الاجتماعية، من المحتمل أن تصل إلى جمهور واسع، فضلا عن كونها أكثر فعالية من حيث التكلفة عن الأساليب الأخرى.

3705 مشاهدة
للأعلى للسفل
×